“الكتب في حياتي” هو بمثابة سيرة ذاتية فكرية وأدبية، يتحدث فيها هنري ميلر عن الكتب التي أثرت فيه وشكلت وعيه الأدبي والفكري.
ليس مجرد قائمة كتب مفضلة وانما هو تأمل وجودي في دور القراءة والكتابة في تشكيل شخصية الكاتب والفرد.
يستعرض فيه رحلته الشخصية مع القراءة، لكنه لا يقدّم لنا سيرة تقليدية عن كاتب وقراءاته، بل ينظر إلى الكتب بوصفها محطات روحية وتشكيلية ساهمت في بناء ذاته الفنية والإنسانية.
فالكتاب ليس فقط عن الكتب التي قرأها وانما عن كيف ولماذا قرأها، وكيف أثّرت فيه، وكيف غيّرت مجرى حياته.
في هذا العمل، يتحول ميلر من روائي إلى قارئ يتأمل الكتب ككائنات حيّة، لا كأشياء جامدة.
إن القراءة عنده ليست هواية لكنها فعل وجودي، يقترب من طقوس التأمل أو التجربة الدينية.
يكتب بصدق عن نشأته في بيئة فقيرة ماديًا وثقافيًا، وكيف استطاع عبر القراءة أن يتحرر، لا فقط من فقره، بل من محدودية العالم من حوله.
الكتاب ليس مجرّد “قائمة” بكتب أثرت فيه، بل تأمل شخصي في معنى القراءة، دور الأدب، وظيفة الكاتب، وفلسفة الحياة نفسها من خلال الكتب.
لا يمدح هنري ميلر الكتب بوصفها منتجات ثقافية، بل يحتفل بها كأدوات للنجاة، وكجسور بين العزلة والآخر، وبين الجهل والنور، وبين الإنسان ونفسه
(الكتب في حياتي) هو كتاب عن العلاقة الوجودية بين الإنسان والكتاب.
لا يحكي فقط عما قرأه ميلر،، بل كيف شكلته القراءة وكيف أعاد تشكيلها بدوره ككاتب فهو كتاب لكل قارئ شغوف يعرف أن الكتاب يمكن أن يغير حياة.
من صفحة كريم جدي