رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
الشارقة تحتفل بإدراج «الفاية» على قائمة التراث العالمي


المشاهدات 1400
تاريخ الإضافة 2025/07/14 - 10:14 PM
آخر تحديث 2025/07/18 - 6:27 AM


نظمت الشارقة حفلاً رسمياً في العاصمة الفرنسية باريس احتفاءً بإدراج المنطقة التراثية «الفاية» على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) مسجلة بذلك علامة فارقة في تاريخ الإنجازات التي تضاف إلى رصيد الشارقة ودولة الإمارات والمنطقة العربية بأسرها، إذ كان موقع «الفاية» الترشيح العربي الوحيد الذي نظرت فيه لجنة التراث العالمي بدورتها السابعة والأربعين.
ويعد «الفاية» ثاني موقع في دولة الإمارات ينال هذا الاعتراف العالمي بعد المواقع الثقافية في مدينة العين التي أدرجت عام 2011 ليواصل بذلك ترسيخ مكانة الدولة على خارطة التراث الإنساني.
جمع الحفل نخبة من أعضاء لجنة التراث العالمي ودبلوماسيين وخبراء دوليين في لحظة احتفاء جماعي بهذا الإنجاز التاريخي الذي يعكس التزام الشارقة بحماية التراث الإنساني وصونه.
وأعربت السفيرة الرسمية لملف ترشيح (المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية)  الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي عن فخرها بجهود الشارقة المتواصلة لإدراج «الفاية»، وتسليط الضوء على دوره الجوهري في إثراء فهم تاريخ الإنسان الأول وتطوره.
وأكدت أهمية هذا المنجز التاريخي، مشيرة إلى أن إدراج «الفاية» في قائمة التراث العالمي يجسد التزام الشارقة الراسخ بصون هذا الإرث الإنساني للأجيال القادمة.
وقالت الشيخة بدور القاسمي في كلمتها الافتتاحية خلال الحفل: «إن إدراج «الفاية» على قائمة التراث العالمي إنجاز جماعي نبارك للشارقة ولكل من وقف إلى جانبنا طوال هذه الرحلة الملهمة والقيّمة».
وأضافت: «إن «الفاية» كانت هذا العام الترشيح العربي الوحيد الذي نظرت فيه لجنة التراث العالمي، واليوم تصبح ثاني موقع في دولة الإمارات ينال هذا التقدير العالمي بعد المواقع الثقافية في مدينة العين التي أدرجت عام 2011 إنه انتصار كبير للشارقة وانتصار لدولة الإمارات وانتصار للمنطقة بأسرها».
وأكد علي الحاج العلي، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى اليونسكو، التزام الدولة الراسخ بصون التراث منوهاً بدلالات هذا الإنجاز على مستوى أوسع.
وقال: إن دولة الإمارات ستظل ملتزمة برسالة اليونسكو، وتفخر بأن تكون شريكاً فاعلاً ومشاركاً في الحفاظ على تراثنا الإنساني المشترك، لافتاً إلى أن قائمة التراث العالمي ليست مجرد سجل للمواقع بل تجسيد لقصص البشرية المتنوعة وقيمها وهوياتها.
وأضاف: إنها تذكرنا بأن التراث لا يعرف حدوداً، وأن لكل ثقافة ما هو جوهري لتضيفه إلى السرد الإنساني العالمي، وفي هذا السياق يشكل إدراج موقع «الفاية» خطوة متقدمة نحو توسيع تمثيل الأصوات والمناظر الطبيعية من العالم العربي وغيرها من المناطق التي ظلت لفترات طويلة على هامش هذا السجل، بما يعزز حضورها في قصة الإنسانية الجامعة.
وأعرب عيسى يوسف المدير العام لهيئة الشارقة للآثار عن تقديره العميق لكل من أسهم في تحقيق هذا الإنجاز، مؤكداً أهمية مواصلة التعاون الدولي لحماية إرث «الفاية» وتعزيز دوره في توسيع فهمنا للتاريخ البشري المبكر.
وقال: إن إدراج موقع «الفاية» على قائمة التراث العالمي لليونسكو ليس مجرد اعتراف عالمي بموقع أثري، بل تتويج لعقود من الرؤية الحكيمة والدعم المتواصل لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي وضع الأساس لحماية تراثنا الثقافي وخلق بيئة علمية مستدامة لخدمة الإنسانية.
يعد المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في «الفاية» نافذة تطل على قدرات الإنسان القديم على التكيف في واحدة من أقسى البيئات الصحراوية على وجه الأرض قبل أكثر من 200 ألف عام، إذ تكشف طبقات النشاط البشري المكتشفة في الموقع - والتي تعود إلى أكثر من 200 ألف عام - عن قصص غنية بالصمود والابتكار، وتؤكد أن شبه الجزيرة العربية لم تكن مجرد ممر عابر في مسارات الهجرة بل كانت وجهة للاستقرار ومركزاً نشطاً للابتكار والتبادل الثقافي.
وخلال أكثر من ثلاثين عاماً من أعمال التنقيب الدقيقة التي قادتها هيئة الشارقة للآثار بالتعاون مع فرق دولية مرموقة جرى الكشف عن 18 طبقة جيولوجية متعاقبة، يوثق كل منها فترة زمنية مختلفة من النشاط البشري، ما يمنح «الفاية» قيمة علمية استثنائية في رسم مسار تطور الإنسان في البيئات القاحلة، ويواصل الموقع اليوم إعادة تشكيل فهمنا للماضي وصلته العميقة بالحاضر، مؤكداً أهمية صون هذا النوع من المعرفة ونقله للأجيال القادمة. وكان المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في «الفاية»، ولأكثر من 11 عاماً، موقعاً محورياً ضمن برنامج اليونسكو «HEADS» (التطور البشري، التكيف، الانتشار والتطورات الاجتماعية)، إلى جانب مواقع أيقونية مثل كهوف نهر كلاسيس وكهف وندرويرك في أفريقيا، ويؤكد هذا التعاون طويل الأمد أهمية «الفاية» في دعم الأبحاث العالمية في علم الإنسان القديم والدراسات البيئية وتعزيز التعاون الدولي في حماية التراث الثقافي العالمي.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير