ما طبيعة وحجم المهمة التي ينبغي أن تتصدى لها الصحافة في اطار مكافحة المخدرات ؟
لعلني هنا لست في معرض التقليل من شأن الصحافة، إذا قلت إن دورها ينبغي ان يكون بحجم الدمار الذي يطال البلد في جوانب عدة .. الاقتصادي والاجتماعي والنفسي وحتى الامني، جراء استشراء هذا الوباء القاتل وانتشاره..
إن اهم ما تتناوله الصحافة اليوم لا يتجاوز السرد التقليدي في تغطية انشطة الاجهزة الامنية في اطار مهمتها  للتصدي لهذا الوباء القاتل دون التحرك نحو دوراكثر فاعلية .. دور يثير الرهبة في نفوس مروجي هذه السموم ونفوس من صنعهم ومن يمهد لهم السبل لارتكاب هذه الجريمة البشعة بحق العراق وابنائه!
عندما تسعى الصحافة للتحول من واجهة استعراض الى عين تكشف وتواجه ستكون جزءاً من مقاومة لا تنكفيء وسلاحاً لردع من يعبثون بالارواح والقيم .
 من المؤكد أن أبلغ ما يمكن ان تتسلح به الصحافة اليوم هو سلاح الشفافية .. لا بل الشفافية المطلقة  والاتجاه وبقوة الى كشف المستور «المكشوف» و تسمية الاشياء بأسمائها .. الجهات التي تقف وراء استفحال هذه الظاهرة السوداء، والاهداف والغايات الحقيقية التي تقف وراء تلويث الجسد العراقي .
لابد للسلطة الرابعة اليوم أن تكون ضميراً للشعب وان تنتصر لإرادته في دحر هذا العدو الغاشم .. لا بد أن تكون صوته المجلجل و المدوي الذي يردد سؤاله باستغراب عن الكيفية التي تسللت بواسطتها هذه الظاهرة المشينة ومَن الذي مهد لها الطريق لتدنس ارض الرافدين الطاهرة .
كلنا ثقة بصحافتنا الحرة وأقلام الصحفيين العراقيين الباشطة في التصدي الحازم والجريء لاجتثاث هذا الورم السرطاني الخبيث واجتثاث مَن جاء به.