لم يكن مفاجئاً أن يتطوع السيد حسن شلغومي الذي يقدم نفسه إماما لمسلمي فرنسا يرأس تنظيما يسمى ( مؤتمر أئمة فرنسا )، أن يشكل له تنظيما صهيونيا يحمل اسم ( إلنت EL NET ) الذي يمثل أحد أهم الدروع الإسرائيلية في أوربا وفدا من أنداده من دول أوروبية غربية ، ويكلفه برئاسته لزيارة الاحتلال الإسرائيلي، ويلتقي رئيس الاحتلال بمقر الرئاسة في القدس، ولم يكن من قبيل الغرابة أن يمتدح ويمجد شلغومي الاحتلال ويشيد بجرائم الإبادة والتطهير التي تقترفها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في غزة كما في الضفة الغربية ، ولم يكن صادما أن يخاطب من يدعي إمامة المسلمين رئيس الكيان الإسرائيلي بالقو « إننا نحمل رسالة محبة ونصلي من أجل عودة الرهائن» و «أن الحرب التي اندلعت بعد السابع من أكتوبر، هي حرب بين عالمين، أنتم تمثلون فيها عالم الإنسانية و الديموقراطية « .لم يكن كل ذلك وغيره كثير مفاجئا وغريبا من رجل لم يتردد يوما في إخفاء هويته المناصرة للاحتلال منذ سنوات، ومعاديا لحقوق الشعب الفلسطيني ومساندا لسياسة اليمين الأوروبي المتطرف المعادي للإسلام .و هذا ما قد تكون منظمة ( إلنت EL NET ) التي تعد أحد أهم الدروع الصهيونية في القارة الأوربية المروجة للسردية الصهيونية تحت غطاء تعزيز العلاقات الأوروبية الإسرائيلية، قد تفطنت إليه في الظروف الدقيقة والصعبة التي تجتازها القضية الفلسطينية، في ضوء ما تقترفه قوات الاحتلال من جرائم إبادة وتطهير عرقي وجرائم حرب في حق الشعب الفلسطيني، بإجماع الأوساط القضائية والحقوقية الدولية.
والحقيقة أن الخدمة المشبوهة التي قبل هؤلاء القيام بها في هذه الظروف الدقيقة تتجاوز اعتبارها شهادة زور تتعمد تزييف الوقائع، وتمنح العدو شرعية ما يقترفه من جرائم تكاد تكون غير مسبوقة في التاريخ الإنساني المعاصر، فهذه خدمة سياسية يقبل بها ضعاف القناعة والإيمان بمقابل، وحتى بدونه، لازمت وجود الاحتلال من عقود، بل تتجاوز ذلك إلى مستوى إضفاء الشرعية والمصداقية على السردية اليمينية الإسرائيلية المتطرفة التي تضفي الهوية الدينية على وجود الاحتلال بصفته دولة يهودية، وأن حقيقة الصراع تتجسد في صراع بين الأديان وخصوصا بين الإسلام واليهودية .
لذلك تم اختيار كتيبة دينية إسلامية للقيام بدور يشكل امتدادا لما تقترفه قوات الاحتلال من جرائم فظيعة في حق الشعب الفلسطيني منذ عقود خلت، وتضفي الشرعية الدينية عليها، وتظهر الصورة المزيفة لحقيقة الصراع باعتباره صراعا بين اليهودية والإسلام وليس صراعا مع حركة صهيونية تستخدم الدين اليهودي وسيلة لتحقيق أهدافها الخبيثة.
زار الوفد المسخر الكيان، وعاد أدراجه بعد أن استنفد العدو صلاحيته منه، كما عاد زائرون كثر آخرون من الطينة نفسها، لكن لا شيء تغير لأنها طلقات في الهواء لا تأثير لها في الحقيقة السائدة، ولا في قناعات أحرار العالم.
وإلى اللقاء في زيارة أخرى مشبوهة يقوم بها خدم سيدهم.