الزوراء/ جمال الشرقي
برعاية رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، وبدعم من البنك المركزي العراقي، شهدت العاصمة بغداد – عاصمة السياحة العربية – انطلاق فعاليات النسخة الأولى من مهرجان الإبداع السياحي والفني الدولي، الذي نظمته نقابة السياحيين العراقيين بمشاركة عربية ودولية واسعة.
وقد جرت مراسم الافتتاح بحضور رسمي رفيع، تقدّمه وكيل وزارة الثقافة والسياحة والآثار لشؤون الفنون قاسم طاهر السوداني، ومستشار رئيس الوزراء عمر العلوي، ورئيس هيئة السياحة ناصر غانم، إلى جانب عدد من الشخصيات المهنية وممثلي الهيئات الثقافية والفنية، فضلاً عن نخبة من المعنيين بالشأنين السياحي والإبداعي.
ويأتي هذا المهرجان في إطار المساعي الوطنية الحثيثة لدعم القطاع السياحي والثقافي في العراق، وتعزيز مكانة بغداد كوجهة إبداعية وسياحية بارزة في العالم العربي، عبر فتح آفاق التعاون والتبادل الثقافي مع الوفود المشاركة، وتفعيل الأنشطة الفنية والفكرية التي تسهم في إبراز صورة العراق الحضارية.
وقال مخرج ومؤسس المهرجان، وائل زكريا في حديث لـ»الزوراء»: ان فكرة مهرجان الإبداع السياحي والفني الدولي جاءت نتيجة مراقبتي للمشهد العام للمهرجانات، حيث لاحظت أن كثيرًا منها باتت متشابهة إلى حد بعيد، سواء في طبيعة الفعاليات أو في الشخصيات المدعوة والمكرّمة، والتي لا تتغير غالبًا من مهرجان إلى آخر، سواء كان مهرجاناً فنياً أو حتى مناسبة اجتماعية عادية. ما أثار استغرابي هو الغياب شبه التام للأكاديميين والفنانين المهنيين، وكذلك غياب المبدعين من الجيل الشبابي من الجنسين، ممن يقدّمون محتوى فنياً هادفاً وراسخاً.
واضاف: انه للأسف، هؤلاء الفنانون الحقيقيون والأهم أنهم شخصيات حيادية لا تنتمي إلى أي محور معين. لذلك، لا تُوجَّه لهم دعوات، ولا تُمنَح لهم فرصة الظهور أو التكريم. من هنا انطلقت فكرتي في إنشاء مهرجان مختلف كلياً، مهرجان يرعى الإبداع الحقيقي ويربط الفن بالسياحة، وهما قطاعان مكملان لبعضهما.
واشار الى ان المهرجان اقيم برعاية دولة رئيس مجلس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني، وبإشراف معالي وزير الثقافة الدكتور أحمد فكاك البدراني، وبدعم من الأستاذ عمر العلوي، مستشار رئيس الوزراء لشؤون السياحة والمغتربين. وقد شهد حفل الافتتاح حضور شخصيات رفيعة المستوى من رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء وهيئة السياحة، إلى جانب عدد كبير من الشخصيات الرسمية من مختلف مؤسسات الدولة، إضافة إلى جمهور واسع متنوع.
وبين ان الهدف الرئيسي للمهرجان هو دمج الفنان المبدع الرصين مع الشخصيات السياحية في فضاء مشترك، لتنشأ علاقات تعاون وتبادل معرفي حقيقي بين الشريحتين، والترويج من خلال هذا التعاون للمعالم السياحية والتراثية في العراق.
وأكد زكريا ان المهرجان يضع تركيزاً خاصاً على الأكاديميين والأساتذة التدريسيين في مجالات الفن المختلفة، وكذلك الشباب الموهوبين وأصحاب المحتوى الهادف، إضافة إلى الفنانين الملتزمين مهنياً وأكاديمياً ممن لم يحصلوا على فرصتهم الحقيقية في المهرجانات السابقة. هؤلاء جميعهم سيكونون في صلب اهتمام المهرجان.
واوضح ان المهرجان يستضيف فنانين عرب من دول مختلفة لتكريمهم والمشاركة في الفعاليات، كما تتضمن برامجه رحلات سياحية إلى معالم أثرية ومواقع سياحية عراقية للضيوف العرب، في رسالة واضحة إلى العالم أن العراق بلد سياحي وفني حيّ، غني بتاريخه وثقافته وطاقاته الإبداعية والأكاديمية.
وتابع: نسعى لأن يكون المهرجان فعالية سنوية دائمة، تُقام بدورة جديدة في كل عام وتحمل عنوانًا مغايرًا يعكس محاور جديدة وتطورات المشهد الثقافي والسياحي.
وختم القول: أتمنى أن يكون هذا المهرجان بصمة فنية وسياحية حقيقية، تسلط الضوء على الفنانين المهمشين، وتعيد الاعتبار للإبداع الأصيل، وتسهم في إحياء الحركة السياحية في العراق، عبر الفن والتكريم والتعارف البناء بين الفئات المختلفة.