ثمرة اثني عشر يوماً من الصمود البطولي للشعب الإيراني العزيز .
في التاريخ المجيد للجمهورية الإسلامية الإيرانية، تبرز أيام كالجوهرة المشرقة، تثبت للعالم أجمع عزة وصلابة أمة أبيّة. وقد كانت اثنى عشر يوماً من الدفاع المشروع لجمهوريتنا الإسلامية لحظة تاريخية أخرى، انهارت فيها أوهام القوة الواهية للكيان الصهيوني، وانكسرت فيها أمام الإرادة الحديدية لشعب إيران العظيم. في هذه المنازلة غير المتكافئة، حشد العدو جميع قواه، لكنه لم يجنِ سوى الذل والهزيمة أمام صمود رجال ونساء هذا البلد الأصيل.
لم يكن الكيان الصهيوني القاتل للأطفال - على الرغم من تجاوزاته الصارخة وانتهاكاته لكل قواعد الحرب والقانون الدولي - ليعتبر فائزاً في هذه المعركة، فلم يتحقق له أي من أهدافه الشریرة. لقد ارتكب الكيان الصهيوني خطيئته التاريخية بمحاولته وأد البرنامج النووي الإيراني السلمي، وشل برنامجنا الصاروخي، وزعزعة استقرار نظام الجمهورية الإسلامية عن طريق الاغتيالات الواسعة. ولكن بفضل الله، لم يتحقق أي من هذه الأهداف الدنيئة. وبهداية القيادة الحكيمة للإمام الخامنئي (حفظه الله)، تم تعيين خلفاء القادة الشهداء في الساعات الأولى لاستشهادهم، وانطلق ردنا المشروع والقانوني على اعتداءات الكيان الصهيوني بقوة، عبر عدة أمواج من الصواريخ والطائرات المسيرة. وفي الجانب الدفاعي، حافظت قواتنا على سماء الجمهورية الإسلامية باستخدام نظام الدفاع الجوي المحلي حتى اللحظة الأخيرة لوقف النيران.
وفي الساعات الأولى للدفاع المشروع، تم تحطيم شبكة التجسس التابعة لهذا الكيان بحزم. وتشير التقارير الأولية إلى اكتشاف ما لا يقل عن 10 آلاف طائرة مسيرة انتحارية صهيونية في إيران، والتي أدت - بإذن الله - إلى إدخال هزيمة أخرى في الميدان الاستخباري على الكيان الصهيوني. وقد تعرض هذا الكيان لدمار شديد في قواعده العسكرية والأمنية، ومحطات توليد الطاقة، والموانئ، وغيرها من المواقع، مما أدى إلى تسارع انهياره. وفي المقابل، لم تحدث الهجمات الصهيونية إلا أضراراً طفيفة في القطاع النووي والبنى التحتية الإيرانية، وسوف تتم معالجتها بإذن الله في غضون أشهر.
وعلى الرغم من الخسائر، خرجت إيران منتصرة في دفاعها المشروع عن نفسها، ولن تستسلم أبداً. وإن الجمهورية الإسلامية تؤكد دائماً أنها لا تريد الحرب، ولكن إذا فرضت عليها، فإنها ستكون الطرف الذي يطلق الرصاصة الأخيرة. لقد أثبتت إيران للكيان الصهيوني وحليفه الأبرز أمريكا أن كل اعتداء سيواجه برد قاس وسريع. وكان استهداف قاعدة “العُدَيد” مجرد جزء بسيط من القدرة الرادعة الإيرانية. فقد قصفنا مواقع القوات الأمريكية المعتدية، مراعين في ذلك القانون الدولي وسيادة دولة قطر. وفي غضون ساعات، تلقینا طلب وقف إطلاق النار بواسطة قطرية من قبل الطرف المعتدي بعد الضربة القاصمة.
هذا النصر العظيم هو ثمرة اثني عشر يوماً من الصمود البطولي للشعب الإيراني العزيز. من الرجال والنساء الأبطال إلى المقاتلين الشجعان في القوات المسلحة، جميعهم - ببركة دماء الشهداء وبالتلاحم والإيمان الفريد - حصنوا جبهة الدفاع عن الوطن وأحبطوا مؤامرات العدو الخبيثة. نعم، لن تنحني إيران أبداً أمام القوة الغاشمة.
تحية لا تنتهي للحرس الثوري والقوات المسلحة الإيرانية التي حافظت بشجاعة وحكمة على أمن وعزة هذا الوطن. هذا الانتصار هو شهادة أخرى على قوة إيران الإسلامية وصمود شعبنا العظيم.
اليوم تقف إيران أقوى من أي وقت مضى، ورسالتها للعالم واضحة: “فإن جئتمونا بالحرب، فلن نترك لكم إلا الذل والرماد.”
ولا يسعني هنا إلا أن أشكر العراق الصديق والشقيق، حكومةً وشعباً، مرجعيةً وعشائرً، نواباً وكيانات، مكونات وقومیات، إخوة وأخوات، على موقفهم الداعم و الساند للجمهورية الإسلامية. حفظ الله الأمة الإسلامية وبلدانها من شرّ الغدة السرطانية إسرائيل الخبيثةِ اللقیطة.