الفنان الرائد هاني هاني، ممثل ومخرج مسرحي عريق، استند على إرث وتجارب طليعية، لقب بـ (قديس المسرح العراقي)، ويعد من المخرجين الذين أرسوا قواعد وتقاليد عريقة في المسرح العراقي...
وعرف عنه بأنه مخرج تجريبيي بعد أن أخرج للمسرح العراقي العديد من المسرحيات ومنها مسرحية الشهيرة «قصة حب معاصر» والتي مثلت العراق في مهرجان قرطاج عام 1991. كما يعد من المخرجين اللذين أرسوا قواعد وتقاليد عريقة في المسرح العراقي الذي وصل إلى ما وصل إليه من شعبية عريضة على الساحة المسرحية العربية.
ولد الفنان هاني محمد محمد حسين في مدينة الموصل شمال العراق عام 1943 من عائله مكونة من أربع أخوات وأربعة إخوان كان هو الأكبر، من صغره يهوى الكتابة والرسم ولديه لوحات عديدة تعبر عن هوايته التي كان محترفا لها، كان والده ينوي إدخاله إلى كلية الطيران لكن هاني ذهب إلى بغداد ليدخل كلية الفنون عام 1964 بقسم المسرح وحصل على شهادة البكالوريوس عام 1968.
بعدها انضم إلى ملاك وزارة الشباب والرياضة، وكان يعمل مخرجا في إذاعة صوت الجماهير آنذاك وبعد ذلك انضم مع مجموعة من الفنانين إلى الفرقة القومية للتمثيل التابعة إلى مؤسسة الدائرة السينما والمسرح عام 1970 وبدأ منذ ذاك العام احتراف المسرح فبدأ ممثلا ثم مخرجا وكانت أعماله كثيرة، ونال ثقة الجمهور، وحصل عبر ذلك على جوائز عديدة وكبيرة.
حاز على الكثير من الجوائز منها جائزة أفضل مخرج في مهرجان قرطاج عام 1991 عن عمله «قصة حب معاصرة» لمؤلفها فلاح شاكر وتمثيل جواد الشكرجي وسهير إياد وموسيقى الموسيقار نصير شمه، وبدأ اسم هاني هاني ينتشر في أرجاء الوطن العربي كمخرج عراقي. كما اخرج للمسرح مسرحيات» أنشودة العمل، وأنا لا أستطيع تصور الغد، وألف أمنية وأمنية، ولناس والحجارة، وحكاية من الخندق الخلفي.
والمخرج هاني هاني منذ البداية يركز في تجاربه إلى إشكالية المخرج المؤلف… وهو يعتمد تشكيل الكتل والتكوينات موظٍفا الإمكانات التقنية في إشغال فضاء العرض وخلق سينوغرافيا تقترب من الإبهار، ولكنها تظل ذات دلالات واضحة في سياق العرض المسرحي.
ولابد هنا من الإشارة إلى عمله الحائز على جائزة قرطاج ((قصة حب معاصرة)) مع التفات إلى أن هذه المسرحية مثلها مثل أغلب أعماله تُعَد امتداداَ للعمل المشترك مع الكاتب فلاح شاكر في إطار معالجات إشكالية المخرج المؤلف والمؤلف المخرج، أي في إطار تحريك النص حسب مقتضى وقت العرض. من هنا كانت مسرحية ((قصة حب معاصرة)) إشكالية فلسفية عندما ضرب على وترِ المعاصرة، إلا أننا لا نلغي حقيقة مهمة هو أن عرض هذه المسرحية جاء بمفردات جديدة في إطار العمل المسرحي ويحتاج لوقفة نقدية متأنية لتفاصيل الصراع بين قضايا الوطن والانسان.
إن تجارب الإخراج المسرحي في العراق قد حققت عبر عقود من الزمن تطورات نوعية تحتاج معها إلى دراسات نقدية معمقة تكشف عن المفردات الجديدة المضافة التي قدمتها في إطار بحثها الدؤوب عن هوية خاصة.. وهي جديرة بتسجيل هذه الخصوصية. وينبغي القول هنا إنً جميع الأعمال قد أفادت من الذاكرة المحلية ومن موروثها ((السمعي البصري)) وتحولت خزائن هذه الذاكرة تراثاَ ومعاصرة إلى تجارب لها ثقلها على الخشبة.
لذلك وفي موضوعية متأنية نجد أنً تاريخ هاني هاني المخرج الجمالي الذي يميل كثيرا الى الواقعية الافتراضية بتفسير النص، ومنذ أول عملية إخراجية انصبت عطاءاته في اتجاهين الاتجاه الخارجي (التشكيلي) الذي انحاز فيه الى الاهتمام بالعناية بالديكور والإضاءة والتكوين البصري بعامة، وعادة ما يكون مخرجو هذا الاتجاه الإخراجي الميل باتجاه تعميق السينوغرافيا التي تسهم بالدلالات، فقد صنف هاني هاني في مسرحيته «ألف امنية وامنية» انه من هؤلاء المخرجين السينوغرافيين الذين جددوا في الطريقة والأسلوب في مزج هذه العناصر مع العرض الفكري الجمالي. وبشيء بسيط من التجاوز يمكن رصد تجارب لا نزعم أنها تنضوي بالتمام تحت هذا التصور، ولكنها بالتأكيد تقترب بهذه السمة أو تلك منه، على أننا نلفت انتباهاَ إلى أن تقسيما آخر يمكن أن نضعه في قراءة المخرج للعملية الإخراجية، فهناك المخرج القارئ، المخرج المفسٍر والمخرج المبدع أو المغير.
لقد أدرك المخرج هاني هاني ان الوصول إلى هذه الحقيقة تتم بقراءة معكوسة من خلف فضاء النص، وذلك بالتساؤل: هل يستوي النص عند القراءة مع النص وهو على الخشبة؟ وللإجابة عن هذا التساؤل قد يتفق بعض نقاد مسرحياته مع ما توصل إليه (وهذا يكفي للتواصل) على أن كل قارئ او متلقٍ هو مخرج لأنه سيعمل على قراءة صورية للنص وبالضرورة ليس كل شخص هو الآخر.
المخرج هان هاني عندما ينظر ويقسم الخشبة جغرافيا وامكنة وزوايا ليقدم تصوره الخاص للعرض، لن يكون غير المخرج القارئ الذي يقدم ابداعه الخاص، ولكنه يظل شاسعا غير
محصور في إطار ضيق بحدود ما يقدمه من تفسير للنص بعكس المخرج المبدع الذي يضفي قراءة ثانية قبل أن يخلق نص العرض من دون التجاوز على القوانين الدرامية (أي ليس المقصود إلغاء النص) بل جعله خامة للعرض أي أنه يدخل ضمن التوصيف الأخير للمخرجين.
لقد شكل هاني هاني مع المؤلف المثير للجدل فلاح شاكر ثنائيا قادا الدراما المسرحية العراقية في بعض الاعمال المشتركة الى آفاق عربية بالمسرح، ما من شك في أن فلاح شاكر كاتب من طراز خاص لا أحد ينافسه على هذا التميز من أبناء جيله في الكتابة للمسرح العراقي.
وقد شهدت نهاية النصف الأول من ثمانينات القرن الماضي ظهور فلاح المفاجئ في الوسط المسرحي إذ لم يسبق له أن شارك في أي عمل له صلة بالمسرح، وبدا واضحا انه يمتلك شيئا ما تقودنا إليه لغته الخاصة بمفرداتها وتراكيبها، فتترك لدى المتلقي خليطا من الانطباعات تتداخل فيها مشاعر الدهشة والمتعة في حرفة الكتابة للمسرح، لكنه يقترب أيضا من اعمال رائدة لكتاب ذي عراقة أمثال (يوسف العاني، عادل كاظم، محي الدين زَنكَنَة، صباح عطوان، فاروق محمد، جليل القيسي)، وقد انعكس ذلك في نصه الأول الذي حمل عنوان “مملكة الاغتراب” عام 1984.
في تسعينيات القرن الماضي ارتفع رصيد فلاح شاكر في ذاكرة المسرح العراقي المعاصر، بعد أن قدم نصوصا جريئة بما تحمله من أفكار وما أثارته من جدل تناوبت فيها جدلية الحب والحرب في لحظة مأزومة من عُمر العراق، مجتمعا ودولة ونظاما سياسيا ومستقبلا، ارتقت فيها لغة الحوار إلى مستوى من النضج والجرأة والاستفزاز لم يألفه العاملون في المسرح العراقي، ساعده على ذلك أنه درس الفلسفة في جامعة بغداد قبل ان يخوض غمار الكتابة للمسرح.
ولا غرابة ان يلتقي المخرج هاني هاني مع هذا الاتجاه «المسرح مع الفلسفة» لان الحقلين يرتكزان على الجدل، والكاتب الذي يتمكن من فهم واستيعاب اشتغالات الفلسفة من المنطقي ان ينعكس ذلك على نصوصه بشكل ما.
وقد أشار شاكر إلى تأثير الفلسفة في اعماله، مشيرا إلى ان محاورات أفلاطون كان لها أثر كبير في إنضاج قدراته في عملية بناء وايصال الأفكار في النص المسرحي، لذا جاءت نصوصه علامة فارقة في المسرح العراقي. وقد توالى على إخراجها أبرز المخرجين العراقيين منهم على سبيل المثال (هاني هاني، محسن العلي عزيز خيّون، فاضل خليل.
يمكن القول إن هاني هاني كمخرج وفلاح شاكر كمؤلف وضعا العرض المسرحي العراقي في مكان مرتفع بموازاة النص الأدبي، خاصة أن المفاهيم السائدة في وسطنا الثقافي تنظر إلى النص المسرحي باعتباره لا يملك شرعية التجنيس الأدبي، بالتالي لا يأخذ ما يستحقه من الاهتمام النقدي مثل الرواية أو القصة أو القصيدة، لأن أهميته مرهونة بالعرض المسرحي وليس بلغته الأدبية حتى لو كانت على درجة عالية من الصياغة، إلاَّ أن الحال لدى الثنائي هاني وشاكر قد نسجما بدرجة كبيرة، وبات للنص سحره الذي يتجلى في لغته وشخصياته وأفكاره كما في نصوص كتاب المسرح الاغريقي الأوائل مرورا بشكسبير وتشيخوف وابسن وبريخت، وانتهاء بصموئيل بيكت وبقية كتاب مسرح العبث واللامعقول .
أخرج هاني هاني المسرحيات، أنشودة العمل، أنا لا أستطيع تصور الغد، ألف أمنية وأمنية. أناس والحجارة.، حكاية من الخندق الخلفي، حكايات في الخندق الخلفي «والتي عرضت في المعامل» «في عيد العمال» (مسافر الليل)، مسرحية (الحصار)، (ألف حلم وحلم).
فيما كانت مسرحية (قصة حب معاصرة) التي كانت خاتمة المسرحيات التي اخرجها قبل وفاته المفاجئة بحادث سيارة، ونال عنها جائزة أفضل مخرج في مهرجان قرطاج، فيما نالت هذه المسرحية جوائز عديدة في تونس والعراق. لكن القدر لم يتركه ان يكمل طريقه نحو تأسيس تيار اخراجي يمزج بين الفلسفة والواقعية والجمالية.
شارك الفنان هاني هاني في اعمال مسرحية ذات صدى طيب، وكان ممثلا متألقا في المسرحيات، (الكاع) تأليف: عادل كاظم، اخراج: جاسم العبودي. (رسالة الطير) (كان ياما كان) اخراج قاسم محمد، (الطوفان) (البيك والسايق) (دائرة الفحم البغدادية). للمخرج الكبير: ابراهيم جلال. مسرحية (الحصار) لمخرجها: بدري حسون فريد. ومسرحيات (باب الفتوح) (حفلة سمر من اجل 5 حزيران) لمؤلفها: سعد الله ونوس، واخراج جاسم العبودي، مسرحية (بدر البدور).
وفي مجال السينما مثل في فيلم «يوم آخر» للمخرج صاحب حداد، « وفتى الصحراء» «والقناص» لفيصل الياسري، و»المسألة الكبرى» مع محمد شكري جميل وأقدم أدواره بجدارة في الدراما التلفزيونية، ومنها أعمال بدوية كثيرة (لأنه كان من هواة ركوب الخيل) وأعمال روائية منها «الأماني الضالة» «وجرف الملح» «والمتمردون» وأيضا أبدع في دوره في فيلم «القادسية» لصلاح أبوسيف.
حاز هاني هاني كممثل تلفزيوني وسينمائي على الكثير من الجوائز، وبدأ اسمه ينتشر في ارجاء الوطن العربي كمخرج عراقي يسعى الى مضامين إنسانية ووطنية في اعماله المسرحية» وأيضا كان له دور فعال في تأسيس منتدى المسرح العراقي عام 1993.
لقد شكًل الممثل في اعمال هاني هاني العنصر الأول في تركيب عناصر العرض المسرحي، ولهذا السبب نجده يكون المشهد بطريقة تقدم الممثل على مكنونات قدراته قبل التفكير بالتحامها في بنية العرض، وهو يعوٍل على حركة الممثل وتنقلاته ليجسد بوساطة ذلك دلالات درامية تتجاوز المستوى الفيزيقي المجرًد لهذه الحركة.
وبسبب هذه الأهمية التي يوليها المخرج هاني لممثله فإن شروطاَ كثيرة ينبغي توافرها في الممثل الذي يتعامل معه ليس آخرها أنْ يكون هذا الممثل على دراية معرفية عميقة بفنه، وكيفية تعامله مع قطع الديكور على أنها كائنات حية.. فهي أكبر من مجرد بيئة وصور تتحرك فيها الشخوص.. وهذا أمر طبيعي عندما تتحول الرموز إلى دلالات فاعلة.. من هنا فقد خلق مناخاَ واسعاَ لممثليه في التعامل مع قطع ديكوره وبشكل أعمق من فكرة خلق توافقات وتكوينات بصرية…
لقد نوّع هاني هاني في طبيعة توظيفاته واستخداماته للإضاءة فتلك إضاءة منتشرة تلتحم بنور الصالة وأخرى طبيعية بلا دلالة مثل نور الشمعة الخافت والبرق المرافق للمطر… ومرة أخرى يغادر هذه الواقعية ليستخدم حزماَ يمنحنا بتحريكها دلالات ومقاصد عديدة …
قال عنه الفنان الكبير يوسف العاني: كان الحدث مفاجئا واليما.. وكان الحديث مراً، كلماته مختـنـقة في الحـلقوم كأنها مسامير! أردت ان أكتب سطراً أبدأ به الحديث.. فكانت الدموع تنهمر مبللة الورقة وكأنها.. تكتب الكلمات بالدمع الساخن المتسكب من القلب المفجوع والنفس الملتاعة. فما كنت أحسب ان هذا الكيان المسرحي المتألق ستواريه التراب بين يوم وليلة.. وكانت في نفسه ألف امنية وامنية.. وان المعاصرة عنده هي الحب المتألق الذي لن يغيب.. غناء بالوطن وللوطن.. وسعيا وراء الآمال الكبار التي لن تضيع.. هاني هاني مسرحي فريد..
منذ تعرفت عليه طالبا في أكاديمية الفنون وعاملا معنا في فرقة المسرح الفني الحديث عام 1968م. كنت أراقب عينيه اللامعتين! كانت عنده هي الموقع الذي ينفذ من خلاله الى ما يريد.. تلك النظرات الحادة البريئة العميقة النافذة الى الهدف الذي يستوعبه ويتأمله كي يحتضنه حقيقة يضيفها الى ما يريد ان يتعلم منه..
فالمسرح كما كان يفهم: حقيقة انسانية عميقة يكون الابداع حصيلة المعرفة الواسعة التي لا تقف عند حد..
وهكذا ظلت عينه تراقب وتنفذ لتلتقط كل جميل وعميق وحميم، ليركن في اعماق ذاته النقية الرحبة، منطلقا لتألق فعله المسرحي الآتي الذي ظل يتقدم ويتقدم، ويتألق، وعيناه اللامعتان تتقلصان من جانبيهما لتجمعا الرؤية المكثفة بوضوح ونقاء فني تمتد جذوره عميقة في القلب والروح..
الحديث عن هذا الفنان المسرحي الذي غاب مبكرا يطول فقد عشت أراقبه طويلا.. طويلا واستمع اليه بحب.. وقبل ان يفارقنا بخمسة أيام رأيت عينين لامعتين قال كلمات سريعة.. ثم ضحك وغاب! ولم أكن أدري ان عينيه ستغمضان الى الابد! لقد فقد مسرحنا العراقي قيمة من الابداع والاخلاص والشوق الدائم فيه.. انها خسارة جسيمة حقا.
فيما نعاه الناقد الدكتور ابراهيم العلاف: التاريخ في صورة « والفنان هاني لم يعط كل ما عنده.. فلقد كان يدخر طاقات للقادمات من الأيام...
فهو ما يزال في عمر الشباب المعطاء مواليد 1941... بل كان في ذروة العطاء حينما أخرج مسرحية (قصة حب معاصرة) لكنه القدر.. وآه من القدر حينما يرسم.. وحينما يخطط وحينما ينفذ.. لقد جاء هاني إلى بلدته الحبيبة الموصل، يعزي صديق طفولته ماهر الصراف بوفاة والدته.. وفي استذكار لمسيرته الفنية.. تمنى لو أن موته يحدث فوق خشبة المسرح. وأضاف العلاف: هاني هاني نبتة موصلية تبرعمت، ونمت، وأعطت ثمارها فناً مسرحياً ناضجاً، وإبداعاً تمثيلياً رائعاً خلدتها أدوار وأعمال درامية مسرحية سواء في التمثيل أو الإخراج). إن قرطاج كانت شاهدا ومنحته ذهبتيه عام 1991. ولأنه يعد من المخرجين الذين أرسوا دعائم متميزة في المسرح العراقي. وفي يوم 26/2/عام 1993 كان هو ظهيرة القدر أثر حادث مؤسف في الطريق المؤدي من الموصل الى بغداد ارتقت روح الفنان هاني هاني إلى السماء، ومع ان الراحل لم ينل ما يستحقه من تكريم من الدولة لا في حياته ولا بعد وفاته فقد نال جوائز عديدة وكبيرة وملقبا (قديس المسرح العراقي) وهو زوج الفنانة القديرة زهرة الربيعي. وله منها 3 أولاد. رحل هذا الفنان هاني هاني المخرج والممثل والنجم الساطع وكوكبا من كواكب الابداع في المسرح والدراما العراقية، مخلفا لمسيرته تاريخاً حافلاً بالإنجازات الفنية والتي مازالت عالقة في اذهان، ويظل اسمه علامة فارقة في تاريخ الفن العراقي بعد أن ترك فراغًا كبيرًا، لكن إرثه الفني إبقاءه حيًا في ذاكرة المسرح والشاشة والجمهور العراقي.