رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
إيران.. واتساب.. وإسرائيل… ماذا يجري خلف الشاشات؟


المشاهدات 1392
تاريخ الإضافة 2025/06/24 - 9:55 PM
آخر تحديث 2025/06/28 - 2:38 AM

أثار إعلان بثّه التلفزيون الإيراني، دعا فيه المواطنين إلى حذف تطبيق واتساب، متهمًا إياه بأنه أداة لاختراق الخصوصية لصالح إسرائيل، جدلًا في بعض الأوساط التقنية حول حقيقة هذه الاتهامات، وفتح الباب أمام تساؤلات  مهمة:
هل يمكن لتطبيق محادثة أن يُستغل لأغراض استخباراتية؟ وما مدى خطورة البيانات التي نشاركها يوميًا دون وعي؟ وهل السيطرة على التطبيقيات ومراقبتها جزء من السيادة الرقمية للبلد ؟ 
أدناه تفصيل لأبرز ما ورد في هذا الموضوع:
- في 17 حزيران 2025، وجّه التلفزيون الحكومي الإيراني نداءً علنياً لحذف تطبيق واتساب، موضحاً أن التطبيق يجمع بيانات المستخدمين ويشاركها مع إسرائيل.
- وخلال ساعات… ردّت شركة “ميتا” المالكة لتطبيق واتساب بشكل حازم، مؤكدة أن جميع الرسائل محمية بتقنية التشفير التام بين الطرفين، ولا يمكن لأي جهة، بما في ذلك التطبيق نفسه، الاطلاع على محتواها. وبالرغم تشفير الرسائل، فإن هذه الميزة، لاتدل على عدم القدرة على استغلال النشاطات الرقمية في التطبيق، إذ ان التطبيق لا يزال يحتفظ بما يُعرف بـ”البيانات الوصفية” (Metadata)!
فما هي هذه البيانات ؟ وما هو مدى خطورتها ؟؟
- البيانات الوصفية هي معلومات تتعلق بالتفاعل الرقمي للمستخدمين في واتساب، وهي لا تكشف عن محتوى الرسائل، بل تصف النشاط المرتبط بها، وتشمل: رقم المرسل والمستلم، نوع الجهاز المستخدم، توقيت الإرسال، آخر ظهور، عنوان الـIP (الذي يحدد الموقع الجغرافي التقريبي)، وقائمة جهات الاتصال، والمجموعات المشتركة، وغيرها من البيانات.
- هذه البيانات تشكّل صورة شبه كاملة عن نشاط المستخدم الرقمي، وتمنح تصورًا واسعًا لسلوك الأفراد والمجتمعات على المنصة، حتى دون الاطلاع على محتوى الرسائل.
- تكمن خطورة هذه البيانات في أنها تُظهر متى ينشط المستخدم، وأين يتحرك، ومع من يتواصل، وفي أي مجموعات يشارك... وهي معلومات قيّمة للغاية، خاصة في أوقات الحروب والصراعات.
- هناك جهات يمكن أن تستفيد من هذه البيانات الوصفية، مثل الأجهزة الأمنية والمخابراتية، خصوصًا خلال الأزمات والصراعات والحروب، كما تستغلها الشركات الكبرى لتحليل سلوك المستخدمين واستهدافهم بالإعلانات بدقة. 
- وفيما يتعلق باستغلال واتساب،  لا بد من التذكير بحادثتين مرتبطتين باختراق التطبيق من جهات إسرائيلية:
-في عام 2019، كشفت واتساب عن ثغرة أمنية تم استغلالها من قبل شركة NSO Group الإسرائيلية، لاختراق هواتف المستخدمين من خلال تثبيت برنامج التجسس الشهير “بيغاسوس” (Pegasus)، حيث طال الأختراق أكثر من 1400 شخص، من صحفيين ونشطاء وسياسيين.
-مركز Citizen Lab الكندي أكد أن برنامج Pegasus استُخدم ضد صحفيين في قناة الجزيرة وبعض المسؤولين الفلسطينيين، موضحًا أن البرنامج مرتبط بشركة NSO التي تعمل بتراخيص من وزارة الدفاع الإسرائيلية، ما يعني أن الهجمات ذات طابع رسمي، وتمت بطريقة مُمنهجة.
والخلاصة : 
من منظور واقعي، وبعيدًا عن الشعارات، من حق الدول، لا سيما في لحظات الوجود المصيري كالحروب،  اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية أمنها القومي وسلامة مواطنيها. 
وأبسط تلك الإجراءات هو السعي لمراقبة الفضاء الرقمي وما يُتداول فيه، خصوصًا أن البيانات والمعلومات أصبحت تمثل كنزًا يمكن أن يُستخدم من قبل أطراف الصراع كأداة متقدمة في حروب المعلومات.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير