رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
سؤال «الشكو ماكو»


المشاهدات 1402
تاريخ الإضافة 2025/06/24 - 9:52 PM
آخر تحديث 2025/06/28 - 2:59 AM

يقال إن مصريا كان مقيما في العراق خلال ثمانينيات القرن الماضي دخل يوما مجلسا وسلم كالعادة على الجالسين. وما أن إتخذ مكانه حتى إنهالت عليه عبارة «الله بالخير» من رواد المجلس. ولأنه على مايبدو في وقتها حديث الإقامة في بغداد سأل من يجلس الى جانبه «هو ربنا جرى له حاجة» قالها طبعا باللهجة المصرية. هذا المواطن المصري لم يكن على مايبدو قد سمع بالعبارة العراقية الأشهر وهي التي تلي في العادة عبارة «الله بالخير» وأقصد بها «شكو ماكو». وهذه العبارة ومن باب الطرافة قيل إنها طرحت على الكومبيوتر فإنفجر لان سؤال «الشكو ماكو» إشكالي. ولا أعرف إن كان الآن وعلى عهد الذكاء الإصطناعي إذا جرب أحدنا طرح هذا السؤال عليه فماذا يمكن أن نتوقع من إجابة منه عن هذا السؤال.
وسؤال «الشكو ماكو» عجز عن الإجابة عليه الفلاسفة والمفكرون والفهقاء من زمن سقراط وارسطو مرورا بهيغل وماركس وإنتهاء بحاج زبالة ومتنبئ الأنواء الجوية صادق عطية والمشجع الكروي الشهير مهدي الكرخي. مع ذلك فإنه على مايبدو سؤال المرحلة. بل سؤال كل المراحل. فالعراقي لايجد غضاضة في أن يفتح معك نقاشا يتعلق بتقلبات الجو والأسعار والعملية السياسية بادئا بالسؤال الشبحي المطلوب منك الإجابة عنه تفصيليا وهو «شكو ماكو». اليوم وفي ظل الحرب المفتوحة بين إيران والكيان الإسرائيلي المدعومة أميركيا، فإن سؤال «الشكو ماكو» صار «يفتر» حتى على بعض البرامج الحوارية في قنواتنا الفضائية بعد أن ألغت معظم الفضائيات برامجها الثابتة لتتحول الى تغطية مستمرة ليلا ونهارا.
 ولما كان الطرفان المتحاربان «إيران وإسرائيل» يتبادلان نفس الضربات بنفس الصواريخ والطائرات والتي توقع نفس الدمار والتخريب مع فارق نسبي بين الطرفين، فإنه لم تعد هناك أسئلة جديدة لكي نبدأ نحن المحلليين السياسيين تحليلها وإعطاء آراء ومواقف وتوقعات. لذلك لم يعد ثمة فاصل بين سؤال المذيع او محاور الفضائية وبين سؤال صاحب ماطور الديلفري الذي يأتي اليك بوجبة «شاورما» لذيذة بعد ركضة بين الفضائيات ليسألك بعد أن تدفع له ثمن الوجبة.. عمو «شكو ماكو». والجواب هو .. عمو لو أدري «شكو ماكو» كان ما اكلت «شاورما» دجاج بدل اللحم بناءً على نصيحة الطبيب. والطبيب نفسه سألني حين دخلت عليه شاكيا متشاكيا.. «شكو ماكو». وحين هممت أن أتحدث إليه عن الضغط والسكر، قال ضاحكا .. لا هذا شغلي.. أسالك عن شغلك.


تابعنا على
تصميم وتطوير