نعم،  الشجاعة والغيرة  صفتان متجذرتان في طباع قبائل جنوب العراق، نظراً إلى ظروف البيئة القاسية التي عاشوا ضمنها والنزاعات التي خاضوها على الأرض والموارد والكرامة. 
هذه القيم تشكّل جزءاً أساسياً من هوية العشيرة والنسيج الاجتماعي في تلك المناطق مثل الأهوار والريف والنواحي التي تمتد على ضفاف الفرات ودجلة.
نصرتهم للجار والضعيف
ينبع ذلك من الغيرة والنخوة التي يتمتّع بها أبناء العشيرة، حيث يقفون مع الجار في الأزمات والنكبات دون أن يسألوا عمن هو أو إلى أيّ عشيرةٍ ينتمي.
الشجاعة في المعارك والنزاعات
سطّر أبناء العشائر الجنوبية ملاحم في الدفاع عن الأرض والنّاس في أحداث مختلفة، مثل  ثورة العشرين عام 1920  التي شهدت مواجهة واسعة بين العشائر والقوات البريطانية، وكان أبناء تلك العشائر في مقدّمة الصفوف في القتال بسبب غيرتهم على وطنهم وعرضهم.
نصرة المظلوم
كان شيوخ العشائر في الجنوب يتدخلون لحلّ النزاعات والنصرة للمظلوم، حتى لو كان على حساب أنفسهم، إيماناً بأعراف العشيرة التي تنبع من القوة والنبل والنخوة.
القِصص والهوسات
ينبع التفاخر بهذا الخلق في الشعر الشعبي البدوي (الهوسات) التي تتغنّى بأفعال الأجداد في المعركة والنخوة والنصرة، مثل:
هذِي رجالنَه عالشدّات تنسى الخوف
 مثل السبع وسط الميدان يزفّ الهوس
كل هذه الأفعال والنصوص الشعرية تمجِّد القوة والشهامة والنخوة التي يتمتّع بها أبناء العشائر في جنوب العراق على مدار الأجيال من اجل نصرة الحق واعادته الى اهله اما الصراعات الشاذة التي نراها اليوم تحدث بين القبائل اليوم فهي العصبية القبلية التي دخلت علينا واسبابها معروفة، دوافعها قد يكون الجهل او الثأر او الفن التي لا دخل لها بالسلوك الانسان وعلى العموم فإنها ان حصلت فسرعات ما يتدخل أصحاب رجاحة العقل ويتم الحل بسرعة وبتصالح الجميع.