اجمعت صحفيات واعلاميات وصانعات محتوى واكاديميات عربيات على ضرورة تعزيز التشبيك الاعلامي لمواجهة التغيرات المناخية ، داعين الى صياغة تحالف عربي مشترك وتأسيس شبكة اعلامية موحدة تعنى بالبيئة والمناخ .
جاء ذلك ضمن خلاصة مخرجات اعمال مؤتمري « الاعلام العربي في العاصمة بغداد» الذي نظمته شبكة الاعلام العراقي برعاية اتحاد الاذاعات العربية ، و « المؤتمر الدولي للمناخ والبيئة « الذي نظمته الامانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة مؤخرا .
وقالت سمية بن رجب ، الاستاذ المساعد في معهد الصحافة وعلوم الاخبار في تونس ، في حديث لمراسل الوكالة الوطنية العراقية للانباء (نينا): ان « الملتقيات والمؤتمرات الدولية ، ومنها مؤتمر الاعلام العربي في بغداد ، تضع التغير المناخي وعلاقته بالاعلام محط انظار وسائل الاعلام العربي والدولي، وهل ان العالم العربي يهتم بالمسائل البيئية اسوة بالمجتمع الدولي ام لا ، وهل يقوم الاعلام بالمجهود اللازم لتعزيز توعية المواطنين العرب ام لا ، لاسيما ان دولا عربية تضررت كثيرا من التغيرات المناخية «.
واضافت ان « مؤتمر بغداد الدولي اثبت القدرة على التشبيك بين الخبراء والمختصين والصحفيين والاكاديميين للتفكير بتلك المخاطر، وانضاج المشروع الذي يوصي بشبكة عربية موحدة تجمع البيانات وتسهل عمل الصحفيين في فضاء رقمي يزخر بفوضى المعلومات ، وهذا قد يخلق نواة اولى لتعاون عربي مهم على المستوى الاعلامي «.
وتابعت « ناقشنا انتاج المحتوى الاعلامي باستخدام الذكاء الاصطناعي وتوظيفه لإنتاج قصص خبرية ووثائقيات وارشيف متكامل حول التغير المناخي ومواجهة التغيرات البيئية المتطرفة «، مبينة ان « استخدام الذكاء الاصطناعي يسهل على الصحفي استخدام تطبيقات توليد الصور واستخدام البيانات وبناء نماذج رائدة تكنولوجيا ، ومحاكاة الاضرار الناتجة من التغير المناخي على البيئة والبشر «. بدورها ، اكدت مؤسس « منصة ايجاب « في مصر دينا ابو غزالة ، في حديث لمراسل الوكالة الوطنية العراقية للانباء (نينا) ضرورة تشكيل تحالف يقدم مخرجات جديدة للعالم العربي، ويعود بالفائدة على الصحفيين ويشجع على تنظيم عملهم ، وتشجيع الدول على الانضمام للتحالف الجديد او الشبكة ليكون هناك تبادل آمن للمعلومات .
واضافت ان « الصحافة المناخية تحتاج قاعدة بيانات رصينة ، وهي تمثل قضايا عابرة للحدود في التغير المناخي الذي يمس كل الدول «، لافتة الى ان « التحالف سيساعد على عمل تحقيقات معمقة حول الاثر البيئي في الدول العربية وتحديد مميزات التحالف واولوياته وامكانياته «. واشارت ابو غزالة الى ضرورة التركيز على الحلول ، لان هناك مؤسسات عديدة في العالم تعمل على حل المشكلات لكن لا تتناولها الصحافة ووسائل الاعلام ، وقد حان الوقت للعمل على ذلك «.
 مبينة ان « هناك دراسات عالمية عديدة عن التغير المناخي أوصت بضرورة التعاطي والتفاعل لتشجيع الناس على خطوات عملية لحل هذه المشكلة ، وضرورة التوقف عن تخويف الناس وابلاغهم بالحلول ، لان التغير المناخي يؤثر على جوانب كثيرة في الحياة ، منها التنوع البايولوجي والمياه والامطار وجودة الهواء ، وهنا يبرز دور الاعلام في تسليط الضوء على الحلول القابلة للتنفيذ«.
بدورها ، اكدت الصحفية في مجال البيئة واستاذة معهد الصحافة الاستقصائية وعلوم الاخبار في تونس حنين زبيس ان « التضليل الاعلامي هو الاكثر خطرا بمواجهة التغيرات المناخية كونه يمنع الناس من تلقي السلوكيات الناجعة للتكيف مع التغير المناخي «.
وقالت، خلال حديث لمراسل الوكالة الوطنية العراقية للانباء (نينا): ان « هناك شركات كبرى تدفع اموالا طائلة لبث اخبار كاذبة وتقارير مضللة ، وهنا يبرز دور الصحفي في مواجهة الاخبار الزائفة ، وهو مايتطلب تعزيز قدرات الصحفيين لمواجهة هذه الاخبار، وكذلك استخدام ادوات الذكاء الاصطناعي للتحقق منها «. 
واضافت ان « دور الاعلام في مواجهة التغيرات المناخية التي اصبحت مسألة عاجلة في يومنا هذا، يجب ان يتصدر الاولويات لان الاعلام يلعب دورا رئيسا في توعية الجمهور بحجم هذه المخاطر «، مبينة ان « وجود خبراء واكاديميين وصحفيين من مؤسسات اعلامية رصينة ومنظمات دولية ومؤسسات حكومية، سيسهم في تبادل الاراء وبلورة وجهات النظر في كيفية مواجهة التغير المناخي ، وتعزيز الدور الذي يمكن ان يلعبه الاعلام». 
واكدت زبيس ضرورة تقوية الاعلام البيئي الذي لا يزال يخطو بداياته في منطقتنا العربية، التي هي الاكثر تأثرا بالتغير البيئي، حيث الاعلام مايزال لا يلعب دوره كما يجب «. 
واوضحت ان « تقوية الاعلام تجري من خلال تكثيف الدورات التدريبية وخلق تحالفات، ورصد ميزانيات لدعم المؤسسات الصحفية المختصة بالشأن البيئي وتعزيز قدرات الصحفيين لتغطية المسائل البيئية «.