في زحام العالم الرقمي وبين صخب «الترند» وتضخيم المظاهر، تظهر نماذج نسائية مشرقة تمشي بخطى واثقة في دروب المعرفة والالتزام والمسؤولية، وبينما تتنافس «البلوكرات» و»الفينشستات» على لفت الأنظار، هناك نساء حقيقيات يصنعن المجد بصمتٍ ومهنية وهنّ الصحفيات العراقيات اللواتي فرضن حضورهن رغم كل التحديات.
هؤلاء النسوة لم يقدن معارك افتراضية بل خضن معارك حقيقية في ميادين الصحافة وسط بيئة لا تخلو من التحديات الاجتماعية والمهنية وحتى الأمنية صنعن أسماءً أصبحت اليوم مصدر فخر لجيل كامل، وكتبن صفحات من الكفاح بمدادٍ من الصبر والإصرار.
منهن من توازن بين مهمتها كأم أو زوجة وبين مهمتها كصحفية تلاحق الحقيقة وتلتزم المهنة، أخريات طالبات جامعيات يعشن ازدواجية التحدي بين ساعات الدراسة وساعات العمل وساعات الخيال الذي لا يهدأ بحثًا عن الأفضل، ومنهن أيضًا من وقفن عريفات في أهم المحافل العربية والعراقية بصوتٍ واثق وحضور لافت، وأخريات كن مراسلات حربيات وقفن وسط ساحات القتال لنقل الحقيقة من الخطوط الأمامية بكل شجاعة ، وهناك من ينقلن القصص خلف الشاشات عبر أجهزة الحاسوب جالسات خلف طاولةٍ قد تبدو عادية، لكنها تحمل بداخلها قلبًا نابضًا بالحرص والمهنية والالتزام الوطني.
المرأة العراقية حين تُقرر تصل، وحين تُجبر على التحدي تنتصر، هؤلاء هن الإعلاميات العراقيات الحقيقيات، منارات وعي.. وصانعات تأثير.