منذ تعرض الجمهورية الإسلامية الإيرانية لقصف من قبل الكيان الصهيوني، لم يعد المشهد الإقليمي كما كان تصاعدت التوترات، وامتدت ارتداداتها إلى دول الجوار، وفي مقدمتها العراق، حيث يعيش المواطنون في حالة ترقّب حذرة، أقرب إلى الخوف الجماعي من المجهول.
في الشارع العراقي، تتعدد مصادر القلق وتتنوع أسباب التوتر فالبعض يخشى استهداف المفاعلات النووية الإيرانية، وما قد ينجم عن ذلك من كوارث بيئية وإنسانية لا تعترف بالحدود الجغرافية.
آخرون يخافون من ردة فعل الفصائل المسلحة داخل البلاد، والتي قد تجرّ العراق إلى صراع هو في غنى عنه، خصوصاً في ظل هشاشة الوضع الأمني والسياسي وهناك من يرى في أي حرب محتملة نهاية لمرحلة من الاستقرار النسبي عاشها العراق خلال السنوات الأخيرة، وهي برأي كثيرين المرحلة الأكثر هدوءاً وازدهاراً منذ سقوط النظام السابق عام 2003.
المجتمع العراقي، الذي أنهكته الحروب والنزاعات لعقود، بات اليوم يرفض أي شكل من أشكال الاقتتال لا أحد يريد ترك منزله.
ولا أحد يتمنى أن يرى أولاده يترعرعون تحت قصف الطائرات أو هدير المدافع، النساء المسنّات يلتجئن إلى الصلاة والدعاء، والأمهات يتابعن قارئات الفنجان والعرافات بحثًا عن بارقة أمل أو طمأنينة زائفة، في حين لا يكاد الرجال يفارقون شاشات الأخبار أما الجيل الشاب، فقد وجد في «عواجل» وسائل التواصل الاجتماعي مصدرًا للمعلومة والخوف في آنٍ واحد.
الجميع مشغول، مشدود الأعصاب، كأن الحياة في العراق باتت تدور حول سؤال واحد: هل ستندلع الحرب؟ أم أن هناك نافذة أخيرة للسلام؟
ختامًا، لا يحمل العراقيون في قلوبهم سوى الأمل بأن تعبر الجمهورية الإيرانية.
هذه المحنة بأمان، وأن يبقى بلدهم في مأمن من أتون حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل فكل ما يرجونه هو «بردًا وسلامًا» على إيران، وسلامًا دائمًا على العراق.