كتب وقيل الكثير عن العيد إن كان فطرا أم أضحى. ناظم الغزالي يصدح من شعر إيليا أبو ماضي «أي شيء في العيد أهدي اليك .. ياملاكي وكل شيء لديك», وكاظم الساهر يكمل بعد عقود»عيد وحب هاي الليلة الناس معيدين», بينما تشكر أم كلثوم الله وتحمده بعد أن «شبعت ونسة» في ليلة العيد «ياليلة العيد إنستينا». ومع كثرة الخيارات المتاحة أمامهما , ناظم الغزالي مؤديا وإيليا أبو ماضي شاعرا حتى تهدى الى «الملاك», كأن تكون «أسوارا» أم «دملجا» أم «وردا» أم «عقيقا», فقد كانت مجرد «ملخيات». ففي النهاية «صفت» يهديها روحه و»يفضها», روحه التي يقول إنها أعز شيء لديه. لديه أكيد أعز شيء لكن لديها «ماتسوى فلسين».. أين تصرف الروح في أي مصرف؟
هناك من يعطي مساحة هنا للرومانسيات التي تفنن بها الشعراء. لا يفرق إن كانوا متهتكين أمثال النابغة الذبياني الذي لم يترك شاردة ولا واردة في جسم المسكينة «المتجردة» زوجة النعمان لمجرد أن «الخاولي» سقط فجأة من جسمها حيث كانت في الحمام, حتى إستلمها صاحبنا مربع «سقط النصيف ولم ترد إسقاطه .. فتناولته وإتقتنا باليد»أو عشاقا معاميد مثل جميل بثينة وكثير عزة الذين قضوها بالبكاء والنحيب و»كل شيء ماحصلوا كفيلكم العباس».
شاعرنا الكبير أبو الطيب المتنبي وظف العيد سلاحا في معاركه الكثيرة مع الخصوم وفي تقربه للامراء والسلاطين بدءا من «عيد بأية حال عدت ياعيد .. بمامضى أم لأمر فيك تجديد» الى «هنيئـاً لــك العيـــــــــد الــذي أنـت عيــــــــــده .. وعيــد ٌلمــن ســمى وضــحى وعيـــــــــدا». قد نسترسل كثيرا إذا أردنا الإستمرار في إستذكار متوالية العيد والشعراء والغناء لكن لابد من خاتمة تنسجم مع هذه الأيام التي تذبح فيها غزة من قبل نيتنياهو من وريد الطفل الرضيع الى ورد الشيخ المسن, بينما يذبح المسلمون مئات الاف الخرفان تقربا الى الله في موسم الحج. ليس أمامنا هنا سوى شاعرة المقاومة الفلسطينية الراحلة فدوى طوقان التي كانت «غنت» بحزن والم وحسرة عن العيد ذات يوم قبل عقود. تقول طوقان « أختاه هذا العيد رف سناه في روح الوجود .. وأشاع في قلب الحياة بشاشة الفجر السعيد» أو « وأراكِ ما بين الخيام قبعت تمثالا شقيا .. متهالكا يطوى وراء جموده ألما عتيا».