الفنان الرائد عزيز خيون ينتمي لجيل هائج متمرد على كل المواضيع المتعارف عليها في الظاهرة المسرحية في العراق آنذاك، جيل قلب الطاولة بكل ما تعنيه الكلمة من أبعاد، جيل أدمن مكاتب سوق السراي وشارع المتنبي ومكتبات شارع السعدون بحثاً عن الكتاب القادم والمعلومة الجديدة، المؤلف منها والمترجم.
جيل أشعل مرجل النشاط في أكاديمية الفنون الجميلة ومعهد الفنون الجميلة مختبراً لتجاربه المسرحية اللافتة، هّز قناعات الفرق المسرحية الخاصة فكان عوني كرومي في مسرحية كاليجولا مخرجاً وفي المسيح يصلب من جديد في العام 1969 لوناً قادماً بقوة في الكتابة المسرحية على المنصة قراءة حداثوية وتكويناً جديداً وفكراً ورسالة جمالية.
ولد الفنان عزيز خيون في إحدى قرى قضاء الرفاعي بمدينة الناصرية في محافظة ذي قار جنوبي العراق، بدأت علاقته بالمسرح منذ عام 1969 في مدينة النجف والبدايات تحكمها الصدفة، هكذا قالت له الحياة والصدفة هي من وضعت في طريق الفنان فجاء الفنان الرائد مهدي سميسم ليمنحنه وردة البداية في مسرحية (فلوس الدوه) للراحل يوسف العاني من إخراجه ومسرحية (طبيب بالكوة) معدة عن (طبيب رغما عنه) لموليير.
كما سجل في تاريخه ان البداية كانت مع الفنان حسين القيسي في مسرحية (صوت الأحرار) و (عنتر وعبلة في القرن العشرين) والأعمال جميعها قُدمت في مدينة النجف الاشرف عام 69 19 و (المسيح يصلب من جديد) في بغداد من إخراج الكبير عوني كرومي ومسرحية الأطفال (علاء الدين والمصباح السحري) من إخراج جاسم العبودي، وفي انتظار اليسار مع فيصل المقدادي مخرجاً .
إذن هناك بدايات وليست بداية واحدة مستقلة عن التجربة الأخرى.. ما قدمه له مهدي سميسم الذي غيّر مجرى حياته وأدار دفتها نحو جهة منصة الجمال المسرحي، وكذلك حسين القيسي وعوني كرومي الذي منحنه تأسيساً صلباً عندما أهداه شخصية يهوذا الإسخريوطي في رائعته المسيح يصلب من جديد تلك الشخصية المركبة الصعبة وهو بعد لم يزل طري العود قليل التجربة، وكذلك الفنان جاسم العبودي في علاء الدين والمصباح السحري ، والعملان من إنتاج وتقديم معهد بغداد التجريبي ومقره مسرح بغداد خلف سينما النصر وهو أول معهد خاص لدراسة المسرح في بغداد والشرق الأوسط، أسسه الراحل الفنان الكبير إبراهيم جلال، كما لا ينسى تجربته مع فيصل المقدادي في أطروحة تخرجه من أكاديمية الفنون الجميلة عندما أسند له دور البطولة في مسرحية ( في انتظار اليسار ) تأليف الكاتب الأميركي كليفورد أودتس والتي قدمت من على قاعة الخُلد .
هذه البدايات جاء منها تتويجه طبيعياً في مسرحية «مركب بلا صياد» كأفضل ممثل في العراق للموسم المسرحي العراقي 1972 من المركز العراقي للمسرح، وهي المرّة الأولى التي تمنح فيها مثل هذه الجائزة لشاب لا يزال بعد على مقاعد الدراسة في موسم مسرحي عراقي صعب وغني بالطروحات الجمالية وفي فترة تعد من الفترات المهمة لازدهار المسرح في العراق، والمسرحية من تأليف الكاتب الاسباني أليخاندرو كاسونا وإخراج بدري حسون فريد ومن إنتاج وتقديم أكاديمية الفنون الجميلة. أما السبب المهم في انطلاقته كشاب تخرج تواً في دراسة المسرح كونه تعلق في هذا الوسيط الجمالي المسرح الذي رأى فيه ليس تخصصاً وظيفياً مجرداً، إنما وجد فيه خياراً ومشروعاً لحياته وضعته على منصته شغفه وتمرده وطاقته الصوتية والجسدية وانغماره الكلي لساعات طويلة في التدريب والتجربة اليومية لإنضاج مهاراته وتثقيف ذاته بالمعارف الشاملة، طموحاً أن يكون فناناً شاملاً ولا يسكن للقناعة يوماً.
إذ يعِد خيون حرصه وإصراره على تعلم الفن بالعراق في نهاية الستينيات ومطلع السبعينيات أحد روافد فخره واعتزازه ببلده وهو ما لمسه لاحقا في عيون الكثير من زملائه العرب والنقاد. ويقول «في إحدى المرات بمهرجان بغداد التقيت الناقدة المصرية الراحلة نهاد صليحة وسألتني في ندوة عقب العرض المسرحي، «أنت خريج إنجلترا أم روسيا؟، فأجبتها، بل خريج العراق، فقالت حينها، إذن يجب أن نصفق لك مرتين، مرة لأنك قدمت عرضاً أدهشنا ومرة أخرى لأنك خريج العراق».
المسرح بتقدير عزيز خيون لا يعترف بالتراكم العددي، ولا الخبرة ولا المرجعية الثقافية ولا رصيد الهواية، انما يعترف فقط بالتجربة اليومية وما تمنحنه إياه من أريج الاكتشاف ورحيق الإبداع ، فهو يسير في طريق معلوم وعندما يفرغ من تجربة ما ويتصدى للجديدة يخلع عنه القديمة وتكون التجربة الجديدة هي التجربة صفر، طبعي باستمرار صفّر ما يفرغ منه لأنساه وأبدأ من جديد، أن لا يغريه سحر القناعة فيما يفكر وينجز.
انصهر الفنان عزيز خيون منذ بداياته مع أربعين شاباً فكان هو واحد منهم يعتلون خشبة مسرح بغداد للمرة الأولى ويعلنون عن مسرح يتحدث بلغة الجديد والمغاير اللافت ، فمن صوت صالح البدري في (أمام الباب)، وفيصل المقدادي (في انتظار اليسار) ، وفاضل السوداني في ( موت دانتون ) ، وفاضل خليل في مسرحية (عطيل ) لشكسبير ، وفاروق فياض في مسرحية ( اضبطوا الساعات ) لمحمود ذياب ، وعلي ماجد في مسرحية ( شاكا ) ليوبولد سنكور، وعبد المطلب السنيد في ( الكراسي ) ليونسكو ، وحميد الجمالي في مسرحية ( أنشودة أنجولا) ، وفلاح هاشم في (مهنة جذابة ) من تأليفه وإخراجه ، وإسماعيل خليل وكاظم الخالدي وصلاح القصب وروميو يوسف، وجواد الأسدي في (العالم على راحة اليد ) ، وعقيل مهدي في مسرحية (الضوءان)، (القرصان والصياد) من تأليفه وإخراجه ومسرحية السندباد تمزقه الغربة لشوقي خميس ومسرحية السحب لارسطوفانيس ، اعمال قدمت جميعها داخل كلية الفنون الجميلة.
إن هذا الجيل ثمة من عصف إيجابي طال خشبة المسرح في العراق وخلّصها مما يثقلها من رتابة وركود وقناعة في الفرضية الفنية والمعالجة الدرامية والقراءة الجمالية للنص المسرحي.
عزيز خيون يعتقد جازماً أن هذا الجيل المتعلم والدارس، القارئ والمثقف من مخرجين وممثلين وتقنيين الذي غادر منصة الهواية لهم الدور المؤثر كتفاً لكتف مع جيل الأساتذة الرواد طموحاً في ابتكار نظّم عمل وتقاليد تجارب وآليات اشتغال جديدة تشحذ الصورة المسرحية بطاقة تعبيرية وتزينها بكل ما هو مشوّق وجاذب ، استمر هذا الجيل ومن منصات مسرحية عدة ينجز تجربته الجديدة ، جيل مثقف يصر ، يعاند غير هياب ، يتنفس الحرية وحلم التجديد على الرغم من هيمنة هراوة الرقابة وصعود ذراع المحذور وسلطة الممنوع وبنفس الوقت يؤسس لجمهور جديد مثقف يتابع بلهفة ومسؤولية تجاربنا المسرحية .
في السبعينيات كانت الثقافة بعامة والمسرح بخاصة حقلاً حيوياً نشِطاً ومثمراً وفي كل ألوانه وبروز الطبقة المتوسطة في العمل والإنتاج الثقافي وزيادة نسبة المتعلمين من المواطنين، على الرغم من قساوة قبضة النظام واستبداده، ومن ثم فشل الجبهة الوطنية وتأزّم الواقع السياسي القلق في ذلك الانفلات والتعقيب التي نالت في هبوبها العاصف والمتميز كل نتاج مسرحي يعاكس الواقع في ظروف وقهره سياسي، ومع ذلك فقد قدّم المسرح في العراق إنتاجات مهمة وكانت هذه السنوات فرصة لنشاط مميز ساهمت به جميع المنصات المسرحية.
ومن جيل الأساتذة أيضاً، نذكر تجربة المخرج السينمائي والمسرحي الملحن وعازف البيانو والمترجم وأستاذ مادة الإذاعة والتلفزيون في أكاديمية الفنون الجميلة الفنان الخالد جعفر علي في فرقة مسرح اليوم وأكاديمية الفنون الجميلة وتجربة والرائد المعلم الفنان جعفر السعدي في فرقة المسرح الشعبي وإبراهيم جلال وخالد سعيد في فرقة اتحاد الفنانين وأسعد عبد الرزاق في تقديم أعمال مسرحية من نمط ولون آخر في فرقة 14 تموز للتمثيل ، فرق وفنانون الكل كان يتنافس ، يتنافس ليس من أجل تسقيط أحدهم الآخر، إنما يتنافس لتحريك منصات الجمال في العراق وصناعة مشهد مسرحي يعج بالحيوية والتجديد ، وعزيز خيون حينما تشبث بفن المسرح لأنه وجد فيه وسيلته وضالته في تحقيق رسالته وخدمة مجتمعه والحقيقة ، وتعويضاً عن حريته المصادرة في الحياة ولليوم، لذلك كان وما زال وفياً لهذه العلاقة التي مضى عليها اكثر من نصف قرن من الزمان حتى الآن بعلاقة واضحة ترفض التردّد والتراجع، ليس اشتغالاً إنما انشغال بالمسرح فناً وبحثاً وكتابة ، وكان فن التمثيل هو الوسيط الجمالي الأول لهذه العلاقة المتوازنة، فهو من جيل محظوظ عاش زمن الأساتذة الكبار والأجيال الشابة المبدعة التي ظهرت معهم وبعدهم، لذلك اغتنت تجربته كممثل من معين واغنى هؤلاء في صياغة وتقديم الشخصية الدرامية معافاة فوق منصة المسرح.
إن فرصة غاية في الأهمية له كممثل أن يسعد بالعمل مع كوكبة مضيئة من المخرجين، محظوظ هو حين تهديه الصدفة وتكرمه اللحظة قبل دخوله أكاديمية الفنون الجميلة لتضعه أمام عوني كرومي وجاسم العبودي وفي معهد بغداد التجريبي الذي أسسه إبراهيم جلال ومع الفنان المخرج بدري حسون فريد، ولاحقاً مع قاسم محمد ، سامي عبد الحميد ، محسن العزاوي ، هاني هاني في الفرقة القومية للتمثيل في دائرة السينما والمسرح ، وتستمر تجربته مع هذا الفن الساحر فن التمثيل وحتى الوقت الحاضر، مشاريع، شخصيات، ورسائل جمالية، عروض متنوعة الألوان والفرضيات وشخصيات درامية جسدها في محاولات مختلفة وصولاً للغاية والطموح الذي يبغي أن يكون هذا الفن غنياً ومتطوراً في كافة عطاءاته الإبداعية .
أما بخصوص «تجربته مع مسرح الطفل» فهي الأولى في مشواره الفني وذلك قبل دخوله الأكاديمية، إذ العمل الأول كان (علاء الدين والمصباح السحري) على خشبة مسرح بغداد، الذي يسمونه مسرح يوسف العاني، كما قدم عملاً للأطفال في وزارة التربية، ومسلسلاً للإذاعة والتلفزيون، ودوبلاج لمجموعة من أفلام الكارتون مع مؤسسة الخليج العربي، كما ساهم بأعمال أخرى منها ملحمة كالكامش في المغرب وأعيد العمل على خشبة مسرح أفنيون الفرنسي، وكانوا أول مجموعة تمثل العراق على مسرح «فنيون للأطفال».
ولكونه ممثلا نشطا فإن عزيز خيون من خلال أفكار وخيارات وتجارب الآخر كان في أحيان كثيرة هو كاتب النص والمخرج والحصيلة الإبداعية التي يحققها كممثل مرتبطة بهذا الحيز الجمالي لهذين المبدعين.
من جانب آخر، وجد أن الظاهرة المسرحية في العراق بحاجة ماسة الى مخرجين جدد يفعلّون حِراكها المسرحي إخراجاً ورؤى ومضامين، إضافة الى أن هناك أفكاراً ورسائل مهمة تلح عليّه وتدعوه للإجابة عليها.
هذه الأسباب وغيرها الخاصة والعامة جعلته يطرح نفسه مخرجاً فقدم ما يزيد على ثلاثين مسرحية على المستوى المحلي والعربي والتي كتب لبعضها أن تحل ضيفة على منصات عالمية في ألمانيا وإيطاليا وهولندا ، المهم في الأمر أن ما حصل له من إعاقات لمشروعه كممثل ومخرج لم تُحل بينه وبين طموحه في التواصل والنضال لأثبات الحضور وإحداث أثر وترك بصمة .
كمخرج فإن عزيز خيون لم يشغل هذا الكرسي رغبة لهوى ما أو مكسباً نرجسياً أو إشهاريا أو طمعاً مادياً انما شغل هذا الكرسي لإيمانه بأهمية هذا المشروع على المستوى المسرحي والوطني وثقته الكبيرة بقدرته على صياغة مشهد مسرحي عراقي ملتزم ومتحضر ويتجدد، يصمم على أرضية البحث والثقافة والتعويل فقط على ما تمنحه عطاءات التجربة اليومية مع فريق مسرحي مفكر يجد في المسرح أهمية ثقافية وضرورة اجتماعية لبناء الإنسان ورفقة نبيلة، وما يهمه إذن شخصياً أن يعيش حياته في هذا الفضاء الجمالي المسرح تارة ممثلاً ومخرجاً تارة أخرى ، بحسب ما يمليه علي قانون الظرف ومنطق الصدفة في اثبات هذا المشروع التمثيلي أو ذاك الإخراجي، لذلك تراه متواجداً يرضي رغبته في محاورة الاثنين معاً ، منصة التمثيل وكرسي المخرج، فلكل تخصص له ما يناسبه من استعداد وعدة هي لزوميات لإنجاز شروطه الجمالية حين يكون ممثلاً ( كان وما زال ) لكن الذي يؤلمه ويحز في نفسه كثيراً أن في هذين الفضاءين الجماليين لم تكن رحلته ميسورة بل كانت هناك دائماً أسباب وظروف وأصوات تضرب أجنحته كي تهوي لكنه عاند وأعاود التحليق يملؤنه الأمل أن الغد أجمل.
يصف المخرج والممثل عزيز خيون حياة الفنان العراقي الآن بأنها «صعبة ومُرة» بسبب الظروف السياسية والاقتصادية التي تعانيها بلاده لكنه رغم ذلك يتمسك بوطنه ويملك دوما مشروعا فنيا يسعى من أجل تحقيقه، وان حياة الفنان العراقي بشكل خاص والمواطن العراقي الآن حياة صعبة، حياة مرة، لما يتهدد من أخطار وما يعانيه لتدبير شؤون حياته اليومية.
الكثير من الاعمال المسرحية التي كان فيها عزيز ممثلا نالت حظوة واهتمام النقاد العرب ، ومن حسن حظ المسرح العراقي أنه قدم في الشارقة والقاهرة عرضه المسرحي (عربانه) من إنتاج الفرقة الوطنية للتمثيل للمشاركة، ويتناول العرض حياة (حنون) ذلك الرجل الذي يجر عربة خشبية بشوارع العراق بحثا عن الرزق إلا أنه وفي لحظة يأس يشعل النار في نفسه مثلما فعل الشاب محمد البوعزيزي أيقونة الثورة التونسية التي أسقطت حكم زين العابدين بن علي في 2011. وبعد أن يموت يأتيه الملكان منكر ونكير بكتاب أعماله الذي يسترجع معه حياته كاملة ومعها تاريخ العراق من حروب ودمار وقهر على مدى عقود.
وعن هذا العرض قال خيون «دائما أحرص سواء كان العمل من إخراجي أو أن أكون ممثلا فيه أن يتحدث العمل عن العالم من خلال خصوصية. أتحدث عن الهم الإنساني لكن من خلال هويتي كعراقي أو سوري أو مصري لأن الهم الإنساني واحد لكن الجغرافيا هي التي قسمتنا». وأضاف «لذلك إذا نزعت اسم المسرحية (عربانه) ووضعت أي اسم آخر واستبدلت اسم البطل (حنون) بأي اسم آخر ستجد ذات الهموم وذات المشاكل والآلام».
ورغم رصيد الكبير بالمسرح وشهرته واخلاصه إلا أن مسرحياته منعت من العرض أكثر من مرة، والتي حرم من مشاهدها الجمهور، وإذا كان ذلك في السابق بسبب ارائه واختلافه مع النظام السابق، لماذا اليوم؟؟ خاصة أنه غادر العراق لأكثر من مرة بسبب الظرف السياسي والأمنية وخوفا على حياته. حاله مثل أي مبدع أو فنان بالعراق، وأعماله تأخرت كثيرا على مستوى مشروعه كمخرج، فصار مثل الكاتب اللي يكتب رواية أو الشاعر الذي ينتهي من مشروعه ويضعه على الرف وينتظر.
من المفارقات أن أكثر الأعمال التي أنتجها كانت بدعم من المعهد الثقافي الفرنسي وأحيانا السفارة الألمانية ببغداد، قليلا ما أعانته وزارة الثقافة العراقية، على الرغم من ذهاب النظام السابق.
من بين أعمال عزيز خيون المؤجلة نص مسرحي بعنوان (نقش حنا) ونص آخر مأخوذ عن عمل للروائي اليوناني سوفوكليس مكتوب برؤية معاصرة، كما يستعد لإصدار ديوان شعري بعنوان (عراقي) وكتاب يتضمن تجاربه ومشاهداته وآراءه في المسرح والحياة تحت عنوان (عش النورس).
وقبل أن نقفل الحلقة لابد أن نقرأ في فكر عزيز خيون عن المسرح العراقي، فيقول: المسرح بالعراق اليوم ملتقى للفن العالمي من خلال المهرجانات التي تقام في بغداد، إذ يستقطب الرؤى الجمالية دولياً، لذا فإن الثقافة تعد النهر الثالث في بلادنا»، مبيناً أن «المسرح فرضية ومقترح جمالي وليس واقعاً، نبتكره».
واستدرك قائلاً إن «الهيئة العامة للشخصية التي أقوم بأدائها سواء بالمسرح او التلفزيون تأخذ من روحي ووقتي بسبب تكثيف ملكاتي من موهبة وخبرة ودراسة أكاديمية وتأملات لأخرج بنتيجة نهائية أكون فيها مخرجاً نفسياً من دون فرض رؤاي على مخرج العمل».
موضحاً أنني «مقل بأعمالي لأنني أؤمن إما أن أقدم شيئاً ذا قيمة عالية أو أبتعد، ولأن عملنا ليس وظيفياً إنما هو منطقة جمال، إما تضيف أو تحافظ على المستوى كحد أدنى، أقل من ذلك أعده إساءة مني لتاريخي وكينونتي الفلسفية كمفكر في الفن على الأقل، أفلسف أدائي لنفسي فهو سيد العمل الذي يحتويني كلياً».