رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
دول أوروبية تتعرض لإهانة مذلة


المشاهدات 1278
تاريخ الإضافة 2025/05/31 - 10:45 PM
آخر تحديث 2025/06/04 - 12:12 PM

لم تكترث حكومة الكيان الصهيونى للتهديدات التي أطلق لها العنان العديد من مسؤولي الحكومات الغربية .و إن هددوا بفرض عقوبات اقتصادية ، و بعضها شرع في تطبيقها فعلا ، و إن لوحوا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية ، و إن أسهبوا في التصريحات المنددة و المعارضة لما تقترفه قوات الاحتلال الإسرائيلي من جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية في غزة و في الضفة الغربية ، فإن حكومة الكيان الإسرائيلي لم تكتف بمواصلة العدوان ، بل زادت من حدته و عدوانيته ، و أعلنت بذلك تحديها الواضح و الصارخ لحكومات كثير من الدول الأوروبية ، و للاتحاد الأوروبي نفسه التي قادت رئاسة مفوضيته هذه الحملة . و في مقابل ذلك تجمدت الحكومات الأوروبية في مواقعها عاجزةً عن تفعيل ما هددت به لحد الآن ، متفرجة على مواصلة اقتراف المجازر الفظيعة ضد شعب مدني مسالم .
و هنا يطرح السؤال الذي يتردد على كل لسان ، لماذا لم تكثرت حكومة الكيان الإسرائيلي لمواقف العديد من حكومات الدول الغربية و للاتحاد الأوروبي ؟ هل تملك حكومة الاحتلال ما يكفي من القناعة بأن حكومات الدول الغربية ليست جادة في تهديداتها ، و أنها تقوم بواجبها بطريقة شفوية للتنصل من مسؤوليتها التاريخية ، و أنها في عمق قناعتها لا يمكن أن تحيد عن المسار الذي سارت عليه منذ اليوم الأول من العدوان ؟ أم أن الأمر أعمق و أخطر من ذلك من أن موازين القوى في العلاقات الدولية لم يعد يتيح دورا ما للدول الأوروبية في حسم أي خلاف يستجد في الأوضاع الدولية ، و موقفها من الحرب الروسية الاوكرانية يرجح هذا الاحتمال ، ذلك أنها كانت و لا تزال في وضعية تبعية لمركز قرار قوي يبعد عنها بآلاف الأميال ، و لذلك لا يمكن المراهنة على دور أوروبي يكون حاسما في فرض وقف فوري للحرب القذرة في غزة ؟ أم أن الأمر أبعد من ذلك ، و أن حكومات الدول الأوربية لوحت بتهديداتها ضد حكومة الكيان الإسرائيلي في إطار حرب التوازنات الاقتصادية و التجارية الملتهبة بين أوروبا و الإدارة الأمريكية ، و أن دول الاتحاد الأوروبي تستعمل تصعيدها ضد حكومة الكيان الإسرائيلي في إطار لعبة المقايضة مع واشنطن ؟
من الصعب أن نصوغ جوابا واحدا مقنعا على رزمة الأسئلة الحارقة التي وجدت مجالا واسعا لها في أوساط الرأي العام الدولي ،بالنظر إلى صعوبات التعقيدات المرتبطة بهذه التطورات ، و لكن إجمالا يمكن الجزم بأن الدول الأوروبية و الاتحاد الأوروبي يتعرضون إلى إهانة مذلة من حكومة الكيان الصهيونى التي رفعت في وجوههم شعار التحدي و عدم الاكتراث ، و من المنطقي القول بأن هذه الإهانة ستكون لها تداعيات على موقع و نفوذ الدول الأوروبية في موازين القوى في العلاقات و الأوضاع الدولية .
 


تابعنا على
تصميم وتطوير