ظلت بغداد طوال أكثر من عشرين عاماً بعد سقوط النظام الدكتاتوري تعاني من سوء الفهم وعدم التفاهم مع محيطها الإقليمي العربي، فقد تحمل العراقيون ظلم ذوي القربى وصبروا واحتسبوا في عهود سابقة، كما ظلمهم الأشقاء بعد التغيير السياسي عام٢٠٠٣ م، ورغم ذلك احتضنت بغداد قمتين عربيتين أولاهما عام ٢٠١٠ وثانيتهما عام ٢٠٢٥. وفي كلتيهما ظل العراق حريصاً على تعزيز روابط الأخوة وتجنب القطيعة والعداء حتى مع دول كانت متورطة بسفك دماء العراقيين في تفجيرات دموية وعمليات إنتحارية. القمة العربية الرابعة والثلاثون التي عقدت في بغداد يوم السبت 17 أيار/مايو 2025، تمثل ( لمة مفيدة للأشقاء) مهما كان مستواها ونتائجها، وقد جاءت في ظل رأي عام عراقي بعضه غير مقتنع بجدواها في هذا التوقيت ،فضلاً عن الأزمات الإقليمية المتصاعدة، أبرزها الحرب في غزة، والتوترات في السودان واليمن ولبنان، بالإضافة إلى التحديات الاقتصادية التي تواجه العديد من الدول العربية.
• القضية الفلسطينية تصدرت جدول الأعمال، مع تأكيد القادة العرب على دعمهم الثابت لحقوق الشعب الفلسطيني، ورفضهم لسياسات التهجير القسري، ودعوتهم إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وتمت مناقشة خطة مصرية لإعادة إعمار القطاع، مع التأكيد على ضرورة إنشاء صندوق ائتماني عربي لدعم جهود الإعمار، بالتعاون مع المجتمع الدولي. وناقشت القمة تطورات الأوضاع في السودان واليمن ولبنان، مع الدعوة إلى حلول سياسية شاملة تضمن وحدة واستقرار هذه الدول. تم التأكيد على أهمية تعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول العربية، ودعم المشاريع المشتركة التي تسهم في تحقيق التنمية المستدامة.
رغم التحديات الكبيرة التي تواجه المنطقة، تأمل الدول العربية أن تسهم هذه القمة في تعزيز التضامن العربي، وتقديم حلول عملية للأزمات الراهنة، مع التأكيد على أهمية العمل الجماعي لمواجهة التحديات المشتركة. تُعد هذه القمة الرابعة التي تستضيفها بغداد، بعد قمم 1978 و1990 و2012، مما يعكس الدور المتجدد للعراق في الساحة العربية، وسعيه لتعزيز التعاون والتكامل بين الدول العربية في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
مستوى التمثيل القيادي لم يكن مرضياً لبغداد ولكن وجود عدد من كبار المسؤولين العرب ومعهم حشود من الإعلاميين في بغداد طوال أسبوع من الاجتماعات للسفراء والوزراء والقادة نقل صورة مشرقة إلى الفضاء العربي عن بغداد والعراقيين ولا شك أن صور الأمان والازدهار والبناء سوف تزيح تلك الغشاوة عن عيون الكثيرين من الأشقاء وتعيد لبغداد مكانتها الرفيعة في الوجدان العربي.أهلا بالأشقاء الأعزاء ،وفي أمان الله نستقبلكم ونودعكم والى لقاء عربي جديد.