الزوراء/مصطفى فليح
أوضح الخبير الاقتصادي صفوان قصي أهمية القمة العربية المزمع انعقادها قريبا في بغداد في دعم انتقال الاقتصاد العراقي الى منطقة التكامل سواء على المستوى الإقليمي او الدولي فيما أشار إلى مزايا انفتاح المنظومة الاستثمارية العربية على العراق .
وقال قصي في حديث لـ”الزوراء” أن “برنامج حكومة السوداني يستهدف إنتقال الإقتصاد العراقي إلى منطقة التكامل سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي فوضع خريطة إقتصادية لموارد العراق ومعرفة ما تمتلكه الدول المشاركة في القمة العربية من الناحية المالية ومن ناحية الموارد سيضع طريق للوصول إلى الإستثمار الأمثل للموارد المتاحة للبلدان المشاركة”.
وأضاف “حاليا حكومة السوداني تقدم ضمانات سيادية لمن يرغب بالإستثمار بالعراق ولدينا طريقة التنمية طريق واعد يمكن ان يحفز المستثمرين خاصة صناديق التمويل الاستثماري العربية في المساهمة في انشاء مجمعات صناعية تخصصية، زراعية، تجارية، سياحية، وربط قطار التنمية بقطار الخليج وربط قطار التنمية بالمدن المقدسةبمكة المكرمة هو عبارة عن فرص استثمارية متاحة لمن يرغب في أن يحصل على عائد مستدام وينمي هذه العلاقات البينية”.
وتابع “كذلك إعادة النظر بالرسوم والضرائب والجمارك البينية بين الدول المشاركة بما ينسجم مع تحقيق هذه الأهداف و العراق منفتح على جميع إقتصاديات دول المنطقةو هناك تباين بين الموارد لكن وضع خريطة للتكامل يحتاج إلى عقول استثمارية تعرف كيف تنقل الثروة من إدارة حكومية إلى إدارة تعمل بعقلية الانفتاح الاقتصادي”.
واكد ان “هذه التفاهمات عندما تتحول إلى شركات مساهمة من دول مختلفة بالتأكيد إطار إستراتيجي يمكن أن يتحول الى عقود تنفيذية ونستطيع من خلال هذه القدرات المتكاملة أن ننفتح ككتلة واحدة أمام إقتصاديات الصين، الهند، الإتحاد الأوروبي”.
وأشار الى ان” المنافسة كبيرة و لا مكان لإقتصاد الشركات الصغيرة وعندما ترغب بالإنتقال، من كونك شركة تعمل للأغراض المحلية إلى شركة ترغب في التصدير يفترض أن تخلق حالة من التكامل بالمدخلات بالمعالجة بالمخرجات بالأسواق بالعملة وبالمصارف وبالموارد البشرية وبنقل الخبرات” مؤكدا ان “هذا البرنامج حاضر في ذهن المشاركين في هذا التجمع الاقتصادي بالإضافة إلى أن هذا التجمع يستهدف خلق بيئة مستقرة للدول المشاركة من أجل تحفيز الاستثمار بالعودة إلى هذه المناطق واستثمارها وبالتالي ينعكس على شعوب المنطقة من كل النواحي”.
وأوضح “هي ليست قمة عربية وفقط هي قمة للتنمية والتعاون الإقتصادي والتكامل الإقتصادي فهذه الأفكار مطروحة سابقا ووصلنا إلى مرحلة بأن العراق أصبح مؤثر في دول المنطقة، وأيضا دول المنطقة تتطلع إلى الإنفتاح علىأرض خصبة للإستثمار و العراق خرج من حالة عدم الاستقرار إلى الاستقرار و معدل العائد على الاستثمار في الداخل العراقي مناسب جدا لخلق شراكات طويلة الأمد”.
ولفت الى ان “ثبات الموقف السياسي العراقي في البقاء في منطقة التوازن والانفتاح على جميع العقول هو الذي يمكن أن يدعم طرح مثل هذه الأفكار وبالتأكيد الأفكار التي تحظى بالقبول الجماعي ستكون محط لميثاق يمكن أن ينتقل بالتفاهم إلى رجال الأعمال وإلى الشركات وإلى إمكانية إعادة صياغة القوانين”.
ومضى بالقول” لدينا تكتل جزئي بين العراق والأردن ومصر، يمكن أن يتحول إلى تكتل إضافي بالإنفتاح على شمال أفريقيا أو على دول الخليج، ولدينا تكتل التنمية الذي يضم العراق، الإمارات، قطر، تركيا يمكن أن نحصل على مساهمات إضافية في هذا الطريق والآن سوريا ولبنان يمكن أيضا أن تساهما في موضوع نقل جزء من ثرواتهم إلى طريق التنمية وبالتالي يصبح لدينا ممر تجاري إقليمي يربط قارة الاتحاد الأوروبي بدول آسيا”.
وأشار الى ان “العراق يحتاج إلى انفتاح المنظومة الاستثمارية العربية بما لا يقل عن 450 مليار دولار ونطمح إلى أن مقررات مؤتمر الكويت في سنة 2018 التي تعهدت فيه الدول العربية بإعادة بناء المدن المدمرة و الانفتاح على تطوير منظومة الطاقة في العراق وتحفيز صناديق الثروة السيادية في دول الخليج بإعطاء ضمانات سيادية من الكويت من صندوق الصادرات العربية إلى المستثمرين في التحول من عملية إقرار هذه المقررات السابقة إلى التنفيذونحتاج إلى وضع خريطة”.
واكد ان “دخول 88 مليار استثمارات عربية في الداخل العراقي ستحفز الأوروبيين والأتراك والآسيويين إلى المنافسة في الحصة السوقية العراقية، حتى الولايات المتحدة الأميركية، هناك وفد من 100 شخصية من شركات عملاقة يتطلع في نفس هذه الفترة إلى تحديد مسارات للشركات الأميركية للنمو في الداخل العراقي”.
وختم ان “ ما يدور في ذهن صانع القرار المالي والاقتصادي العراقي هو خلق بيئة مناسبة للاستثمار من مختلف الجنسيات وخريطة واضحة لانتقال الاقتصاد العراقي من اقتصاد محلي يبحث عن سد الاحتياجات الطارئة وفقط إلى اقتصاد يبحث عن نمو مستدام وانفتاح استثماري على صناديق الثروة السيادية وأيضا على الموارد المتاحة في القارة الأفريقية”.