رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
الفنان دريد الخفاجي الموسيقى التصويرية روح تعبيرية للسرد السينمائي


المشاهدات 1548
تاريخ الإضافة 2025/05/11 - 10:29 PM
آخر تحديث 2025/05/15 - 11:36 PM

* في قاعة اتحاد الإذاعيين والتلفزيونيين ببغداد، حيث يلتقي شغف الماضي برؤى الحاضر، قدم الأستاذ الدكتور دريد فاضل الخفاجي محاضرته المتخصصة بعنوان التوظيف التعبيري للموسيقى في الفيلم السينمائي، مشفوعاً بنماذج عالمية، وتحليلات عميقة لتجربته الفريدة في التأليف الموسيقي.
الزوراء اغتنمت الفرصة لإجراء هذا الحوار المطوّل مع أحد أهم أعمدة الموسيقى التصويرية في العراق، الذي جمع بين الأكاديمية والممارسة، وبين العود العراقي والتقنيات العالمية الحديثة. في هذا اللقاء، استعرضنا مع الدكتور دريد محطات حياته الشخصية والفنية، وسيرته في دائرة الإذاعة والتلفزيون، ومسيرته الأكاديمية، وأحلامه التي لا تزال تبحث عن دعم مؤسسي حقيقي.
 نبدأ بتعريف القارئ ببطاقتكم الشخصية لطفا .
- الاسم الكامل: دريد فاضل أحمد الخفاجي، من مواليد بغداد عام 1974. موسيقي ومؤلف موسيقى تصويرية، حاصل على بكالوريوس فنون من أكاديمية الفنون الجميلة، ثم ماجستير في العلوم الموسيقية، فدكتوراه في فلسفة الفنون الموسيقية من جامعة بغداد.
أين كان سكنكم الأول؟
- ولدت وترعرعت في بغداد.
هل كان للبيئة العائلية أثر في تكوين ميولك الفنية؟
- بكل تأكيد.. والدي كان فنانًا تشكيليًا ووالدتي معلمة لمادة الفنية وهذا أسس بدايات وعيي الفني منذ الصغر.
متى بدأت تتضح لديك ملامح هذه الميول؟
- البداية لكل موسيقي يبدأ بدراسة الموسيقى ومن ثم ينتقل إلى اتجاه معين مثل العزف أو التأليف أو التلحين أو القيادة من البداية أنا شعرت أنه ممكن أنه أفكر أن أكون مؤلفا، طبعًا التأليف مشوار طويل وصعب يتطلب المعرفة كثيرة في الموسيقى والآلات والأصوات البشرية ليس في العراق مكان لدراسة التأليف الموسيقي وبناء مؤلف فاعتمدت على نفسي من الأعمال طبعًا التي أعتز بها فبدأت بعمل بعنوان حلم النوارس الذي تحول إلى أوبريت لصالح الفرقة القومية للفنون الشعبية 
- حدثنا عن الهوايات الأولى ؟
منذ الطفولة، كنت أمارس هوايات متعددة: الغناء، الرسم، الخط، السيراميك، النحت، وكتابة الشعر. لاحقًا بدأت ألحن. هذا التنوع قادني لاختيار كلية الفنون الجميلة مطلع التسعينات.
  كيف طورت هذه الهوايات المتعددة؟
- نميتها عبر الدراسة الأكاديمية والمثابرة في التمرين والممارسة المستمرة.
متى شعرت بأنك قادر على التأليف الموسيقي؟
- تدريجيًا، ومن خلال استماعي لأشهر المؤلفين في العالم، بدأت أؤلف معزوفات بسيطة على العود، ثم طورتها لأعمال ثلاثية ورباعية وخماسية. اهتمامي العميق بالموسيقى المصاحبة للصورة دفعني لدخول عالم الموسيقى التصويرية.
هل كنت تعزف قبل دخولك إلى الكلية؟
- لم أكن عازفًا محترفًا، بل هاوٍ فقط. كنت أرسم وأغني وأعزف قليلاً. لكن عند دخولي الكلية في سن الثامنة عشرة بدأت التخصص الجاد.
حدثنا عن اختبار القبول في كلية الفنون الجميلة آنذاك ؟
- كان اختبارًا صعبًا جدًا. تقدم أكثر من مائتي طالب، وقُبل فقط عشرون، وكنت أحدهم. شمل الاختبار عناصر متنوعة: حساسية السمع، الإيقاع، الذاكرة اللحنية، الأداء الصوتي، الثقافة العامة، معرفة أعلام الفن. تم قبولي لأنهم وجدوا أنني أمتلك كل المقومات المطلوبة، وقد كنت من المتفوقين، ما أهّلني لاحقًا للدراسات العليا.
ما عنوان أطروحتك في الماجستير والدكتوراه؟
- في الماجستير كانت:  أسلوب الشريف محيي الدين حيدر وتأثيراته في عازفي العود في العراق . أما في الدكتوراه: خصائص الموسيقى التصويرية في الأفلام السينمائية العراقية  عام 2015.
ما الفرق بين الموسيقي الأكاديمي والموسيقي غير الأكاديمي؟
- الموسيقى لغة، والموسيقي الأكاديمي يمتلك مفردات هذه اللغة بشكل أوسع وقدرة تعبيرية أكبر. بينما قد يتمتع غير الأكاديمي بمهارات فطرية أو تقنية استثنائية.
هل خضت تجربة تلحين الأغاني؟
- نعم، في البدايات لحّنت أناشيد وأعمالًا فنية لجمعيات ونقابات، ووضعت الشارة السمعية لعدد من الإذاعات والمحطات.
ما مضمون محاضرتك التي ألقيتها في اتحاد الإذاعيين والتلفزيونيين؟
- كانت بعنوان  التوظيف التعبيري للموسيقى في الفيلم السينمائي.. تحدثت فيها عن المهام التعبيرية للموسيقى التصويرية، وكيف تُستخدم لتعزيز السرد، وبث المشاعر، وخلق الإحساس بالزمن والبيئة، إضافةً إلى وظائف رمزية واستعارية متعددة.
كم عدد الأفلام التي وضعت لها موسيقى تصويرية؟
- لحنت الموسيقى التصويرية لأكثر من 20 فليما سينمائيا وروائيا وتسجيليا، أبرزها الفيلم الروائي الطويل «صمت الراعي»، للمخرج رعد مشتت الجبوري، وفيلم «سر القوارير» للمخرج د. علي حنون، فضلا عن الفيلم الوثائقي القصير «سوق صفوان»، للمخرج هادي ماهود.
وعملت في العديد من الفرق الموسيقية، فضلا عن قيادتي «فرقة دجلة» للموسيقى العربية الكلاسيكية، وعملت مدرسا للعود في «مركز دار السلام» للتربية الموسيقية.وألّفت موسيقى كما ذكرت لما يزيد على  خمسة عشر او عشرين فيلمًا وثائقيًا، كما عملت مع المخرج الراحل حمودي عيدة في التلفزيون، وقدمت موسيقى مباشرة على آلة العود لبرامج مثل حكاية لوحة.. وألفت فواصل موسيقية لإذاعات مثل بغداد والعراقية والإذاعات الحديثة.
كيف تتعامل مع التحديات التي يفرضها عالم الإنترنت والموسيقى العالمية؟
- أحرص على أن تكون مؤلفاتي متماشية مع الرؤية العالمية، وهذا ما جعل بعض المتخصصين يقولون إن مؤلفاتي قريبة من الأوركسترا العالمية.. نحن نعيش في عالم تتقارب فيه الثقافات، والموسيقى لغة عالمية، لذا يجب أن نواكب هذا التطور.
حدثنا عن مشاركاتك في المهرجانات الدولية؟.
- المشاركات تتم عبر اتفاق مع المخرج.
مثلًا، فيلم  الراعي للمخرج رعد مشتت شارك في مهرجانات كثيرة، وكذلك  كرنتينا  لعدي رشيد الذي ألفت له الموسيقى. .فيلم  سر القوارير، و سلايد  شارك في مهرجان بالمغرب ونال جائزة.
الأماكن التي عملت فيها ؟
- عملت  في مؤسستين تعليميتين:
معهد الدراسات الموسيقية  التابع لوزارة الثقافة.. وفي قسم الفنون السينمائية والتلفزيونية  بكلية الفنون الجميلة، أدرّس مادة التذوق الموسيقي لطلبة السينما والتلفزيون.
ما الذي تتمناه؟
- أتمنى أن  تدعم الدولة قطاع الموسيقى التصويرية ، لأنها لغة العالم الحديث. على سبيل المثال.
 ألفت موسيقى لفيلم القوارير  عام 2013، وإذا لم يحصل المؤلف على ميزانية سنوية مناسبة، فهذا يعني التوقف عن الإبداع... وانتفاء الجدوى.
آخر أعمالك ؟
- آخر عمل موسيقي كتبته لصالح فيلم هو فيلم سوق صفوان للمخرج هادي ماهود، الفيلم وثائقي قصير، وشارك في مسابقة بي بي سي للأفلام السينمائية المسابقة، وهو مسابقة دولية معروفة وفاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي قصير.
ماذا عن طموحاتك الأخرى ؟
- طموحاتي والحمد لله لا ولن تتوقف، وأهمها أن أقدم كل ما بوسعي من خدمات لطلبتي وبلدي العزيز .
 


تابعنا على
تصميم وتطوير