يشكل الفنان العراقي خالد محمد علي، الذي نال جائزة زرياب بملتقى الفجيرة الدولي للعود في دورته الثانية، تجربة متفردة بالعزف على العود والذي أعاد للعود رونقه واصوله، بل وجذوره العميقة في الثقافة الموسيقة العراقية، لا بل بالموسيقى الشرقية عموما.
وكان حضور الفنان خالد محمد علي كضيف شرف في مهرجان الفجيرة للعود الدولي الذي أقيم خلال أيار الحالي فرصة للحديث معه عن تجربته الرائعة والعميقة .
وتحدث الفنان خالد محمد علي لـ»الزوراء» قائلا:
• الولادة والبدايات؟
- ولدت في محلة القنطرة بمدينة الموصل العراقية ، وعزفت العود منذ نعومة أظافري، علّمني عمّي فاضل حمدون أُسس العزف، ثم تتلمذت بعدئذٍ على يد الفنان عازف العود الشهير أكرم أحمد حبيب.
• والانطلاقة؟
- عملت في فرقة التراث الموسيقي العراقي التي أسسها الفنان الكبير الراحل منير بشير، كما عملت في الفرقة الموسيقية التابعة للإذاعة والتلفزيون، والفرقة الموسيقية للفنون الشعبية. ثم درّست آلة العود في المعاهد الموسيقية الرسمية والخاصة في العراق والأردن وتونس ودولة الإمارات.
• هل نحدد العمر الزمني مع العود ؟
- قضيت أكثر من ثلاثة عقود في تأليف الموسيقى والتلحين والعزف على العود والكمان والفيولا. كما قدمت العديد من الأمسيات الموسيقية في العراق وتونس والأردن وليبيا ودولة الإمارات العربية المتحدة وموسكو وبلغاريا.
• المؤلفات والإنجازات ؟
- لي مؤلفات موسيقية عديدة، فقد كتبت أول مقطوعة موسيقية بعنوان «أوتار حائرة» عام 1986 وسبقتها عدة مقطوعات غير مسجلة، وألحقتها بمقطوعات مثل «ينابيع» عام 1998 و»التل والقمر» عام 1991، و»ألوان» عام 1990 ومن «وحي الاندلس» عام 1993 وجميع هذه المقطوعات جاءت بقالب «السماعي». وقد جمعت هذه المقطوعات في شريط صدر لي في العراق عام 1994 وحمل عنوان «أوتار حائرة»، وبعد تلك المجموعة كتبت «انتظار» وهي مقطوعة موسيقية تعبيرية حرة، ثم قمت بتأليف مجموعة «سماعيات» «سماعي شرقي رست» «سماعي حجاز» «سماعي بيات» «سماعي كرد»، بالإضافة إلى موسيقى لآلة العود بعنوان «حديث الأوتار» ومقطوعة «لونغا رست».
• الالحان؟
- وضعت الموسيقى الآلية وألحان أغنيات أوبريت «الليلة الموصلية» وهي عمل فني خص به مهرجان الحَضَر الدولي الأول مستنداً فيه إلى أغانٍ موصلية قديمة أدخلها الشاعر الكبير عبد الوهاب إسماعيل نص الأوبريت الذي أخرجه الفنان الراحل شفاء العمري بمشاركة العديد من فناني مدينة الموصل وطلبة المعاهد الموسيقية، 1994.
كما قمت بتأليف وتسجيل الموسيقى التصويرية للأفلام: الأنامل الخضر، والثمرة، واليونيسيف، من أعمال المخرج الراحل عمانوئيل رسام. وإصدار ألبوم موسيقي خاص بدار الأزياء العراقية يحمل العنوان «من الشمال إلى الجنوب» ويتضمّن العديد من الأغاني العراقية الفولكلورية بتوزيع موسيقي وإعداد جديد.
ويضيف الفنان خالد: كذلك قمت بتأليف وتسجيل الموسيقى التصويرية للمسلسلين التلفزيونيين: «الغريب والإصرار العنيد» (إخراج محمد العبادي)، و»الأميرة ذات الهمة» (1997) الحاصل على السعفة الذهبية في مهرجان القاهرة الدولي للأفلام والمسلسلات. ووضع موسيقى وألحان أوبريت «السندباد» لافتتاح مهرجان بابل الدولي والذي كتب كلماته الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد وقام بإخراجه الفنان ناصر السامرائي بمشاركة دار الأزياء العراقية والعديد من الفنانين العراقيين. وتضمن هذا الأوبريت أغاني وموشحات وموسيقى تعبيرية (1997).
• الجوائز التي حصلت عليها؟
- حصدت على العديد من الجوائز ومنها: جائزة مسابقة المجمع العربي للموسيقى الدولية في التأليف الموسيقي العربي، 2008. الجائزة الثانية في المنبر الموسيقي العربي للتأليف الموسيقي الذي انعقد في تونس عام 1999 عن عملي الموسيقي سماعي «حجاز كار». شهادة «الفنانون الروّاد» لتجاوزي على أكثر من ربع قرن في عطائه الفني ونجاحاته الموسيقية، عام 1994 وعام 1997، من نقابة الفنانين العراقيين.
• ومستقبل العود صناعة وعزفا في العراق؟
- صناعة العود في العراق صناعة قديمة، تعود إلى الحضارات السومرية والبابلية والاكدية، وتطورت بمرور الزمن حتى ظهر الفنان المعروف زرياب في العصر العباسي، الذي أضاف وتراً جديداً إلى العود الذي كان يتألف من ثلاثة أوتار فأصبحت أربعة، وعند سفره إلى الأندلس زادها إلى خمسة أوتار، فزاد من جمالية العزف على العود».وأضاف أن «من الفترات الذهبية التي مرت بها صناعة العود في العراق الحديث هي فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، حيث المهرجانات الثقافية والفنية والحفلات والنوادي الموسيقية متواصلة على مدار العام، كما توسعت الدراسة في معاهد وكليات الفنون الجميلة والأقسام الموسيقية فيها».وأوضح صاحب جائزة زرياب العالمية: ان مستقبل العود صناعة وعزفا يبشر بخير رغم هجرة ابرز العازفين لخارج العراق لكن هناك أجيال ودراسات وفرق تهتم بهذا التراث الموسيقي .