رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
أوراق من سجن النساء


المشاهدات 1336
تاريخ الإضافة 2025/05/11 - 10:28 PM
آخر تحديث 2025/05/15 - 5:22 PM

ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس         جامعة الموصل 
وأنا أقرأ في عدد يوم 21 من ايار المنصرم 2024 من جريدة (الشرق الاوسط) اللندنية وقفت عند مقالة مهمة جدا للكاتبة رشا احمد عن ( أدب السجون) وفيه  تتحدث عن (أدب السجون)  الذي عاد الاهتمام به بعد فوز الروائي الفلسطيني السجين بالمؤبد في السجون الإسرائيلية الأستاذ  باسم الخندقي بجائزة البوكر العربية عن روايته ( قناع بلون السماء) .
وطبيعي أدب السجون له خصائص وسمات ابرزها انه يكشف عن مكنونات نفسية واجتماعية غريبة وطريفة ، واستغربت من ان الاكاديمية والكاتبة المتخصصة بالصحافة المصرية الدكتورة عواطف عبدالرحمن (من مواليد سنة 1939) ، وانا اعرفها جيدا، ومطلع على كتاباتها منذ زمن بعيد ، ان يكون لها كتاب جديد اصدرته بعنوان (  أوراق من سجن النساء  ) ورحت ابحث عن الموضوع فوجدت الكتاب على الانترنت . وعرفت ان الدكتورة عواطف عبد الرحمن ، قد اعتقلت في ايلول سنة 1981، وضمن حملة اعتقالات سبتمبر وفيها اعتقل عدد من الكتاب والصحفيين والأكاديميين في عهد الرئيس محمد انور السادات بسبب موقفهم من معاهدة كامب ديفيد والصلح مع اسرائيل، واعرف ان من اعتقل معها الدكتور صافيناز كاظم ، ولطيفة الزيات ، وامينة رشيد هؤلاء من النساء، فضلا عن كثيرين من المثقفين. ما يهمني ان اقوله ان الدكتورة عواطف عبد الرحمن ، لمن لا يعرفها خريجة قسم الصحافة بكلية الآداب - جامعة القاهرة سنة 1960 ، وكانت متفوقة حتى ان استاذها في الصحافة الاستاذ الدكتور خليل صابات ، وهو من عمل في العراق ، واسهم في تأسيس قسم الصحافة بجامعة بغداد رشحها للعمل صحفية في القسم السياسي ب(جريدة الأهرام) بين سنتي 1960-1964،    وفي ( مجلة السياسة الدولية ) ، ثم محررة في جريدة الأهرام الاقتصادي (1968-1972). وقد تميزت في عملها ، واكملت رسالتها للماجستير عن( صحافة الثورة الجزائرية ) سنة 1968م ، ومن ثم الدكتوراه في الإعلام سنة 1975وقد عينت في كلية الاعلام بجامعة القاهرة ، وحصلت على الاستاذية .كتابها صدر عن (دار العربي ) في القاهرة ويتوفر ورقيا ايضا في مكتبة سواح في القاهرة وهو متوفر على الانترنت .
تقول الدكتورة عواطف عبد الرحمن انها علمت بورود اسمها بين المعتقلين وكانت في هنغاريا تزور الكاتبة رضوى عاشور ، وزوجها الشاعر مريد البرغوثي قادمة من المانيا التي كانت تشارك فيها في مؤتمر حول نظام الفصل العنصري وتقول انها وصلت مصر وزجت في السجن، وان السجانة في سجن النساء في القناطر قالت لمن يعملون معها ان ايرادا جديدا قد جاء فإستغربت جدا كيف يتحول الانسان في لحظة الى (ايراد ) الى ( لاشيء ) ، خاصة ، وانها كانت تحضر مؤتمرا عن حقوق الانسان وايراد تقول «يعني تخفيض قيمتي الى ان اصبح مجرد شيئ « .
كتاب جميل قرأت عنه كثيرا .. تقول الدكتورة عواطف عبد الرحمن ان هذا الكتاب الفته كخطاب لولدها هشام وتحفظت عليه إدارة السجن وفيه خاطبت ولدها تقول له : «أنا عايزاك تفخر في المدرسة بين زملائك، احنا تلقينا الدرس من الرواد الأوائل اللي هما رواد الوطن اللي علمونا كيف يكون الانتماء للوطن وحملنا الرسالة وأنا أسلمها لك ولجيلك.....»».. ادب السجون بحاجة الى اكثر من دراسة ، واكثر من كتاب ، واكثر من اطروحة جامعية .
 


تابعنا على
تصميم وتطوير