رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
في حضرة التاريخ ودولة الإذاعة


المشاهدات 1118
تاريخ الإضافة 2025/05/11 - 10:27 PM
آخر تحديث 2025/05/15 - 2:10 PM

‎رياض محمد

‎بعد سقوط صدام وقبل اكثر من 20 سنة، عثرت في احد الايام اثناء تجوالي في شارع المتنبي على كتاب عنوانه: دولة الاذاعة. ‎اقتنيته وقرأته لاكتشف احد اجمل واندر الشهادات التاريخية عن عراق القرن العشرين.
‎كيف لا ومؤلفه صديق طفولة وشباب عدنان خير الله وصدام حسين وشاهد على اعدام عبد الكريم قاسم في اذاعة بغداد يوم 9 شباط 1963 وصديق نزار قباني وحسين مردان وشاعر ومذيع ومدير الاذاعة العراقية ورائد في الاعلام التلفزيون والصحفي والاذاعي العربي في الخليج ولبنان ثم اليونان وبريطانيا والولايات المتحدة ومؤسس اذاعة المعارضة العراقية بعد غزو الكويت ومؤسس اول تلفزيون عربي في الولايات المتحدة.
‎20 سنة مرت وانا احلم بلقاء مؤلف دولة الاذاعة الشاعر والاعلامي العراقي الاستاذ ابراهيم الزبيدي.
‎اليوم تحقق اللقاء في ديترويت في ميشيغان لاحظى بساعات رائعة من هذا التاريخ الحي الذي يمتد ل 70 سنة حافلة بين تكريت وبغداد وبيروت والخليج واليونان وبريطانيا والمغرب والولايات المتحدة.
‎سألت الاستاذ ابراهيم، وهو سؤال انتظرت اجابته 20 سنة: هل كان صدام وانت عرفته صبيا مثلنا؟ هل احب في يوم من الايام فتاة هنا او هناك؟ هل كان لديه ولع ما بالدراسة مثلا او بالقراءة او بالدين او بأي اهتمام من ما نهتم به؟
‎الجواب الصادم: لا! كان صدام يضيق بنا نحن عندما كنا نحدثه عن قصص عشقنا لهذه الفتاة او تلك رغم انه كان يحمينا عندما كنا نحاول التقرب منهن او زيارتهن.
‎وفي احدى الايام انهال على عدنان خير الله بالضرب لانه سمعه وهو يغني فالغناء بالنسبة له ليس للرجال!
‎كان صدام متأخرا في الدراسة وكان يضيق ذرعا بالدرس والكتب وكل القصص التي نسجت عن تفوقه الدراسي ليست الا اكاذيب. والا كيف لطالب متفوق ان يكون في الاعدادية عام 1959 عندما شارك في محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم وهو في سن الـ 22؟!
‎لم يكن له اهتمام بالعلوم او الفن او الادب!
‎اجبته: أي قدر اسود جعل من صدام زعيما لبلد فيه الاف من المثقفين  والادباء والاقتصاديين والقانونيين والسياسيين!
‎واستدركت واضفت: هو نفسه القدر الذي جعل من الجولاني زعيما لسوريا اليوم وقد مر على زعامة المعارضة السورية عشرات من الشخصيات الاكاديمية والسياسية والدينية المعتدلة منهم على سبيل المثال برهان غليون ومعاذ الخطيب وغيرهم كثر. 
‎كل هؤلاء فشلوا ونجح واحد فقط: الجولاني الزعيم السابق في تنظيم الدولة!
‎اجاب الاستاذ ابراهيم: المسدس نجح في العراق وفي سوريا وفشل الاخرون!
‎وختمت بالقول: هذا هو حظ العراق وسوريا السيء!
‎اهداني الاستاذ ابراهيم مشكورا نسخة موقعة بإهداء منه من كتابه الساحر: دولة الاذاعة.
‎هذا الكتاب يا سادة يصلح ان يكون اجمل فيلم ومسلسل سواء عراقيا كان او امريكيا.. وللسينمائيين العراقيين اقول اقرأوه وحولوه لفيلم يجسد جزءا مهما من تاريخ العراق، ففيه الكثير من الاحداث المرافقة للرؤساء وانقلابات العراق بين عامي 1958 و 1968 وحسين مردان ونزار قباني واخرون غيرهم...
‎شكرا جزيلا للاستاذ ابراهيم الزبيدي على هذا اللقاء الدافيء وهذه الذاكرة الحية التي لا يمل منها.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير