رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
حسين علي هارف: المسرح يبدأ بالهواية ويُتوّج بالإبداع


المشاهدات 1238
تاريخ الإضافة 2025/05/07 - 10:02 PM
آخر تحديث 2025/05/09 - 8:39 PM

في دهاليز الذاكرة الفنية العراقية، يسطع اسم الدكتور حسين علي هارف كأحد الوجوه المسرحية التي أسهمت في بناء المشهد الثقافي والمسرحي، بموهبةٍ صادقة وفكرٍ نقدي واعٍ. فهو ليس مجرد ممثلٍ صعد خشبة المسرح في الثمانينات، بل مفكرٌ مسرحي وأكاديمي وناقد إعلامي، جمع بين الأداء والتنظير، وبين الإبداع الفني والعمل المؤسسي. التقيته في أحد أروقة دائرة السينما والمسرح، وكان هذا الحوار الذي يفتح نوافذ عديدة على سيرة فنان عاشقٍ للمسرح حتى اليوم.
* أهلا بك دكتور حسين وأنت ضيف الزوراء اليوم .
- بكل سرور وإعجاب بكم وبالزوراء الجريدة العتيدة .
*  لنبدأ من البداية… من هو حسين علي هارف؟
-  أنا الدكتور حسين علي هارف، من مواليد بغداد عام 1960. أكملت دراستي حتى نلت شهادة الدكتوراه من كلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد عام 1997، وكانت أطروحتي بعنوان الخصائص الفنية للمونودراما. صدر لي عدد من الكتب منها: فلسفة التاريخ في الدراما، علم المسرح وفن كتابته، تحولات المسرح العراقي بعد التغيير. كما أخرجتُ عروضاً متنوعة، من المسرح التجريبي إلى مسرح الطفل، منها: أمسية مع نجيب سرور، مجموعة ملكية تجارية، شمس والكواكب التسعة، وعالم الفيتامينات وما أزال أواصل الكتابة والتأليف .
*  نعرف أن بدايتك كانت من المسرح المدرسي.. ماذا تتذكر من تلك المرحلة؟
-  جيلنا هو ثمرة المسرح المدرسي. المدارس آنذاك لم تكن مجرد قاعات للتدريس، بل كانت منبعاً لاكتشاف وتنمية المواهب، بدعم من معلمين أكفاء. لا أنسى فضل الأستاذ محمود، معلم اللغة العربية في مدينة الشعلة ببغداد، الذي اكتشف موهبتي في أوائل السبعينات.
*  هل تأثرت بمدرسة فنية معينة؟
-  نعم، تأثرت كثيراً بالمدرسة المسرحية الألمانية، خاصة بأفكار المسرحي والمنظّر أندري يشت.
*  من وجهة نظرك، ما صفات الفنان الناجح؟
- الثقافة قبل كل شيء، فهي التي تصقل الموهبة. أؤمن بالفنان الذي يحتك بالناس ويعيش بينهم، لأن الفنان الحقيقي هو لسان حال الناس وروحهم.
*  كيف تعايش الإنسان والفنان داخل حسين علي هارف؟
-  هما متلازمان في داخلي. لا يمكن للفنان أن يعيش دون جذور إنسانية، فالفنان في حالة رقي مستمر بفضل إنسانيته.
*  ما نوع البرامج التي تستهويك في الإذاعة والتلفزيون؟
-  أحب البرامج الثقافية والفنية، وأجد نفسي أحياناً مضطراً لمتابعة البرامج السياسية لفهم السلوك السياسي. كما أعشق برامج الأطفال، رغم قلتها، وأتشرف بكوني من الساعين لإحياء مسرح الطفل ومسرح الدمى في العراق.
*  كيف تقيّم واقع النقد المسرحي اليوم؟
-  النقد الآن أكثر فاعلية، بعد أن كان في السابق منحصراً في نقاد أدبيين لا يفقهون أسرار المسرح. لكن اليوم، لدينا نقاد أكاديميون محترفون، وتم تأسيس رابطة نقاد المسرح العراقي التي أتشرف بكوني أمينها العام، برئاسة الدكتور عقيل مهدي.
*  هل يتحول الفن إلى عمل روتيني؟
- الفن يبدأ كهواية، وقد يصبح وظيفة، لكن لا يجوز أن تقتل الوظيفة روح الهواية. بعد أكثر من ربع قرن في المسرح، ما زلت أمارس الفن بروح الهاوي والعاشق.
*  هل هناك تقصير في دعم الحركة الفنية والمسرحية في العراق؟
-  الحكومة لم تخطط لدعم المسرح والمسرحيين. طالبنا كثيراً بإعادة تأهيل المسارح، لكن دون جدوى. المسرح الوطني الوحيد في بغداد يواجه ضغطاً كبيراً ويُستغل لعقد المؤتمرات بدلاً من العروض الفنية.وأخيرا وبجهود معينة تمت ترميم مسرح الرشيد .
*  بصفتك إعلامياً أيضاً، أي البرامج تفضل: المسجلة أم المباشرة؟
- المباشرة طبعاً، لأنها تمنحني تواصلاً حقيقياً ومباشراً مع الجمهور، وأنا أستمتع جداً عندما أشارك في البرامج الصباحية المباشرة، لأنها تعكس صدق الرسالة الإعلامية.
*  هل يجوز للفنان استغلال الفن للثراء؟
-  ليس بهذه الصورة. الفن أولاً جمال وإبداع، والمال والشهرة مجرد نتائج طبيعية. من حق الفنان أن يعيش بكرامة، لكن لا أن يجعل المال غاية.
*  كيف تتعامل مع النقد؟
-  أتقبله بصدر رحب، لأنني ناقد أيضاً. النقد البنّاء هو ما يعنيني، بشرط أن يكون شاملاً ومؤسساً على معرفة كاملة بالعمل الفني.
*  هل تلاحظ وجود تكتلات في الوسط الفني؟
-  نعم، لكن هذه الظاهرة بدأت بالتلاشي، خاصة مع انفتاح جيل الشباب على المهرجانات الدولية. نحتاج فقط إلى القضاء على بقايا الاحتكار والتكتل.
*  بماذا تنشغل حالياً؟
-  أعمل حالياً على تطوير رابطة نقاد المسرح، ونسعى لتوفير مقر لها، وتنظيم انتخابات لاختيار كادر شاب، من ضمنهم أكاديميون ونقاد وصحفيون مبدعون.
* هل بالامكان ان تتذكر لنا اخر اعمالك ؟
- من الاعمال الاخرى التي قدمتها وشاركت فيها هي  مجموعة من الأعمال المسرحية المتميزة التي تعكس تنوع اهتماماته الفنية والأكاديمية. ومنها :
1. عودة مسرحية «الخيط والعصفور» بجزئها الثاني (2024)
 بعد مرور 40 عامًا على عرض الجزء الأول عام 1984، أعلنت عن عودة مسرحية «الخيط والعصفور» بجزئها الثاني. يشارك هارف في العمل مجددًا بدور الراوي، إلى جانب نخبة من الفنانين العراقيين، ومن المتوقع عرضها على المسرح الوطني العراقي .
2. مسرحية «طائر الوجع» (2023) عرضت هذه المسرحية على قاعة حقي الشبلي في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد، ضمن فعاليات مهرجان حريات المسرحية.تميز العرض بمزج الشعر والغناء والموسيقى الحية، وقدم معالجة درامية لمسيرة الشاعر مظفر النواب.
3. مسرحية بغداد (2025)..شاركت في بطولة هذه المسرحية الكوميدية التي تناولت الواقع العراقي في أربعينيات القرن الماضي. المسرحية من تأليف عقيل العبيدي وإخراج دريد عبد الوهاب، وعُرضت على خشبة المسرح الوطني العراقي.
4. مسرحية لا تصرخ في وجهي (2021):أخرجت هذه المسرحية التي تُعد من أوائل الأعمال المسرحية في العراق التي تتناول موضوع التوحد لدى الأطفال.المسرحية مأخوذة عن نص للكاتب الفلسطيني عمر كلاب، وقدمت بأسلوب يجمع بين الطرافة والجدية، مما يجعلها مناسبة للكبار والصغار على حد سواء.
5- اضافة عرض ( گلگامش الذي رأى) التي قمت بكتابتها و إخراجها و تم تقديمها على خشبة مسرح الرواد في ٢٠٢٣ و قدمت ك(عرض دمى) و اعيد العرض في المعهد الثقافي الفرنسي و في شارع المتنبي .
6. مسرحية قلب دمية (2023):
ألفت وأخرجت هذه المسرحية التي عُرضت في مهرجاني الفجيرة وقرطاج الدوليين للمونودراما. تميز العرض بتقديمه قصة مؤثرة بأسلوب مونودرامي، وحظي بتكريم خاص في مهرجان قرطاج.
الجدير بالذكر ان هذه الأعمال وغيرها تُظهر التزام الدكتور حسين علي هارف بتقديم مسرح هادف ومتنوع، يجمع بين الترفيه والمعالجة الاجتماعية، ويعكس خبرته الأكاديمية والفنية في خدمة المسرح العراقي.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير