من على قناة «يوتي في» وعلى نشرة أخبار الثامنة مساء أمس الأول كنت أتحدث عن أهمية إستضافة العراق للقمة العربية في السابع عشر من الشهر الحالي. ومع توالي أسئلة المذيع الذي يبدو إنه متحمس مثلي لأهمية هذا الحدث الذي يعقد في ظروف عربية وأقليمية ودولية إستثئية فقد «أخذني الواهس» كثيرا وأنا أعدد أهمية القمة وإذا بي أفقد السيطرة على اللغة كسياق تعلمناه من أساتذتنا بدءا من الجرجاني الى جومسكي فأقول أن هذه «القيمة» مهمة وأقصد القمة العربية. تمكنت من السيطرة على نفسي بعد أن «حصرتني» ضحكة وأنا «لابس كل هدومي» مع رباط أحمر قاني على سترة زرقاء فاتحة وواصلت الحديث عن القمة فيما كنت أتمنى أن ينهي المذيع المقابلة خشية أن لانبقي في حدود القيمة ونذهب الى «الهريسة» لاسيما أن الموسم الآن وقبيل أيام قلائل من إنعقاد القمة هو «هرس» هذه القمة إعلاميا وسياسيا من قبل أطراف عديدة سياسية وإعلامية وبدوافع مختلفة.
ومع أن «الهرس» الإعلامي مستمر لكنه ومع طبيعة التحضيرات الداخلية التي تقوم بها الحكومة والإهتمام العربي والإقليمي بها وتزامن زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع إنعقادها الى المنطقة حيث تنتهي زيارته قبل يوم واحد من عقدها فإن ماكان قد أثير من إعتراضات بدءا من الإعتراض على حضور الرئيس السوري أحمد الشرع (الجولاني سابقا) الى مسائل أخرى لكنها لاتخرج عن قاعدتنا الذهبية في التعبير عن الرأي وهي قاعدة «حب واحجي وأكره وأحجي»، مع أنه لايوجد لاسياق ولا دلالة ربط بين الحب والكره والحكي إلا ربما في سياق التعبير المسبق عن الرأي، أي إنك حين تحب تحكي كلاما مواليا وحين تكره تحكي كلاما معارضا. يحصل هذا في وقت كل أمم الدنيا وكل قارات الأرض ودولها تقيم قمما دورية عن كل شيء بما في ذلك المناخ والإقتصاد والبيئة والسياسة إلا قمتنا التي يتساءل البعض ويؤيده البعض، وبين البعضين بعض ثالث لايوالي ولا يعترض ولكنه يطرح أسئلة شبحية بشأن ماهي أهمية هذه القمة؟ ولماذا ننفق عليها فلوس؟ وهل نحن بحاجة الى العرب؟ وهل العرب يحتاجون إلينا؟ ولماذا نطالب بـ «الحضن العربي»؟ وهل فادنا يوما هذا الحضن؟ وبين الحضن العربي والأحضان الأخرى الإقليمية والدولية يتحصن القوم في صومعاتهم وأيديهم على زناد المطارحة بشأن فوائد الأحضان الى أن ينتهي الجدل الى .. محاضن و«حب عمك حب خالك» و «واكعة» للطيبين.