رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
دار المأمون .. جسر الثقافة العراقية إلى العالم


المشاهدات 1899
تاريخ الإضافة 2025/04/29 - 8:58 PM
آخر تحديث 2025/05/09 - 8:39 PM

* في قلب المشهد الثقافي العراقي، تقف دار المأمون للترجمة والنشر شامخةً كإحدى أعرق المؤسسات التي جعلت من الترجمة رسالة سلام وحوار بين الثقافات.. أسست عام 1980 لتكون النافذة الرسمية التي تطل منها الثقافة العراقية على العالم، وتنقل من خلالها كنوز الفكر العالمي إلى القارئ العربي.  
ميدانيا، وفي مكتبها الخاص، التقينا مدير عام دار المأمون، السيدة إشراق عبد العادل، لتحدثنا عن مهام الدار، وأنشطتها، وتحدياتها، وطموحاتها المستقبلية.

بدءاً نود أن نلقي الضوء على مهام هذه الدائرة الواسعة وأقسامها، وربما نتعرض إلى ما أنجزته هذه الدائرة من أعمال كبيرة في مجال الترجمة والنشر.
-  نعم، دار المأمون للترجمة والنشر هي إحدى الدوائر التابعة إلى وزارة الثقافة والسياحة والآثار. تأسست عام 1980، وكان قانونها هو ترجمة ونشر الموروث الثقافي العالمي، ونقله إلى اللغة العربية. وبالعكس، نقل النتاج الفكري والموروث الثقافي العراقي إلى اللغات المختلفة الى عدة لغات هي الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والروسية والألمانية، بدأت دار المأمون للترجمة والنشر نشاطها الثقافي من بدايات عام 1980 وكانت الرائدة على المستوى العربي في تقديم المطبوع الناطق باللغة العربية والذي يترجم للثقافات الأخرى.. وهي الدار الرسمية الأولى في العراق. الرسمية أقصد إنه الدار الحكومية الأولى الثقافية المعنية بالترجمة.. تتكون منذ تأسيسها من عدة أقسام: قسم الترجمة، وقسم الترجمة الفورية، وقسم النشر، وقسم النشر هو المعني بنشر الكتب التي تنتجها الدار.. الدار معنية بنشر الكتاب، وترجمته من كل اللغات، ويكلف به المترجمون العاملون وغير العاملين في دار المأمون، يقدم إلى دار المأمون ثم يحال إلى قسم النشر ثم يخضع إلى ضوابط وتعليمات النشر الخاصة بالدار، التي هي قيمة الكتاب الفكرية والثقافية، واحترامه للذائقة الثقافية العراقية، التعريف بثقافة الآخر  ومن ثم يحال إلى الهيئة الاستشارية.. الهيئة الاستشارية تعتمد على أعضاء وهم خبراء وأكاديميون معنيون بالترجمة واللغة العربية والتدقيق الترجمي من لغات مختلفة، ثم يصار إلى المصادقة على هذا الكتاب بالشروط الثقافية التي ترتقي إلى مستوى الثقافة العراقية وذوق المتلقي العراقي وما ينتج عن الترجمة من فائدة للمجتمع العراقي، ثم تتم المصادقة على الكتاب بعد مروره بهذه المراحل، ثم يحال إلى القسم الفني لإخراج الكتاب برؤية فنية أيضاً تحاكي طبيعة الكتاب ومحتواه، ومن ثم يذهب إلى الطبع ويصدر بهويته المعروفة التي هي تحمل شعار دار المأمون الذي لم يتغير منذ تأسيسها وإلى حد هذه اللحظة.. ومن الأقسام الأخرى الفاعلة في دار المأمون والتي هي جزء من عملنا الرئيسي بالدار، هي شعبة المعارض،  فدار المأمون للترجمة والنشر هي من دور النشر العربية العريقة، وهي لا تمثل العراق فقط، وإنما تمثل لسان حال الثقافة العربية، كون أغلب مطبوعاتها وإصداراتها تستهدف المتلقي العربي  لذلك حرصنا أن تكون دار المأمون مستمرة في رفد المكتبات العربية والمعارض العربية بأحدث إصداراتها وأحدث ما يتطلبه العصر أو السوق، أي سوق القراءة.
* ما مهام هذه الدائرة، وما اسماء  بعض المجلات والكتب، التي تطبع عندكم؟
-  مجلات الدار هي نفسها الرئيسية، مجلة بغداد تصدر باللغة الفرنسية وهي من المجلات الأساسية في دار المأمون، تأسست عام 1982 أيضاً.وما زالت تصدر باللغة الفرنسية وتصدر ورقياً، ولفترات معينة صدرت على شكل إلكتروني.. والمعني بها شعبة اللغة الفرنسية فضلا عن العاملين في قسم الدوريات أيضاً وهم أنفسهم كادرها، ونستكتب بها أناسا خارجيين أيضاً من المشتغلين باللغة الفرنسية، تتطرق هذه المجلة مثل مجلة جلجامش التي تصدر باللغة الإنجليزية وهي أيضاً من مجلات الدار العريقة التي صدرت مطلع الثمانينيات، أبوابها هي ثقافية فكرية مثل أبواب مجلة بغداد الفرنسية، ومتابعة الأنشطة العراقية الثقافية التي تحدث على مستوى الساحة العراقية الداخلية، ونتناول بشكل أو بآخر أي حدث ثقافي يحدث بالعراق.. وهذا ما عملنا عليه هذا العام خصوصاً بعد ترشيح بغداد عاصمة للسياحة العربية، فملفات مجلة جلجامش وملفات مجلة بغداد التي تصدر واحدة باللغة الإنجليزية والأخرى باللغة الفرنسية هي للتعريف، لتعريف القارئ الأجنبي بماهية بغداد وهي عاصمة للسياحة العربية، وتسليط الضوء على الملفات السياحية في بغداد، وهي مهمتنا نحن كمؤسسات ثقافية.
* هل تشاركون بالمعارض ؟
-  طبعاً ، بعد أن تصدر نشارك بها، وبالتأكيد نعمل على تصديرها إلى البعثات والملحقيات الثقافية العاملة في العراق.. هناك مطبوع آخر وهذا المطبوع جداً مهم يصدر عن دار المأمون للترجمة والنشر، وهي مجلة المأمون، وهي مجلة فصلية معنية بدراسات الترجمة واللسانيات وأبواب أخرى معنية بالأدب الأجنبي من اللغات المختلفة.. يعمل فيها نخبة من أبرز المترجمين العراقيين من كا المحافظات العراقية، إضافة إلى العاملين في قسم الدوريات في دار المأمون للترجمة والنشر.. هذه المجلة يمتد عمرها إلى أكثر من 15 عاماً، تتصدر على الدوام مطبوعاتنا من حيث التسويق ومن حيث الطلب عليها، تشرف عليها أيضاً هيئة تحرير خارجية من أساتذتنا ومن زملائنا من المترجمين والأدباء العاملين في حقل اللغات والمطبوعات الثقافية.. وهناك مطبوع فتي وهو جريدة المترجم العراقي، وهذه الجريدة أذكر أنها فتية لأنها كانت ولدت على هامش أحد المؤتمرات، مؤتمرات الترجمة التي عادةً تنظمها دار المأمون سنوياً، فكانت هذه الجريدة، وهي باسم المترجم العراقي، تستهدف بالدرجة الأولى فئة الشباب .
* وهل ما زالت مفتوحة للجميع ؟
-  ما زالت تصدر عن دار المأمون ويكتب فيها ويترجم فيها العاملون في الدار من الشباب  المترجمين والمشاركات الخارجية بالطبع موجودة.
* والمشاركات هل متوفرة للشباب وهل لديكم عنوان للمراسلة ؟
-  المترجم العراقي هي مفتوحة أمام طلاب أقسام الترجمة في الجامعة المستنصرية وكلية اللغات، ومفتوحة أيضاً لفئة الشباب من الهواة في الترجمة المعنيين بالآداب والثقافات العالمية من لغات مختلفة.. تصل إلى هذه الجريدة عبر البريد الإلكتروني للدار وعبر صفحتنا الناشطة جداً هي صفحة الفيسبوك الخاصة بـ دار المأمون وأنشطتها، تصل إلينا مواد متنوعة من لغات مختلفة.
* هل تلقى استجابة قوية؟
-  استجابة جداً قوية، وفوجئنا أحياناً بنصوص من التقنية الفنية العالية، من اللغة العربية العالية، ومن المراجعة الدقيقة لشباب نفخر بوجودهم، هم يمثلون طاقات واعدة لأن يكونوا مترجمين واعدين يخدمون الحركة الثقافية ويقدمون خدمات، إذا ما تم احتضانهم، خدمات جليلة في عالم الترجمة، وهذا ما يخص جريدة المترجم العراقي.
* الاحتضان، فكرة رائعة جداً.. كيف احتضنتموهم، هل تقيمون لهم دورات؟
- العملية ليست مقصورة على النشر في دار المأمون، وهي احتضان الشباب في هذا المجال فقط، لا في دار المأمون هناك شعبة التدريب الترجمي، وهي شعبة معنية بإقامة دورات في الترجمة واللغات الأجنبية.. يشرف عليها أساتذة من داخل الدار وأساتذة خارجيون من الجامعة المستنصرية ومن الجامعات العراقية المعنية باللغات والترجمة.
* هل لديكم اساتذة يدربون الطلبة ؟
- نعم نستضيفهم، ويقدمون دورات بالترجمة الفورية والترجمة التعاقبية والترجمة التحريرية، إضافة إلى تعليم اللغات الأجنبية،  نجري به أيضاً التهيئة لامتحان التوفل، اختبار ضمن منهاج محكم ومعترف به من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وهذه الدورات مجانية ولكن بالفترة الاخيرة قررت الوزارة استيفاء مبالغ رمزية  .
* لمن لديه مبادرة أو كتاب معين، نتحدث عن آلية التقديم لطفا ؟
- نعم، آلية التقديم هي الآلية المعتادة التي منذ أن تأسست الدار وإلى حد الآن، يأتي المثقف العراقي، أنا أعني المثقف العراقي شريحة المترجمين، لأن المترجم هو شخصية ذات وصفين: هو مثقف من ناحية وأكاديمي علمي وباحث من ناحية أخرى.. يبقى المترجم هو باحث، باحث عن المعنى، فيأتي إلى الدار سابقاً ويقدم مشروعه في النشر بالطريقة الورقية الآن وبعد التحول الرقمي وبعد أن دخلت خدمات الدار ضمن منصة أور، يقدم لنا الباحث أو الراغب في تقديم أو نشر كتاب في دار المأمون عبر إيميل الدار وعبر خدمة الترجمة ونتسلم المطبوع إلكترونياً ويحال إلى الهيئة الاستشارية أيضاً بطريقة إلكترونية.. ويتم تقييم العمل وإذا كان صالحا للنشر ومطابقا للشروط الفنية والإبداعية والمهارات المعنية بالترجمة من دقة وجودة في الترجمة، يتسلم العمل والعنوان ومن ثم يوصى بنشره، فهذه هي الآلية التي نعتمد عليها.
* هل تتقاضى الدائرة أجورا عنها ؟
- مقابل أجور زهيدة جدا، هناك أجور للمترجم، وعملنا أنا شخصياً عندما تسلمت الدار بالعام 21، كانت هناك خطة لإعادة الدور لدار المأمون، هي دار جداً عريقة، لكن يبقى المترجم هو ليس فقط موهوبا، إنما يبذل جهودا ذهنية عالية. فبالمقابل، وأنا مترجمة وأشعر بما يشعر به المترجم من غبن عندما تكون أجوره جداً متواضعة قياساً إلى جهده، فعملنا منذ اللحظة الأولى على زيادة أجور المترجم، والحمد لله نجحنا بتحقيق هذا الهدف فصار كل مترجم مقابل الصفحة الواحدة كانت  أجورها ضئيلة، لكن الآن رفعنا هذا الأجر والحمد لله.
* هل كلهم راضون ؟
- جدا،ً بعد ان  رفعناها بموافقة من الأمانة العامة لمجلس الوزراء.
* الترجمة بالتأكيد فرصة للتواصل مع العالم، مع الأدب، هل البحوث تأتيكم وتتناول أدبا عالميا؟ وهي بالتأكيد تتيح لكم فرصة المشاركة بمهرجانات عالمية حتى يقرؤها الأجانب؟
- تأسست فكرة الترجمة، وهي بالتأكيد لمد جسور مع الآخر، الآخر البعيد أو القريب، نحن نحيط بعدة دول، من ضمنهم دول أجنبية، هي نعم دول مجاورة لكن لسانها غير عربي، لسانها مختلف.. داخل العراق أيضاً هناك لغات أخرى والباب مفتوح للحوار مع الآخر.. بالتأكيد ييكون هناك نفع لمجتمعنا العراقي بالدرجة الأولى، سيكون هناك تعرف على فنون وعلوم وعادات وسلوكيات  الاخر.. الترجمة من أهدافها هي السلام والتعايش السلمي ومعرفة الآخر بحدود تحقيق الاستقرار والطمأنينة، هذه هي أهداف الترجمة، وقد وصلنا للآخر، وصلنا من خلال كتابنا، وصلنا من خلال رؤية الآخر للعالم، وصلناها للقارئ العراقي، والقارئ العراقي هو قارئ نهم وقارئ غير عادي، فإذا سألنا: كيف تسنى للمثقف العراقي أو للمتلقي العراقي بغض النظر، كيف تسنى له معرفة رامبو؟ وكيف تسنى له معرفة شيكسبير؟ وكيف تسنى له التعرف على أعمال تشومسكي؟ وهنا يأتي دور المترجم.. لقاء الحضارات هو عبارة عن ترجمة، فتح الطرق التجارية عبارة عن ترجمة، التعرف على الأوبئة عبارة عن الترجمة.
* هل لديكم مشاركات عالمية؟
- نعم جاءتنا بفترات مشاركات عالمية من خلال معارض الكتاب.. كان هناك حضور لمطبوعنا كما في معرض فرانكفورت الدولي، كانت هناك مشاركة لدار المأمون واسعة جدا، ولدينا مشاركات عربية دولية ما زالت مستمرة إلى حد هذه اللحظة.
*هل شارك معكم  أدباء عالميون طلبوا منكم نشر مقالاتهم او كتبهم ؟
-  كلا، العالم اليوم تغير، عندما يقام معرض دولي على سبيل المثال في مكان معين، وهي موجودة، فالعراق يريد أن يشارك أو لا يشارك، ووزارة الثقافة تريد أن تشارك، وحسب إمكانياتها المتوفرة.
كانت لنا مشاركات طيلة هذه السنوات الخمس الأخيرة في المعارض الدولية التي تقام في الدول العربية وحتى في تركيا، والحمد لله والشكر استطعنا ان نوصل مطبوعنا وبزخم عالٍ إلى القارئ العربي.
* هل لديكم خطة او برنامج محدد لعدد المطبوعات السنوية مثلا؟ 
- نعم، خطة الدار باعتبارنا دائرة مركزية وليست دائرة تمويل ذاتي أو شركة، فنحن نرتبط بموازنة وزارة، وبالتالي الوزارة مرتبطة بالمالية.. ما يعيقنا هي التحديات التي تواجهنا مثلنا مثل أي مؤسسة، وهو ارتباطنا بإطلاق الموازنة، فلحد الآن نعد لمشاريعنا خطة كإعداد نظري، وننتظر اللحظة التي تطلق بها الموازنة حتى نشرع بالمعارض، وبمؤتمرنا السنوي الذي يقام كل سنة، وهذه هي أولى التحديات.
* كمدير عام للدائرة، هل انت مقتنعة بالكادر الموجود لديكم بالترجمة، وهل لديكم حاجة لكادر اقوى او اوسع ؟
- أولاً نحن نحتاج كادرا أكثر، واللغة الرئيسة التي نتمنى أن  يرفدنا بها مجلس الخدمة الاتحادي هي اللغة الإنجليزية، لأن ما زالت هي الأولى والأكثر طلباً بين اللغات الأخرى، ثانياً نحتاج ادخال كادرنا الحالي إلى دورات تطويرية عالية المستوى في البلاد الأم للغات، والناحية الثالثة والأهم نحن بحاجة لزيادة في التخصيصات المالية للمترجم العراقي.. المترجم ليس موظفا حكوميا، موظف خدمات مثله مثل أي موظف عادي
المترجم هو عبارة عن عملية ذهنية من خلال إنبوب يدخل السي بي يو، إلى ثقافتنا، تكييف هذه الثقافة الأجنبية مع الثقافة العربية مع المحيط العربي، فبالتالي هذه العمليات تحتاج إلى مجهود ودعم وتحفيز كبير مالي بالدرجة الأولى.. وفي الحقيقة انا أجد إن رواتب مترجمي الدار جداً جداً متواضعة، ولا تليق بمستوى ما يقدموه من خدمات.
* هناك إجراءات، ومبادرات من الممكن أن تستفيد الدائرة تستفيد، مثلاً جائزة الإبداع، وزارة الثقافة مهتمة بهذا الموضوع وتقيد جوائز للمشاركين المبدعين، هل شاركتم فيها؟
-  هذا العام حرصنا على أن يشارك حقل الترجمة في جائزة الإبداع العراقي، وضمن شروط طبعاً، وضعتها لجنة الجائزة، وهذه الشروط مقبولة وجيدة والحمد لله.لكن هذا غير كافٍ لدعم المترجم العراقي الذي هو واحد من الجنود المجهولين، يعمل بصمت لكن مقابل أجور جداً بخسة لا تليق بما يقدمه من خدمات جليلة.
* بماذا توصين ؟ 
- أتمنى على الحكومة وأتمنى على دولة رئيس الوزراء أن يلتفت إلى دار المأمون بالدرجة الأولى، وإلى إدارتها،.
* هل نستطيع معرفة عدد الكتب التي تطبع سنويا ؟
-  الحمد لله والشكر رفعنا مستواها من ستة كتب إلى 12 كتابا خلال ست أشهر، أي ضاعفنا العدد ، ثم رجعنا رفعنا هذا السقف إلى 15 كتابا، مع العلم ان المترجم ينتظر إلى أن تصدر حتى يأخذ استحقاقه، وننتظر أيضاً أن تصل الموازنة حتى نقدر نطبع.. هذه كلها تحديات لكننا نحاول قدر الإمكان السيطرة  ونعمل ضمن الضوابط والتعليمات، وهذه أمور تسهل لنا عملنا فهناك تفهم ومرونة بيننا وبين دائرة الشؤون الثقافية.
* تحدثت عن الجانب التخصصي في العمل، هل تميلون إلى الجانب التخصصي أم الإداري أم كلاهما؟
- من الجانب الإستراتيجي الدار  لا تصلح لها ولا يكون مناسباً لها إلا مترجم، ومترجم معني بالشأن الثقافي، معني بالكتاب، لأن الترجمة أنواع. إذا ما يكون منغمسا في هذا المجال، فبالتأكيد ملاا أعتقد سيعطيها الهوية الأدق التي تبرز نوع أو هويتها الحقيقية.
* هل سعت الدار للحفاظ على الموروث الشعبي والفولكلور العراقي في توجهها ؟
- الدار تسير على خطين: خط ترجمة الموروث العالمي من كل اللغات، وترجمة الموروث العراقي، هو الخط الثاني، النتاجات الفكرية العراقية، أدبية كانت أو فنية، التعريف بها لدى القارئ أو المتلقي الأجنبي. وهذا ما حدث فعلاً، وقبل أيام أصدرنا دليل النحاتين العراقيين.. واجبنا كجهة ثقافية هو الحفاظ على الموروث العراقي بصورة متميزة، أقول لأن الترجمة تميز بحد ذاته، وأنت تتحدث بلسانين: لسان عربي ولسان آخر، وهذا العام بالذات ركزنا على بغداد عاصمة الثقافة، وفعلاً سيصدر قريباً، وكان لنا لقاء قبل فترة برئيس هيئة السياحة الأستاذ ناصر غانم، واتفقنا على ترجمة دليل بغداد السياحي احتفاءً ببغداد، فأسهل طريقة للتعرف على بغداد هو مطبوعنا الصادر من عند دار المأمون، وهو يعرف بمتاحف بغداد وقيمة بغداد التاريخية ومجتمع بغداد وكل ما تحتويه من إرث ثقافي وحضاري.
* كيف تعتمدون نوعية الكتاب للمشاركة في المعارض الدولية ؟
- الكتاب المترجم فيه وجهان، العنوان يلعب دورا في جذب القارئ، فإذا لم يكن العنوان مطابقاً لحاجة القارئ ، فهذا الكتاب يعتبر وحده من التحديات التي تواجهنا.
ومثلما هو معروف فإن العالم يتغير. في العراق هناك مشكلات مجتمعية جديدة برزت، فالقارئ يحتاج إلى هذه مناقشة أو معالجة أو محاكاة هذه المشكلات، ودور المترجم يبحث عما يلبي هذه الذائقة.. فالآن العالم كله يتحدث عن الذكاء الاصطناعي، ونحن دار نشر معروفة وعريقة جداً، ويكفي المشاركة بأي معرض دولي لتستقطب جميع القراء العرب بدون أي مبالغة، فالأجدر بنا أن نبحث عن كتب وعناوين ننتجها ونصّدرها للقارئ العربي بغض النظر عن هويته، وهذا ما حدث فعلاً ووضعناه في الخطة.
* هل حاولت الدار في مطبوعاتها أن تنقل للعالم ما حدث للعراقيين من حروب للابادة ولداعش بالذات ؟
- ظهرت بالمجتمعات العالمية بشكل عام ما تسمى بحروب الإبادة.. والعراق عانى من هذه الأزمة بعد دخول داعش وبعد مشكلة النازحين..وقد تناولنا هذا المطبوع، أي تنظيم داعش الارهابي، وكان من المواضيع التي تبنيناها كواحد من العناوين المهمة، فقد صدرت عن الدار عام 2022، كونه قد تعرض الى هجمات داعش ، فتناولناه واطلع العالم على معاناة شعبنا في حينه وفي مجال الموروث الشعبي والسياحي أصدرنا عنوانا مهما، وهو كتاب الجبايش الذي صدر قبل أيام. وفي أزمة كورونا أيضاً صدرنا ملفات كاملة عن أدب الأوبئة وما خلفته وتاريخ هذا الأدب في العالم، ومن ثم ما خلفته على العراق، فنحن مواكبون للتنمية المستدامة، كتب السيرة، وما كتب الآخر عن بغداد، والروايات، النقد، وحقول أخرى.
* هل أنتم مسؤولون عن التسويق؟ 
-  لدينا شعبة المعارض، ونحن نسوق كتبنا، وهذه أزمة حقيقية تواجه كل دور النشر التابعة للوزارة بشكل خاص ودور النشر الأخرى في العراق. فالمفروض تكون هناك شركة معنية بتسويق الكتاب العراقي.
* نتحدث عن التعاون بينكم وبين الدوائر الأخرى؟ 
- نعم ، هناك تعاون كبير بيننا وبين مؤسسات الدولة بشكل عام والدوائر التابعة أيضاً لوزارة الثقافة، المهرجانات، المسرح، الفنون التشكيلية، الجامعات العراقية أيضاً، مؤتمرات علمية، لابد أن يكون هناك معرض على هامش كل حدث علمي أو ثقافي أو فني.
* ما هي رسالتكم ؟
- رسالتنا أن يصل الكتاب لشريحة الطلاب بالدرجة الأولى، الشباب، لخلق هذا الوعي بالثقافة بشكل عام والاستفادة من التجارب العالمية الأخرى. 
* بالأسماء ما المعارض التي شاركتم بها ؟
-  شاركنا في معرض أبو ظبي، وبعد أن تطلق الموازنة لنا مشاركة عربية في أكثر من مكان إن شاء الله هذه السنة، أي النصف الثاني منها.
* التحولات الرقمية، بالتأكيد بدأت تجتاح حياتنا، هل حاولتم ان تواكبون المرحلة ؟
-  طبعاً هذا ضمن خطة الدار، والحقيقة دار المأمون قبل أن يعني يعلن عن مشروع التحول الرقمي بشكل رسمي. ودار المأمون استحدثت في السنوات السابقة، يعني من بعد 2010، استحدثت المكتبة الإلكترونية للدار.أرشفنا كل نتاجات الدار منذ تأسيسها ولحد هذه اللحظة. هناك دليل إلكتروني لجميع مطبوعات دار المأمون للترجمة والنشر. يعني القارئ لما يريد يسال عن عنوان معين صدر بالثمانينات او بالتسعينات أو مطلع الألفينات موجود.


تابعنا على
تصميم وتطوير