أظهرت دراسة حديثة أجراها فريق دولي من الباحثين بقيادة جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، أن التعرض لسم بكتيري يُدعى «كوليباكتين» خلال مرحلة الطفولة المبكرة قد يترك بصمة جينية مميزة على خلايا القولون؛ ما يزيد من احتمال الإصابة بسرطان القولون والمستقيم قبل سن الخمسين، وفقًا لصحيفة «هندوسيان تايمز» الهندية.
ينتج «كوليباكتين» عن بعض سلالات بكتيريا الإشريكية القولونية التي تعيش في الأمعاء، وهو قادر على إحداث تغييرات في الحمض النووي. في هذه الدراسة، التي نُشرت في مجلة «نيتشر» في 23 أبريل 2025، تم تحليل 981 جينومًا لمرضى مصابين بسرطان القولون والمستقيم، من دول مختلفة ذات معدلات متفاوتة للإصابة بالمرض. وأظهرت النتائج أن أنماط الطفرات المرتبطة بـ»كوليباكتين» كانت أكثر شيوعًا بمقدار 3.3 مرة في الحالات المبكرة (تحت سن الأربعين) مقارنةً بالحالات المتأخرة (بعد سن السبعين). كما كانت هذه الأنماط أكثر انتشارًا في البلدان ذات معدلات الإصابة المبكرة المرتفعة. ويشير الباحثون إلى أن هذه الطفرات تمثل «سجلًا تاريخيًا» في الجينوم؛ ما يدل على أن التعرض لـ»كوليباكتين» في مرحلة الطفولة قد يكون عاملًا محفزًا للإصابة بالمرض في وقت لاحق من الحياة.
وعلى الرغم من أن الدراسات السابقة قد حددت وجود طفرات مرتبطة بـ»كوليباكتين» في حوالي 10 إلى 15 بالمئة من جميع حالات سرطان القولون والمستقيم، إلا أن هذه الدراسة هي الأولى التي تظهر تركيزًا كبيرًا لهذه الطفرات في الحالات المبكرة.
وتسلط هذه النتائج الضوء على أهمية البحث في العوامل البيئية والميكروبية التي قد تساهم في زيادة معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في سن مبكرة. كما تشير إلى ضرورة تطوير استراتيجيات وقائية وتشخيصية تستهدف هذه العوامل، مثل استخدام البروبيوتيك أو اختبارات البراز للكشف عن الطفرات المرتبطة بـ»كوليباكتين».
وتؤكد هذه الدراسة على أهمية متابعة الأبحاث لفهم دور الميكروبات في تطور السرطان، وتطوير أدوات تشخيصية ووقائية جديدة للحد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في مراحل مبكرة من الحياة.