رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
الموسيقار حسن الشكرجي: آلة القانون قادتني للعالمية وكانت الأقرب إلى روحي


المشاهدات 1864
تاريخ الإضافة 2025/04/27 - 9:36 PM
آخر تحديث 2025/05/09 - 8:26 PM

* في أعماق مدينة الناصرية، حيث يمتزج عبق النخيل بأنين النايات، ويمتد الفرات ليحمل في مياهه تراتيل العشق والفن، ولد صوت موسيقي فذّ اسمه حسن الشكرجي، ذلك الفتى الذي بدأ من صندوق خشبي صنعه بنفسه، ليعزف عليه أولى نغماته، أصبح لاحقًا أحد رموز الموسيقى العراقية، وأحد من رفعوا اسم العراق في محافل العالم الفنية..في هذا الحوار، نستعيد مع الفنان الرائد والموسيقار الكبير حسن الشكرجي محطات من سيرته الإبداعية، حيث حكايات الطفولة في الناصرية، وبدايات العزف، وتفاصيل من سنوات النضج والتميز في الإذاعة والتلفزيون، وصولاً إلى قيادته لدائرة الفنون الموسيقية، وتمثيله العراق في مهرجانات دولية عديدة.
متى وأين ولد الفنان حسن الشكرجي؟ وكيف كانت بداياته الدراسية؟
- وُلدتُ في مدينة الناصرية، في محلة الجامع، خلال خمسينيات القرن الماضي. بدأت دراستي الابتدائية في مدرسة السيف، ثم التحقت بمدرسة الجمهورية، وبعدها متوسطة الجمهورية. أكملتُ دراستي في معهد إعداد المعلمين، وتابعتُ دراستي الأكاديمية في بغداد.
متى بدأ اهتمامك بالموسيقى؟
-  منذ الطفولة، كنت مغرمًا بالموسيقى. في بداية الخمسينات، حين كنت طالبًا، انضممت إلى فرقة الإنشاد في المدرسة. لاحظ أساتذتي ميولي الفنية وشجعوني. بعدها التحقت بفرقة إنشاد مديرية تربية ذي قار، وهناك بدأت التدريب على الآلات الموسيقية بشكل فردي، خصوصًا الأكورديون، ثم العود، وأخيرًا آلة القانون التي أحببتها بشدة.
كيف أثّرت بيئة الناصرية على ميولك الموسيقية؟
- الناصرية مدينة مفعمة بالفن والغناء والشعر والموسيقى، وهي امتداد لحضارة السومريين. نشأتُ في عائلة تهتم بالمناسبات الدينية، وكان أخي الأكبر قارئًا حسينياً معروفًا. كنت أستمع كثيرًا لتلاوات عبد الباسط عبد الصمد، وبدأت أقلده منذ كنت في العاشرة من عمري. كما أثّر بي فنانو المدينة، وقررت أن أصبح عازفًا بدلًا من مطرب.
ما أول تجربة لك مع آلة موسيقية؟
-  بسبب ظروفنا المادية، لم أتمكن من شراء آلة نظامية، فصنعت صندوقًا خشبيًا وركبت عليه أوتارًا بسيطة. في عام 1961، سمعت أولى نغماتي، وكان ذلك حدثًا مؤثرًا في حياتي.
كيف طورت مهاراتك الموسيقية؟
- تعلمت في البداية بطريقة السماعي، ثم قررت أن أتعلم بشكل علمي، خاصة قراءة وكتابة النوتة الموسيقية، التي كانت تمثل عائقًا للكثيرين آنذاك.
كيف بدأت رحلتك في التعليم والعمل الفني؟
-  بعد تخرجي من معهد إعداد المعلمين، عملت معلمًا في قسم النشاط المدرسي بالناصرية، وقدمت دورات موسيقية للطلبة. ثم انتقلت إلى بغداد بعد أن نقلت خدماتي إلى وزارة الثقافة والإعلام، وتوليت قيادة فرقة الإذاعة والتلفزيون من عام 1973 حتى 1988.
ما أبرز مشاركاتك الدولية كموسيقي؟
-  مثّلت العراق في العديد من المهرجانات، منها مهرجان المقام في لندن، ويوغسلافيا، وأمريكا، واليونان، وبلغاريا، وطوكيو، وبرلين، والخليج.
وفي إحدى المرات، أشاد مسؤولو مهرجان خليجي بعزفي أكثر من الموسيقيين المصريين، بسبب التقنية العالية التي أتميز بها.
ما أول لحن قدمته؟
-  أول لحن قدمته كان في عام 1968، وكنت حينها في الخامسة عشرة. غنّت اللحن الفنانة أمل خضير في برنامج «وجوه جديدة»، وكانت أغنية عاطفية بعنوان «لالا زين عرفت غاياتك».. هذا اللحن كان بداية دخولي الرسمي إلى الإذاعة والتلفزيون.
متى بدأت علاقتك المباشرة مع الإذاعة والتلفزيون؟
-  بدأت عام 1968 بفضل الملحن الكبير خزعل مهدي، الذي قدمني مع مجموعة من الفنانين الجدد مثل حسين نعمة وفتاح حمدان وسيتا هاكوبيان، تسلمت بعدها مسؤولية إدارة الفرقة الموسيقية عام 1972.
ما الدور الذي لعبته في مسألة النشيد الوطني؟
-  في منتصف الثمانينات، شاركتُ ضمن 17 ملحنًا في إعداد نشيد وطني جديد. لم يُعتمد حينها. بعد تسلمي مسؤولية دائرة الفنون الموسيقية عام 2005، طالبت باستبدال النشيد الحالي لأنه غير عراقي الأصل. وبجهود كبيرة، استطعنا إيصال المقترحات إلى مجلس النواب.
ما أبرز إنجازاتك خلال إدارة دائرة الفنون الموسيقية؟
- أطلقت مهرجانات موسيقية مهمة مثل مهرجان القبانجي، الملا عثمان الموصلي، وزرياب. كما أعدنا إصدار مجلة «القيثارة» التي تهتم بشؤون الموسيقى.
 هل هناك لحظة معينة تتذكرها باعتزاز في مسيرتك؟
-  نعم، حين أسس منير بشير دائرة الفنون الموسيقية عام 1973، كنت من المقربين إليه. سجّلنا سويًا بعض الارتجاليات، ورشحني لتمثيل العراق في مهرجان دولي عام 1977. لقّبني البعض بـ «الابن الروحي لمنير بشير»، وهو شرف أعتز به كثيرًا.
اين الشكرجي الآن ؟
- بعد إحالتي على التقاعد اتابع الحركة الفنية بحواسي ونبضي وهي فرصة للمطالعة وتلبية بعض الدعوات .
كلمة أخيرة؟
-  أشكر نقابة الصحفيين وجريدة الزوراء على اهتمامهم بالتراث الفني العراقي، وبرواد الفن والإذاعة والتلفزيون، فهؤلاء هم الذاكرة الحية لثقافتنا وتاريخنا الفني.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير