الزوراء/مصطفى فليح
حذر عميد كلية الاعلام في الجامعة العراقية ايثار العبيدي، من مخاطر الذكاء الاصطناعي على العملية الإعلامية، فيما دعا الى ضرورة إيجاد بيئة تضمن التوظيف الإيجابي لهذه التقنية بما يعزز الحوار الإنساني بعيدا عن التضليل والتزييف الناتج عن التوظيف السلبي لها في مجال الاعلام. وقال العبيدي لمراسل «الزوراء» خلال المؤتمر العلمي التاسع (الدولي الثالث) لكلية الإعلام في الجامعة العراقية تحت شعار «الذكاء الاصطناعي في الإعلام، آفاق الابتكار وتحديات الحوار الثقافي»: ان «الذكاء الاصطناعي والتطبيقات دخلت ميدان العمل الإعلامي بشكل مفاجئ وكبير بما يعكس التطور المتنامي للتقنيات والخوارزميات التي وظفت لخدمة العملية الإعلامية».
واكد ان «العملية الإعلامية اليوم في ظل هذه التقنيات أصبحت بمسار كبير وخطير ومفاجئ».
وأشار الى ان «المناقشات في المؤتمر تركز على كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي بطريقة إيجابية تخدم العملية الإعلامية، كما نعتقد أن هذا المؤتمر بما سيتمخض عنه من نتائج وتوصيات سيقود إلى خلق بيئة إعلامية مناسبة وقادرة على التعاطي مع هذا الزخم الكبير لهذا التقدم التقني». وبين ان “الحديث عن الذكاء الاصطناعي في الإعلام هو حديث عن القوى الكامنة التي ربما تمتلك القدرة على إعادة تشكيل بنية الإعلام برمته، وقد يفتح أمامنا أسئلة وجودية عن العملية الإعلامية». ودعا الى «تعزيز ثقافة الحوار بدلاً عن تقويضه، وكيف يمكننا أن نكون رواداً للتواصل الإنساني الذي لا توظف فيه التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي لتوليد المعلومات المظللة او الكاذبة سواء كانت نصية او بصرية او سمعية بما تحمله من تأثير سلبي على القيم الإنسانية». وناقش المؤتمر أربعة محاور تتضمن الاثار الثقافية للذكاء الاصطناعي ودوره في الحفاظ على التراث ودور الذكاء لاصطناعي في بناء الخطاب الإعلامي وفي تعزيز ثقافة التسامح والحوار بين الثقافات وقبول الاخر. كما ركز على التربية الإعلامية والرقمية واستخدامات الذكاء الاصطناعي في غرف الاخبار ودوره في بناء اعلام مستدام ومستقبل الإذاعة والتلفزيون في ظل هذه التقنية الجديدة.
وشهد المؤتمر مشاركة باحثين من دول عربية وأجنبية بينها مصر والأردن ولبنان وتونس وفرنسا وليبيا وفلسطين والسودان حيث تُناقش جلساته العلمية على مدار يومين أكثر من 70 ورقة بحثية.