كشف مدير عام دائرة البحوث الزراعية في وزارة الزراعة حاتم كريم عن استنباط أصناف جديدة من البذور الاستراتيجية المحلية تكون ملائمة للأجواء المناخية في العراق، مؤكدا أن هدفنا هو الاهتمام بالمحاصيل الاستراتيجية، وتحقيق الأمن الغذائي في البلاد.
تحقيق اكتفاء ذاتي بمنتوج الحنطة
وقال كريم في تصريح لـ”الزوراء”: إن دائرة البحوث الزراعية هي إحدى تشكيلات وزارة الزراعة العراقية هدفها الأساسي هو الإهتمام بالمحاصيل الاستراتيجية للبلد من أجل الوصول وتحقيق للأمن الغذائي مع زراعة مستدامة للبلد. مشيرا الى أن هذه المحاصيل الاستراتيجية متمثلة بالحنطة وهو المحصول الأساسي لمعظم سكان العالم ومنها العراق، وتأتي بعدها مادة الشعير والذرة وبعض برامج بذور الاعلاف، واي عملية صناعة أو زراعة لهذه المحاصيل تبدأ بتوفر البذور المتخصصة لزراعة المحصول وتسمى ( بالراتب العليا)، وتعد الخطوة الأساسية لأي عملية زراعة لهذه المحاصيل. وأشاد كريم اهتمام الحكومة ضمن برنامجها الحكومي ووزارة الزراعة بكيفية توفير الأمن الغذائي للبلاد بشكل مستدام وتهيئة الظروف الكاملة للاستمرار وتغطية حاجة البلاد من هذه المحاصيل، حيث تم توفير الأموال اللأزمة وتم إعداد البرامج من قبل وزارة الزراعة المتمثلة بوزير الزراعة ومدرائها وهيئة رأي. مشيرا إلى قيام دائرة البحوث بإعداد ستة برامج الاول هو اختيار الرتب الاولى لبذور الحنطة كمحصول استراتيجي ومحصول الشعير والذرة وفول الصويا وبرنامج الاعلاف. مشيرا الى أن هذه تحتاج إلى استنباط أصناف تناسب الظروف المائية في البلاد.
تحديات التغيرات المناخية
ونوه كريم: على الرغم من المشاكل التي واجهت البلاد خاصة في الفترة الأخيرة من متغيرات مناخية التي أحاطت بالعالم ومنها العراق كونه خامس اكثر خمس دول متأثرة حسب احصائية المنظومات العالمية والدولية بسبب ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع نسبة الملوحة وشح المياه الواصلة من منابعها مما تسبب بتأثر القطاع الزراعي بشكل كبير وعلى هذا الأساس اخذت دائرة البحوث هذه الخطط والبرامج لإيجاد حل لهذه المشاكل منها استنباط أصناف تكون أكثر مقاومة وتحملاً للجفاف وارتفاع درجات الحرارة والملوحة، وخلال العامين الماضيين والحكومة الحالية حققت دائرة البحوث ستة أصناف جديدة بمحصول الحنطة، حيث هناك بعض الأصناف للزراعة تلائم في محافظاتنا الجنوبية ذات شح المياه ونسبة الملوحة العالية بالإضافة إلى أصناف ملائمة للمحافظات الشمالية في المناطق الديمية والتي تعتمد على الأمطار وبالنتيجة وفرنا هذه الأصناف المحتملة، وان كان هناك شح بالمياه أو قلة الأمطار مما حقق للموسمين المتتالين الاكتفاء الذاتي للبلاد من الحنطة.
استنباط أصناف محلية جديدة
وتابع كريم: أن الدائرة تمكنت من استنباط أصناف محلية جديدة خاصة للمحاصيل والأعلاف في العراق وهذه الأصناف مخصصة لزراعة الجت والبرسيم لدعم قطاع الثروة الحيوانية. مشيرا أن هذه الخطوة اتخذت لعدم وجود أصناف محلية وانما كل الموجود هو مستورد من خارج البلاد مثل إيران وهندي وغيرها من الدول الاقليمية، وعليه اخذت دائرة البحوث باستنباط اصناف محلية جديده واستنبطت أي سجلت واقترحت وأصبحت معتمدة بالبلاد، واصبح لدينا صنف عراقي ومحلي لمادة البرسيم والجت، بالإضافة إلى استنباط نبات فول الصويا كون أن هناك اهتماما كبيرا لزراعة فول الصويا عالميا، ويعتبر من المحاصيل الاستراتيجية في معظم البلاد سواء كانت للصناعات الغذائيه الزيت وغيرها وصناعات تحويلية كثيرة لهذا النبات ويحول متبقياتها للثروة الحيوانية كاعلاف .
إنتاج صنف زراعي غير محور وراثيا
وأكد كريم تمكن الدائرة من انتاج صنف زراعي محلي غير محور وراثيا. موضحا وجود مشكلة في العراق خاصة بمحددات لاستيراده كون أن معظم الموجود خارج البلاد هو محور وراثي فضلا عن محددات قانونية لتوسع استيراده وزراعتها في البلاد، لذلك أخذت الدائرة على عاتقها هذا الجانب واستنبطت صنفا جدياد ومحلاي سمي( شيماء ووو) كصنف عراقي غير محور نقي من اجل التوسع بهذا الإنتاج، فضلا عن قيام الدائرة بإنتاج صنف عراقي جديد بعد اكتشاف وجود حاجة ملحة لمحصول الذرة والشعير من باب أعلاف الدواجن والتي وصل اسعار استيراد هذا النوع من البذور من الخارج مابين ٢٢ـ٢٤ مليون دينار نتيجة استيرادات الكبيرة وحصل انتاج كثير منعت الدولة الاستلام من المزارعين من أجل تحديد كميات الفائض لذلك أخذت دائرة البحوث على عاتقها انتاج صنف عراقي سمي بالنهرين مع دعم من وزارة الزراعة يصل إلى ٧٠٪ ليكون سعر الطن في دائرة البحوث هو ثلاثة ملايين دينار وهذا حقق عدة فوائد منها توفير عملة صعبة بدل الاستيراد ويكون داعما للموازنة الاتحادية، وثانيا الأصناف العراقية التي تم توفيرها هي أكثر ملائمة للظروف البيئية العراقية وأكثر ملائمة لصحة المواطن العراقي كونه متكيفا على الوضع العراقي وثالثا تحقيق ربحية للمزارع العراقي من خلال تغير الكلف الى الأدنى من ٢٤ إلى ٣ مليون دينار وهذا بحد ذاته دعم للمزارع العراقي وهكذا بقية الأصناف .
وذكر كريم أن الدائرة سباقة بحل كافة المشاكل التي توجه الفلاحين والمزارعين التي توجههم وسرعة إيجاد البدائل، مثلا هناك بعض المناطق الشلبية في محافظات النجف والديوانية، أغلب العوائل والمزارعين تعتاش على زراعة الرز وحال حدوث شح بالمياه منذ موسمين أو ثلاثة مواسم منعت وزارة الموارد المائية زراعة الرز وبالنتيجة أثرت على مجتمع واسع في هذه المناطق من كسب قوته المعاشية، وبذلك أخذت دائرة البحوث على عاتقها هذه المشكلة وإيجاد الحلول من خلال ايجاد صنف ملائم لزراعة الجافة بطريقة الري والرش ودون الحاجة إلى الغمر مما خفض ٧٥٪ من كميات المياه اللازمة، وهذا حقق محصولا استراتيجيا من جهة وكذلك تحقيق باب لمعيشة هذه العوائل في هاتين المحافظتين . وأكد كريم ان الحكومة اخذت بالبنى التحية لمؤسسات الدولة ومنها انشاء عدد من المحطات الجديدة وتأهيل البعض الٱخر، حيث تم إنشاء ثلاث بنايات جديدة في محافظات تكريت وتم تأهيل بناية كبيرة في محافظة النجف كونها مركزا متخصصا لزراعة الشلب وتم إعادة خارطة المخططات البحثية بعد ايجاد بعض المحافظات خلوها من المحطات البحثية مثلا محافظات بابل وكربلاء تم إنشاء محطة جديدة في محافظة بابل تخدم هاتين المحافظتين. مؤكدا عمل جميع محطاتنا هذه بالطاقة الشمسية لتلافي مشاكل انقطاع التيار الكهربائي كون معظم محطاتنا جهزت بمضخات الري بالتنقيط المحوري والثابت تم تجاوز هذه المشاكل وبدأنا نخطط لما هو أبعد من ذلك . وعن المواد التي تم الاكتفاء الذاتي منها،. أكد كريم: حققنا والحمد لله الاكتفاء الذاتي من مادة الحنطة، وأن دائرتنا لاتعاني من وجود مشكلة بالبذور باستطاعتنا تحديد أي محصول مع وجود جميع البذور ذات الرتب العليا المخصصة للزراعة التي يحتاجها البلد، منها بذور الشعير والذرة، ونحن جاهزون ومتى ما تعد لنا الخطط على أتم الاستعداد للامتثال لهذا الواجب. وعن خطة الدائرة للعام الحالي ٢٠٢٥ ، أوضح: هناك خطة سنوية توضع في وزارة الزراعة وتقر من قبل وزارة التخطيط عن كمية البذور التي يحتاجها البلد، ونحن مستعدون لتغطية خطة الاكتفاء الذاتي لهذه السنة .