رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
إكذب ثم إكذب حتى لا يصدقك الناس


المشاهدات 1120
تاريخ الإضافة 2025/04/23 - 9:55 PM
آخر تحديث 2025/04/26 - 10:38 AM

ونحن نعيش في شهر نيسان وما يفرزه هذا الشهر من مداعبات وخاصة الكذبة التي اشتهر بها والتي درج اغلب الناس على ترويجها بداية هذا الشهر وليس بمقدور احد ان يحدد بالضبط المصدر الاصلي لما يعرف بكذبة نيسان ولكن ثمة اتفاق ضمني ان كذبة نيسان هي ممازحة ومداعبة او مقلب بين الاصدقاء الغرض منها الضحك وهي في كل الاحوال تنتظر  ماسيحدث من مفاجآت.. وإذا لم يكن ذلك كافيا لإثارة شكوكك فإن اغلب الناس وبعفوية يقعون في مصيدة الكذبة التي سرعان ما يتداركها الراوي بأنها مزحة بعد مشاهدة ردود فعل المتلقي الذي غالبا ماتخور قواه وينهار، حال سماعه الكذبة التي هي في مجملها كذبة بيضاء الغرض منها الضحك والملاطفة وقد انتشرت هذه الممارسة غير المحببة لدى اغلب الناس واعتبرت ممارسة تقليدية ليس في العراق فحسب بل انتشرت في العديد من دول العالم والغرض منها تحفيز الناس على أمر في غاية الخطورة لغرض الضحك والهزار وهو اسلوب معترف به لدى غالبية الناس، ولا يشكل قضية منافية للقانون لكنه في كل الاحوال عمل غير ملزم وقد حرمته اغلب الاديان السماوية واعتبرت ممارسة الكذب صفة غير حميدة يبغضها الجميع لانها تهز مشاعرهم وتجعلهم في حالة اللاشعور  من الغضب، لكن رغم ذلك تبقى كذبة نيسان هي مزحة منتشرة في غالبية دول العالم باختلاف ألوان شعوبها وثقافتهم، وذهبت اغلبية اراء الباحثين على ان كذبة نيسان تقليد اوربي قائم على المزاح يقوم فيه بعض الناس في الاول من نيسان بإطلاق الشائعات والاكاذيب ويطلق على من يروج لهذه الشائعات والاكاذيب ومن يقع في مصيدتها اسم “ضحية كذبة نيسان “ ولا توجد حقيقة مؤكدة لأصل هذه العادة او الممارسة لكن البعض رجح ان يكون اصلها من اوربا وهو ان الكثير من سكانها  ظلت تحتفل بمطلع العام في الاول من نيسان، حيث يقال انها بدأت في فرنسا بعد تبني التقويم المعدل الذي وضعه شارل التاسع في عام ١٥٦٤ ميلادية ويعلق البعض على هذا ان شهر نيسان يقع في فصل الربيع ومع الربيع يحلو للناس المداعبة والمرح.. ومن الاحداث التي مازالت عالقة في ذهن بعض الاوربيين ماحدث في رومانيا فقد نشرت احدى الصحف خبرا كاذبا بهذه المناسبة اعلنت فيه عن موت واصابة العشرات من المواطنين اثر انهيار سقيفة في احدى محطات السكك الحديدية داخل العاصمة وقد احدث نشر هذا الخبر فوضى بين المواطنين حتى تداركه رئيس التحرير بعد ان نشر خبرا كذب فيه ما تم نشره ومن يومها دأبت الصحيفة على نشر الاخبار الكاذبة مع بداية كل شهر نيسان، لكن في العراق تجري الامور بمنحى اخر حيث اعتادت شخصية بغدادية فكهة من سكان منطقة الاعظمية، ويدعى “ابراهيم عرب“ على اطلاق اكاذيب لا يتصورها العقل والمنطق بمناسبة وغير مناسبة لغرض جذب الناس له ولمقهاه، واعتبره البعض من سكان بغداد من الشخصيات التراثية الفكهة، ونال شهرة واسعة  وهو يدَّعي، وبكل صلافة، قدرته على ايجاد الحلول لكل شيء في الامور السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وكان يقدم اكاذيبه للمواطنين على سجيته مجانا، وقد اعتبر ابراهيم عرب سيد الكذب بلا منازع بعد ان امتهن مهنة الكذب، فكان أغلب الشباب متلهفين لسماع أكاذيبه التي فاقت الخيال.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير