رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
برهم يرهم


المشاهدات 1206
تاريخ الإضافة 2025/04/22 - 9:48 PM
آخر تحديث 2025/04/26 - 12:15 PM

عند إنتهاء فترة حكمهم يتوزع رؤساء الدول بين إحتمالين أما الذهاب الى السجن, أو الى المنزل بإنتظار راتب الرئاسة التقاعدي مع بعض الإمتيازات. الدكتور برهم صالح الذي تولى رئاسة الدولة العراقية لاربع سنوات هي المدة الدستورية (2018 ـ 2022) إختار طريقا ثالثا غير مسبوق وهو  الذهاب الى هارفرد زميلا أقدم مثلما هو توصيفه الحالي. وهارفارد كبرى جامعات العالم ودرة تاج الجامعات الأميركية. طريق ثالث أختاره برهم صالح حامل الدكتوراه في الإحصاء والتطبيقات الهندسية للكومبيوتر من جامعة ليفربول عام 1987. الدكتور صالح هو ثالث ثلاثة أكراد تولوا رئاسة العراق ويحملون شهادات دكتوراه في تخصصات مختلفة. الرئيس السابق فؤاد معصوم أستاذ فلسفة من جامعة عين شمس يالقاهرة, وبرهم صالح دكتوراه إحصاء والرئيس الحالي د جمال عبد اللطيف رشيد دكتوراه في علم الهايدرولكس من جامعة مانشستر. مفارقة جميلة في وقت كان العسكر أو شبه العسكر هم من تولى رئاسة العراق بعد الفترة الملكية التي سقطت عام 1958 بدءا من عبد الكريم قاسم مرورا بالعارفين وإنتهاء بالبكر وهو ضابط محترف وصدام حسين الذي منح نفسه لقب «المهيب الركن» بينما لم يدخل كلية عسكرية. 
بالعودة الى الرئيس  صالح فإنه فضلا عن كونه يحمل سيفيا معتبرا شهادات ومناصب, فإنه ومن خلال تأسيسه الجامعة الأميركية في السليمانية عندما كان رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان. وفضلا عن كون المعايير العلمية والأكاديمية لهذه الجامعة التي يتولى رئاسة مجلس أمنائها وتضم افضل الأساتذة الأجانب والعراقيين فإنه جعل منها ملتقى وطنيا سنويا يجمع  فيه القادة والسياسين والأساتذة والمفكرين فضلا عن أصحاب الرأي والقلم. يجتمع هؤلاء مثلما إجتمعوا الأسبوع الماضي في النسخة السادسة من هذا الملتقى في مدينة السليمانية وفي حرم الجامعة ليناقشوا كل قضايا الساعة ومختلف الشؤون والشجون الداخلية والإقليمية والخارجية. وبالأضافة الى العدد الكبير للحضور ومن مختلف دول العالم والمحافظات العراقية فإنك لايمكن أن تجد خللا لا في البروتوكول بدءا من بوابة الطائرة الى أبواب الفنادق الفخمة التي يتوزع فيها الضيوف فإن الجميع يحرص على الحضور والمشاركة بحيث تجد دائما القاعات مملوءة للآخر فيما يوزع الرئيس برهم صالح وقته بين إستقبال الضيوف من الخط الأول بروتوكليا وهم هذا العام رئيس الوزراء محمد شياع السوداني, ونيجرفان بارزاني رئيس إقليم كردستان ومسرور بارزاني رئيس وزراء إقليم كردستان وبافل طالباني زعيم الإتحاد الوطني الكردستاني وقوباد طالباني نائب  رئيس حكومة الإقليم وضيوفا مميزين آخرين مثل السيد عمار الحكيم وهوشيار زيباري وزير الخارجية الأسبق وبربارة ليف وكيلة وزارة الخارجية الأميركية والهام أحمد المسؤولة البارزة في قوات قسد الكردية شمال شرق سوريا وقائمة أخرى من ضيوف آخرين, ولا ينسى أصدقاءه أيا كانت مشاغله. ففي اليوم الأول من الملتقى وبعد فترة الغداء تلقيت إتصالا هاتفيا من فخامته يعتذر لعدم قدرته بسبب زحمة العمل اللقاء بي ووعدني باللقاء مساءا أثناء دعوة العشاء التي أقامها لكل الوفود المشاركة. كان اللقاء به وبمشاركة عدد من الأصدقاء مميزا حيث تخطى حدود البروتوكول وتناول معنا ليس أطراف الحديث فقط بل النكات فضلا عن التقاط الصور التذكارية. عندما وعدنا وبعد أن حملنا «الأطباق» لنختار مالذ وطاب من أطايب الطعام كان معي على الطاولة الزملاء د طه جزاع, وعبد الهادي مهودر, وزيد الحلي ومحمد التميمي وولدي مصطفى وهو خريج الجامعة الأميركية العام الماضي إتفقنا ثلاثتنا على أن رجلا وهو خارج السلطة قادر على جمع كل هؤلاء من كل انحاء العالم لمناقشة مايدور في أذهان الجميع فإن أي أحد لن يستطيع فعل ذلك  سواه .. أي إنه برهم الذي .. يرهم.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير