كرة القدم لعبة من بين عشرات الألعاب , وممارستها في كل الأحوال هي ضرب من ضروب اللعب شأنها في هذا شأن ابسط لعبة شعبية يلعبها الأطفال بدءا من اللعبة خالدة الذكر “ التوكي “ الى اية لعبة الكترونية .. أي انها لعبة والسلام ..
اما إدارة كرة القدم .. فانها شأن اداري علمي سياسي اقتصادي اعلامي مخابراتي اجتماعي وحتى عسكري .. من اجل تلك البديهية أي ان كرة القدم لعبة , وهذه البديهية بان إدارة الكرة ليست لعبة ينبغي التوقف طويلا للدراسة واستخلاص النتائج .
نعم هذه هي فلسفة كرة القدم بل الرياضة كلها ومن يغفل عن هذه الفلسفة مع مرور الأيام وتتابع السنين سينتج مجتمعا مشوها في اخلاقه وسلوكه وهناك الكثير من الأمثلة العالمية على هذه المجتمعات التي تسعى الماكنة الإعلامية العملاقة بكل مكرها على تقديم صورة غير حقيقية لتلك المجتمعات ولكن الحقيقة لا يمكن ان تحجب ..
وبعد اجتماع اتحاد الكرة في بلدنا الحبيب العراق اول امس السبت ما يدعو الى رفع درجة التحذير من ان الإدارة تحولت الى لعبة , والإدارة هنا ليست اتحاد الكرة وحده ببؤسه وقلة حيلته وانما النظام الاجتماعي كله المستنفر لخدمة الكرة في هذه الأيام العصيبة , والنظام الاجتماعي يعني الدولة بكل مؤسساتها التي رهنت مستقبلها بشكل او بآخر بلعبة .. والتوصيف دقيق لا مجال فيه الى التورية او التذاكي ..
وللمزيد يمكن الرجوع الى مقال سابق لنا قبل أسابيع في نفس هذا المكان بعنوان “ ضبط الموجة ..وتغيير النغمة “ .. فالتشويش ما زال قائما والنغمة ما زالت عاجزة عن التعبير عما يحدث , وقد ضاعف انعقاد اجتماع الاتحاد من ذلك التشويش وزادت تصريحات بل تهديدات مدرب المنتخب المقال الاسباني كاساس طينته بلة على بلة ..
ان التأهل الى نهائيات كأس العالم بكل الأحوال ليس حلما الا في حدود الخيالات المتواضعة المرتبطة بالانتخابات التشريعية للبلاد واحزابها وكياناتها التي صارت تعد بالمئات وكذلك في خيالات إدارة الاتحاد التي ضيعت الخيط بل انها دخلت ميدان الإدارة من غير خيط أصلا وفي يدها عصفور مشاكس يتفلت من بين أصابع اليد الواحدة ساخرا من هذا الذي يقبض عليه ويبسط ظنا منه التحكم فيه , وما يدري ان هذا العصفور لا يفارق يده ليس قهرا وانما مزاجا مستهزئا بهذه اليد المرتجفة التي يتلاعب بقوة قبضتها عقل مشوش وقلب خائف ..
والا من هو المنتخب الأردني الشقيق ؟ والسؤال فني تمتلئ حروفه بكل معاني الاحترام والمحبة ..ومثله المنتخب الكوري الجنوبي المحشور في اتعس أيام نحسه ..من هما في حسابات التاريخ والإدارة الناجحة مقابل المنتخب العراقي ؟
لا تعالي ولا غرور وانما هي حقيقة يهرب من الأقرار بها من جعل من إدارة الكرة لهوا ولعبا وهي ليس كذلك بخيرها وشرها , وشرها اكثر من خيرها , فاذا كان عصيا إعادة البراءة للعبة فلا ينبغي ان تغيب الجدية عن ادارتها .