يُعدُّ الفنان التشكيلي حسين البلداوي أحد أبرز رموز الفن العراقي المعاصر، حيثُ تمتدُّ مسيرته الإبداعية لأكثر من خمسة عقود، قدَّم خلالها أعمالًا فنيةً تنوَّعت بين الرسم والنحت، مُعبِّرًا عن قضايا الإنسان والمجتمع بأساليب فنيةٍ متجددة.
في هذا اللقاء نغوص في أعماق التجربة الفنية للفنان التشكيلي العراقي حسين البلداوي، مستكشفين محطات مسيرته الفنية وتأثيراته وتطلعاته المستقبلية.
* كيف بدأت رحلتك مع الفن التشكيلي، ومن كان له التأثير الأكبر على أسلوبك الفني؟
- بدأت رحلتي الفنية منذ المرحلة الابتدائية، حيث كنت أجد متعة كبيرة في استخدام الألوان والأشكال للتعبير عن أفكاري ومشاعري. حظيت بتشجيع كبير من معلميّ ووالديّ، مما دفعني للاستمرار والتطور. تأثرت بشكل خاص بالفنان الكبير فائق حسن، حيث انطلقت من الواقعية في أعمالي الأولى، ثم تطورت نحو أساليب وتقنيات متعددة مع مرور الزمن. في معرضك الأخير «دوامات في رحلتي»، قدمت أعمالًا متنوعة.
* ما الرسالة التي أردت إيصالها من خلال هذا المعرض؟
- في معرضي الحادي عشر «دوامات في رحلتي»، الذي أُقيم على قاعة كولبنكيان في بغداد، قدمت 26 لوحة فنية وخمسة أعمال نحتية. كانت هذه الأعمال بمثابة انعكاس لتجربتي الفنية الممتدة على مدى خمسين عامًا، حيث استخدمت تقنيات وخامات متنوعة للتعبير عن مكنونات الروح ومعاناة الإنسان العراقي، مع التركيز على الأمل والتطلع نحو مستقبل أفضل.
* كيف تصف أسلوبك الفني والتقنيات التي تعتمدها في أعمالك؟
- أميل في أعمالي إلى التجريد والرمزية، مع توظيف تقنيات معاصرة تحاكي همومنا وقضايانا. أحرص على استخدام الألوان بشكل يعبر عن الفرح والبهجة، وأستثمر العناصر التشكيلية لإيصال رسائل إنسانية تعكس الواقع الذي نعيشه.
* ما الدور الذي تلعبه المرأة في لوحاتك، ولماذا تحظى بهذا التركيز في أعمالك؟
- المرأة تمثل عنصرًا أساسيًا في الحياة والمجتمع، وهي رمز للوطن والأمل. لذلك، أجد نفسي منجذبًا لتجسيدها في لوحاتي، حيث أعبّر من خلالها عن قضايا إنسانية واجتماعية متعددة، وأسلط الضوء على دورها المحوري في بناء المجتمع.
* كيف ترى دور الفن التشكيلي في المجتمع العراقي، وما تطلعاتك لمستقبل الحركة التشكيلية في العراق؟
- الفن التشكيلي له دور كبير في نقل الواقع والتعبير عن هموم المجتمع وآماله. أطمح أن يحظى الفنانون التشكيليون في العراق بدعم أكبر من المؤسسات الثقافية والرسمية، وأن تتاح لهم فرص أوسع لعرض أعمالهم والتواصل مع الجمهور. كما أتمنى أن يسهم الفن في تعزيز قيم الجمال والسلام والتعايش في المجتمع.
* ما مشاريعك وخططك المستقبلية في المجال الفني؟
- أعمل حاليًا على التحضير لمعرضي الشخصي القادم، حيث أسعى لتقديم أعمال جديدة تعبر عن تطور تجربتي الفنية وتتناول موضوعات معاصرة. كما أهدف إلى المشاركة في معارض دولية لتعزيز التواصل مع الفنانين والجمهور على المستوى العالمي.
* كيف تقيم تجربتك في العمل مع وسائل الإعلام والتلفزيون، وما تأثير ذلك على مسيرتك الفنية؟
- عملي في التصوير السينمائي لبرامج القسم الثقافي في تلفزيون بغداد أتاح لي فرصة توثيق الأنشطة الفنية والثقافية والتعرف على أحوال الفنانين في العراق. هذه التجربة أثرت بشكل إيجابي على مسيرتي الفنية، حيث وسّعت من مداركي وأسهمت في تطوير رؤيتي الفنية.
* ما الرسالة التي تود توجيهها للشباب الفنانين في العراق؟
- أنصح الشباب الفنانين بالاستمرار في تطوير مهاراتهم والبحث عن أساليب جديدة للتعبير، مع الحفاظ على هويتهم الثقافية. كما أدعوهم للاستفادة من تجارب الفنانين السابقين والتعلم من مسيرتهم، وأؤكد على أهمية الصبر والمثابرة في تحقيق الأهداف الفنية.
* كيف ترى تأثير الأحداث السياسية والاجتماعية على الفن التشكيلي في العراق؟
- لا شك أن الأحداث السياسية والاجتماعية تترك بصماتها على الفن التشكيلي، حيث يعكس الفنانون من خلال أعمالهم واقع المجتمع وتحدياته. أعتقد أن الفن يمكن أن يكون وسيلة للتعبير عن المعاناة والأمل، وأن يسهم في توعية المجتمع وبناء جسور التواصل بين أفراده.
* ما أبرز التحديات التي تواجه الفنان التشكيلي في العراق اليوم؟
- من أبرز التحديات التي نواجهها هي قلة الدعم المادي والمعنوي، وندرة الفرص لعرض الأعمال والتواصل مع الجمهور. كما أن الظروف الاقتصادية والسياسية تؤثر على الحركة الفنية بشكل عام. لذا، نأمل في تحسين هذه الظروف وتوفير بيئة مناسبة للإبداع الفني.
* كيف تقضي وقتك عندما لا تكون منشغلاً بالرسم أو النحت؟
- أستمتع بقراءة الكتب الفنية والأدبية، وأحرص على زيارة المعارض والمتاحف للاطلاع على أحدث الأعمال والتقنيات. كما أحب قضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء، والتواصل مع زملائي الفنانين لتبادل الأفكار والخبرات.
* هل هناك فنان معين تتمنى التعاون معه في مشروع مستقبلي؟
- هناك العديد من الفنانين المبدعين في العراق والعالم العربي الذين أكنّ لهم احترامًا كبيرًا. أتمنى أن تتاح لي الفرصة للتعاون مع بعضهم في مشاريع فنية مشتركة تسهم في إثراء الحركة التشكيلية وتبادل الثقافات.
* ما العمل الفني الذي تعتز به بشكل خاص، ولماذا؟
- أعتز بجميع أعمالي، لكن هناك بعض اللوحات التي تحمل ذكريات وتجارب خاصة. على سبيل المثال، لوحتي «الخلاص» تعبر عن مشاعر عميقة وتجسد مرحلة مهمة في مسيرتي الفنية، حيث استخدمت فيها تقنيات وألوان تعبر عن الأمل والتفاؤل.
* كيف ترى دور النقد الفني في تطوير الفنان وأعماله؟
- النقد الفني البناء يلعب دورًا مهمًا في تطوير الفنان، حيث يسلط الضوء على نقاط القوة والضعف في الأعمال، ويوجه الفنان نحو تحسين مهاراته وتوسيع آفاقه.
يذكر أن حسين البلداوي فنان تشكيلي له وزنه المعروف في الأوساط الفنية مسقط رأسه (بلد)بغداد 1955.
_مشرف اختصاصي تربوي للفنون/ متقاعد حالياً.. عضو نقابة الفنانين العراقيين.
- عضو جمعية التشكيليين العراقيين.
_عضو مجلس الكتاب والأدباء والمثقفين العرب.
_عضو جماعة بصمات الفنانين التشكيليين العرب في القاهرة .
-عضو المركز العالمي للفنون التشكيلية.
_حاصل على شهادة بكالوريوس فن في الفنون التشكيلية / فرع الرسم من أكاديمية الفنون الجميلة / جامعة بغداد عام 1977.
_عمل في التصوير السينمائي في القسم الثقافي/ تلفزيون بغداد/ المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون من عام 1976.. عمل مدرسا للتربية الفنية في المدارس.. عمل مديرا لمعهد الفنون الجميلة في السليمانية 1984_1985ومدرسا للرسم (فن الجداريات) في معهد الفنون الجميلة لعدة سنوات.