رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
الذكاء الإصطناعي ثورة صامتة في إدارة الموارد البشرية


المشاهدات 1367
تاريخ الإضافة 2025/04/07 - 9:26 PM
آخر تحديث 2025/04/19 - 3:42 PM

في عالم يتسارع فيه التطور التكنولوجي برسم مذهل، لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد خيال علمي أو أداة تكنولوجية معقدة تستخدم من قبل المتخصصين فقط بل أصبح شريكا رئيسا وفاعلا في تطوير العديد من المجالات، ومن أبرز هذه المجالات هو الموارد البشرية والذي يشهد ثورة حقيقية بفضل هذه التقنيات الذكية.
تخيل أنك مديرا لقسم الموارد البشرية في شركة تضم آلاف الموظفين وتتلقى يوميا مئات السير الذاتية لوظيفة شاغرة، وهنا تبدأ المعضلة تحديدا فكيف لك أن تختار الأفضل؟ وكم من الوقت وساعات العمل سيستغرق هذا الاختيار، هنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي فيفضل تقنيات مثل (معالجة اللغة الطبيعية (NLP)، أصبحت البرامج الذكية قادرة على تحليل السير الذاتية وبسرعة فائقة، ومن ثم مطابقتها مع متطلبات الوظيفة بدقة عالية، وكمثال في شركات مثل (Linkedin) و (Workday) تستخدم هذه التقنيات التفاضل بين المرشحين وتختار الأكثر ملائمة، مما يوفر وقتا وجهدا كبيرين.
لا تنتهي القصة عند التوظيف فالذكاء الاصطناعي يتدخل أيضا في التطوير ايضا، فمن خلال تحليل بيانات الأداء، يمكن لهذه الأنظمة تحديد نقاط القوة والضعف لدى الموظفين، واقتراح البرامج التدريبية المخصصة لهم، فعلى سبيل المثال طورت شركة (104) نظاما يدعى (Watson)، ويستخدم هذا الذكاء الاصطناعي لتحليل مهارات الموظفين وتوجيههم نحو الدورات التي تعزز كفاءتهم وتطورهم الوظيفي والذكاء الاصطناعي يلعب دورا اساسيا في تحسين أداء الموظفين، فمن خلال الروبوتات الذكية (Chathots) )، يمكن للذكاء الاصطناعي الرد على استمارات الموظفين بشكل فوري، سواء كانت بالرواتب أو الإجازات أو السياسات الداخلية والإجراءات، شركة (Unilever) على سبيل المثال، تستخدم روبوتات ذكية للتواصل مع موظفيها في أكثر من 100 دولة، مما. يعزز الكفاءة ويقلل من الأخطاء البشرية .
أن استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الموارد البشرية يثير التساؤلات حول خصوصية البيانات، فكيف تضمن أن الخوارزميات لا تميز ضد قلة معينة من المرشحين وهنا يأتي دور الإنسان في مراقبة وتوجيه هذه التقنيات لضمان العدالة والشفافية في النهاية، فالذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة أو برامج تستخدمها، بل هو شريك فاعل سيعيد وباحترافية شديدة تشكيل عالم الموارد البشرية، فمن التوظيف إلى التدريب ، حيث ستفتح هذه التقنيات افاقا جديدة كليا لم تكن تتصورها قبل عقد من الزمن، وكما يقول اصحاب الاختصاص، المستقبل ليس لمن يمتلك البيانات، بل لمن يعرف كيف يستخدمها بذكاء.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير