بوب وودورد (Bob Woodward) هو صحفي أمريكي شهير وكاتب تحقيقات استقصائية يعمل في صحيفة واشنطن بوست منذ عام 1971. وُلد في 26 مارس 1943، واشتهر بتحقيقاته الجريئة التي كشفت عن فضائح سياسية كبيرة، أبرزها فضيحة «ووترجيت» التي أدت إلى استقالة الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون عام 1974. تميز وودورد بقدرته على الوصول إلى مصادر سرية داخل الحكومة الأمريكية ومؤسسات الدولة، مما جعل كتبه وتحقيقاته تؤثر على الرأي العام والسياسة الأمريكية.
نشر وودورد العديد من الكتب الأكثر مبيعًا، التي توثق كواليس السياسة الأمريكية، والأحداث العالمية المهمة، ومنها كتب تناولت رؤساء مثل جورج بوش وباراك أوباما ودونالد ترامب.
يتميز أسلوبه بالسرد التفصيلي والنقل الحي للمواقف السياسية، ما يجعله من أبرز كتاب التحقيقات الاستقصائية في العصر الحديث.
من خلال مراجعة الكتاب، يظهر أن بوب وودورد يعرض وجهات نظر متباينة للقادة والدبلوماسيين بشأن القضية الفلسطينية، مع التركيز على المواقف والتوجهات السياسية والأمنية.
بوب وودورد ينقل الروايات بطريقة سردية تُبرز الجوانب السياسية والعسكرية أكثر من التركيز على الجوانب الإنسانية أو التاريخية للقضية الفلسطينية، مما قد يُظهر بعض الميل نحو الطرح الرسمي الغربي الذي يركز على الأمن والاستقرار أكثر من الحقوق.
أمثلة قد تشير إلى انحيازه للرواية الإسرائيلية:
1. التركيز على التهديد الأمني من حماس:
يصف الكتاب التهديدات الأمنية التي تواجهها إسرائيل نتيجة لوجود حماس في غزة، مستعرضًا الهجمات العسكرية وخطط حماس التفصيلية، مما يعزز الصورة الأمنية الإسرائيلية دون التطرق الكافي إلى الظروف الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في غزة.
2. التهميش النسبي للقضية الفلسطينية كقضية حقوقية:
يظهر من تركيز الكتاب على آراء القادة العرب الذين يدعون إلى التعامل مع السلطة الفلسطينية وعدم التعاون مع حماس، وكذلك موقف الولايات المتحدة التي تعتبر حماس تهديدًا. هذا التركيز قد يوحي بتجاهل للبُعد الحقوقي والمطالب الشرعية للفلسطينيين مثل حق تقرير المصير وإقامة الدولة
3. تقديم حماس كعقبة أمام الاستقرار:
وردت اقتباسات عدة تشير إلى أن القادة، مثل السيسي ومحمد بن سلمان، يرون في حماس عائقًا أمام استقرار المنطقة، مما قد يعطي انطباعًا بأن المقاومة الفلسطينية مُعرقلة للاستقرار وليس تعبيرًا عن نضال مشروع.
إجمالاً:
يظهر من أسلوب العرض في الكتاب أن الكاتب قد يميل إلى طرح يتماشى مع الرواية الغربية الرسمية التي تركز على الاستقرار والأمن بالدرجة الأولى، مما قد يراه البعض انحيازًا لرواية الاحتلال.
ملخص الكتاب
في كتاب «الحرب» لبوب وودورد، يناقش عدة نقاط تتعلق بفلسطين والمقاومة وحركة حماس والقضية الفلسطينية بشكل عام.
فيما يلي تلخيص لبعض هذه النقاط التي تهمنا لأن الكتاب يتطرق لأحداث سياسية أخرى في مناطق جغرافية مختلفة:
1. الدور السياسي لحماس:
يظهر الكتاب مدى تعقيد الوضع السياسي لحماس، حيث يعتبرها بعض القادة العرب، مثل الملك عبد الله، فرعًا من جماعة الإخوان المسلمين وسببًا في المشاكل الإقليمية. يركز الملك عبد الله على ضرورة عدم التعاون معها، ويرى أنه يجب العمل مع السلطة الفلسطينية التي تتمتع بشرعية دولية أوسع.
2. التعامل الدولي مع حماس:
يعرض الكتاب نقاشات بين الدبلوماسيين الأمريكيين، حيث يظهر موقف الولايات المتحدة في عدم رغبتها في أن تصبح حماس جزءًا من الحل السياسي في فلسطين، لكنهم يعترفون بأهمية تحسين وضع غزة. كما يُشير الكتاب إلى جهود الدبلوماسيين الأمريكيين، مثل بلينكن، في تأمين هدوءٍ مؤقتٍ وإبرام اتفاقيات لتبادل الرهائن كوسيلة للضغط على حماس.
3. سياسات نتنياهو:
يشير الكتاب إلى أن نتنياهو، قد اعتمد سياسة صارمة تجاه حماس؛ حيث يدفع باتجاه القضاء على تهديد حماس تمامًا. ومع ذلك، يظهر الكتاب تعقيد قرارات نتنياهو، فقد سمح مؤخرًا بزيادة عدد تصاريح العمل لسكان غزة داخل إسرائيل كوسيلة لتحسين الاقتصادين الإسرائيلي والفلسطيني، على الرغم من المخاوف الأمنية المرتبطة بهذه الخطوة.
4. التصعيد العسكري والهجمات:
يتحدث الكتاب عن الهجمات العسكرية المتكررة بين إسرائيل وحماس، ويذكر حادثة الهجوم الكبير الذي شنته حماس في أكتوبر، الذي صدم أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية على حد سواء. ويعتبر هذا الهجوم واحدًا من الأحداث المفاجئة التي دفعت إسرائيل إلى تبني سياسات أكثر صرامة للقضاء على حماس.
5. رؤية الدول العربية للحل:
يشير الكتاب إلى دعم بعض القادة العرب لرؤية حل سياسي يشمل السلطة الفلسطينية، ويهدف إلى استقرار المنطقة بشكلٍ عام.
ويُلاحظ أن هناك اهتمامًا بمرحلة ما بعد حماس، حيث يتساءل بعض القادة عن من سيقود غزة إذا تم تفكيك حماس، ويشيرون إلى ضرورة وجود قيادة فلسطينية مؤهلة للعب دور فاعل في المستقبل.
تلخص هذه النقاط جوهر التحديات التي تواجهها القضية الفلسطينية وحركة حماس ضمن السياقات الإقليمية والدولية، وتلقي الضوء على تباين وجهات النظر حول كيفية التعامل معها.
الحلول المقترحة من قادة الدول العربية
في كتاب «الحرب» لبوب وودورد، تم استعراض بعض المقترحات والحلول التي قدمها قادة الدول العربية حول أزمة غزة ودور حماس.
منها:
1. دور مصر:
اقترح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقاء مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن وضع قوات مصرية على الأرض في غزة للمساعدة في استقرار المنطقة بعد انتهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية.
هذا الاقتراح كان مشروطًا بدعم من الولايات المتحدة ودول عربية أخرى لتوفير القوة اللازمة.
2. الإمارات:
قدم الشيخ محمد بن زايد، اقتراحًا لدعم العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد حماس بشرط توفير مساحة للمساعدات الإنسانية وإنشاء مناطق آمنة لتقليل الخسائر المدنية. كان الشيخ محمد يؤكد على أهمية السيطرة على عنف المستوطنين في الضفة الغربية كجزء من الجهود الهادفة لتخفيف الغضب الشعبي تجاه الأحداث الجارية.
3. السعودية:
رفض ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تخصيص أي موارد مالية لإعادة إعمار غزة إذا كانت العملية ستؤدي إلى تكرار الهجمات دون استقرار حقيقي. كان الأمير محمد قلقًا من عواقب إعادة بناء بنية تحتية يمكن تدميرها مرة أخرى، مما يجعله يركز على ضرورة وجود التزامات سياسية ثابتة.
4. موقف الأردن ومصر من مستقبل غزة:
أعرب وزراء الخارجية المصري والأردني عن موقف مشترك بضرورة التفكير في «اليوم التالي» للصراع في غزة، مع التركيز على الحاجة إلى وضع خطة شاملة تشمل حلًّا سياسيًّا يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة.
وقد شددوا على أن إنهاء وجود حماس وحده لن يحقق استقرارًا طويل الأمد دون أفق سياسي واضح.
5. الوساطة في ملف الرهائن:
تُظهر قطر دورًا نشطًا في الوساطة بشأن الأسرى لدى حماس. ويذكر الكتاب اجتماعًا بين الأمير تميم ووزير الخارجية الأمريكي بلينكن، حيث أعرب الأمير عن استعداده للمساعدة في إيجاد حلول لتحرير الأسرى، وأكد ماكغورك (منسق الشرق الأوسط) أن الطريق لتهدئة الأوضاع يبدأ من خلال «صفقة تبادل»، مما يعزز فكرة قطر كوسيط بين الولايات المتحدة وحماس.
اقتباسات شغلت الرأي العام
من أهم الاقتباسات التي تم تداولها وشغلت الرأي العام ما ورد في كتاب «الحرب» لبوب وودورد على ألسنة قادة عرب حول حلول لأزمة غزة، منها:
1. عبد الفتاح السيسي:
قال في لقاء مع وزير الخارجية الأمريكي، بلينكن، «أنا مستعد لوضع قوات على الأرض، لكن نحتاج إلى دعم الولايات المتحدة. يمكنني جلب دول عربية أخرى».
2. محمد بن زايد:
عبر عن موقفه قائلاً: «يجب القضاء على حماس... يمكننا أن نعطي إسرائيل المجال لتدمير حماس، لكن يجب على إسرائيل أن تعطينا مساحة. دعوا المساعدات الإنسانية تدخل. أنشئوا مناطق آمنة للتأكد من أنهم لا يقتلون المدنيين».
3. محمد بن سلمان:
قال للأمريكيين بوضوح: «لن ندفع لتنظيف فوضى بيبي. إذا دمرت إسرائيل كل هذا، فلن ندفع لإعادة بنائه»؛ وذلك بسبب قلقه من تكرار الصراع بعد إعادة الإعمار.
4. وزير الخارجية المصري سامح شكري ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي:
عبرا عن رفضهما مناقشة «اليوم التالي» في غزة ما لم تكن هناك خطة واضحة لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة، قائلين إن الوضع يتطلب أفقًا سياسيًا واضحًا، وإلا فإن الحلول العسكرية لن تكون كافية.
5. وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني:
تلعب قطر دورًا كبيرًا كوسيط في الأزمة، حيث نقل الكتاب عن وزير الخارجية القطري قوله أن على حماس فهم أن «لا أحد يقبل ما فعلوه» في إشارة إلى الانتقادات الدولية للهجمات التي شنتها الحركة.
هذا يعكس محاولة قطر تحقيق توازن بين دعم حماس ومحاولة تخفيف الانتقادات الدولية تجاه أفعالها.
تسريبات صادمة
وردت في كتاب «الحرب» لبوب وودورد، بعض التسريبات والتصريحات الصادمة، والتي أبرزت عمق الخلافات والمواقف الصعبة التي يواجهها القادة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والأزمات الأخرى منها:
1. غضب الرئيس الأمريكي بايدن من إسرائيل:
في محادثة مع نتنياهو، أعرب بايدن عن استيائه العميق من سلوك إسرائيل،
قائلاً: «أنت تعلم أن الانطباع السائد عن إسرائيل حول العالم هو أنها دولة مارقة، لاعب غير مسؤول».
2. انتقادات القادة العرب لإسرائيل:
نقل عن وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، استنكاره لاغتيالات إسرائيل خلال التفاوض
حيث كتب: «كيف يمكن للوساطة أن تنجح عندما تغتال إحدى الأطراف المفاوض من الطرف الآخر؟»
3. موقف القيادة الإسرائيلية من حماس وإيران:
أكد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في أحد التصريحات أن إسرائيل لا تواجه فقط حماس، بل شبكة كاملة من القوى المدعومة من إيران.
قائلاً: «نحن نواجه ليس فقط حماس في غزة، بل نواجه إيران ومحور إيران بالكامل، جميع وكلاء إيران».
4. تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي حول الذخيرة:
خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن إلى إسرائيل، طالب نتنياهو بالذخيرة بشكل مكثف، مشيرًا إلى أن الأولوية الأولى لإسرائيل هي تأمين الإمدادات العسكرية.
قائلاً: «نحتاج إلى ثلاثة أشياء: الذخيرة، الذخيرة، الذخيرة».
ورد عليه بلينكن: «جاهزين.. جاهزين.. جاهزين»
نصيحة بحذر
أنصح بقراءة الكتاب، خاصة لمن يهتم بفهم تعقيدات السياسات الدولية وتفاعلات القوى الكبرى في منطقة الشرق الأوسط.
بوب وودورد يقدم في كتابه «الحرب» نظرة عميقة حول كيفية صنع القرارات السياسية الكبرى في سياقات حساسة، بما في ذلك الصراع في غزة وعلاقات إسرائيل مع دول المنطقة.
أما عن نشر ما ورد فيه، فيمكن أن يكون مفيدًا نشر أجزاء من الكتاب وتلخيص بعض وجهات النظر حول الصراع، ولكن من الضروري التعامل بحذر.
قد تتطلب بعض المواضيع والمعلومات سياقًا توضيحيًا أو تحليلاً دقيقًا، خاصة أن الكتاب قد يميل أحيانًا نحو منظور معين يركز على الأمن والسياسة من وجهة نظر غربية. لذلك، عند نشر ما ورد فيه، يُنصح بإضافة تحليلات تعكس جوانب أخرى من القضية الفلسطينية والأبعاد الإنسانية والحقوقية، لتحقيق التوازن وطرح وجهات نظر شاملة تخدم النقاش العام بشكل موضوعي.
إذا وصلت إلى هنا..
أعتقد أنك حصلت على خلاصة جهد استمر لأكثر من 15 ساعة من القراءة والبحث والتلخيص لما يزيد عن 430 صفحة، وأصبحت لديك دراية بمحتوى كتاب يشغل الرأي العام.