كانت أول مرة يرى فيها أهل بغداد الطائرة عام 1915، في اثناء الحرب العالمية الاولى، إذ ظهرت في سماء بغداد طائرة حربية انكليزية، ما اصاب البغداديين العجب، وقال بعضهم ( حديد ونار  وبالسما طيار .. يا حافظ يا ستار).
 وفي أيلول 1927، التحقت اول بعثة عراقية بكلية كرانول في إنجلترا للتدريب على الطائرات وعادت البعثة في 22 نيسان 1931 ، حيث بدأ تشكيل القوة الجوية العراقية وكان اول سرب يتكون من طائرات جبسي ماوث وأليس ماوث ثم استبدلت بطائرات نسر وفيوري.
وكان الطيارون الخمسة الذين وصلوا بسلام الى ارض الوطن هم محمد علي جواد ونامق الطائي وموسى علي واكرم مشتاق وحفظي عزيز.
ويعود أصل الطائر الاخضر الى العقد الاول من تأسيس الدولة العراقية الحديثة ، فمنذ عام 1921 كان مرتبطاً بالطيران المدني وتابعاً لوزارة الدفاع العراقية وقبلها كان تحت سلطة الاحتلال البريطاني. 
 وعندما أنشئ أول مطار  مدني في العراق عام 1931 ، والذي عد من أهم المطارات آنذاك والذي هبطت به أولى الطائرات عام 1932 وبقي كذلك حتى بعد بناء مطار بغداد الدولي بين عامي 1979م و1982، إذ تحول لاحقًا إلى مطار عسكري  وقاعدة حربية ثم صار اليوم مجمع سكني كبير.. وكان الملك فيصل الاول قد افتتح المطار المدني في احتفال رائع..  وكان المطار مؤلفا من طابقين يحتوي كل منهما ثلاث صالات كبيرة وغرف اخرى عديدة ويحوي أيضا ثلاث شركات عالمية هي شركة الطيران الامبراطورية الانكليزية ثم شركة الطيران الهولندية وشركة الطيران الفرنسية .
وتشير بعض الوثائق الى ان جهود إنشاء خطوط للطيران المدني العراق ابتدأت عندما قررت الهيئة الادارية لجمعية الطيران العراقية (نادي فرناس الجوي) بتاريخ 18-5-1938 اسثمار فائض حملة التبرعات الوطنية لشراء طائرات حربية عددها 15 طائرة في شراء ثلاث طائرات مدنية من بريطانيا من نوع هافيلانج دراكون وصلت بغداد في 10-1-1938 وباشرت رحلاتها الى ايران وسوريا .
وفي عام 1945 خولت ادارة سكك حديد الحكومة العراقية تأسيس مصلحة فرعية لها باسم ( مصلحة الخطوط الجوية العراقية)، وكان لجمعية الطيران العراقية دور كبير في تأسيس هذه المصلحة والتوعية بأهميتها في النقل الجوي .
ويقول عبد الرزاق الهلالي في معجمه المعروف : ان العراق لم يكن يمتلك طيارين عراقيين حائزين على المؤهلات اللازمة للمباشرة في تأسيس شركة للطيران المدني لذلك طلبت الى شركة - بي اوه اي سي - الخطوط الجوية البريطانية لما وراء البحار اعارتها بعض الطيارين وغيرهم من الفنيين والقيام بإسداء المشورة الفنية .. كانت الاتفاقية المعقودة بينهما لهذا الغرض تنص على وجوب تدريب العراقيين في جميع فروع المصلحة لكي يتسنى التخلي عن الموظفين المعارين تدريجيا واحلال عراقيين محلهم.. وقامت شركة الخطوط الجوية العراقية باستئجار خمس طائرات من نوع ( دي هافيلاند رابيد )حيث جيء بها الى بغداد، وفي 29 كانون الاول 1946 بوشر بتسيير رحلات جوية بين بغداد والبصرة بواقع رحلتين يوميا.
وفي شهر اذار 1946 تم فتح خط جوي بين بغداد وبيروت، وفي السنة ذاتها استؤجرت طائرتان من نوع (داكوتا ) واستخدمت ثلاث طائرات جديدة من طراز ( فيكرز فايكنك ) قادها الكابتن فؤاد عازر هو وزميله الكابتن يوسف خوري .
ومن خلال السعي باتجاه تدريب الطيارين العراقيين فقد تم الوصول الى انجازات مهمة، منها انه صار لدى الخطوط الجوية العراقية (23 ) طيارا مدنيا عراقيا بينما لدى الخطوط الجوية العراقية سنة 1946 (11) طيارا بريطانيا وقد تقلص عددهم سنة 1955 الى (5 ) فقط.
وفي سنة 1947 أوفد للتدريب في انكلترا عدد من الطيارين العراقيين.. وفي عام 1950 تضاعف اهتمام الناس بالطيران ونظمت رحلات للحج حينها واهتمت مصلحة الخطوط الجوية العراقية بشراء طائرات جديدة . 
ولم تعبر سنة 1953 إلا وتم شراء  ثلاث طائرات حديثة تتسع لـ 50 راكباً نوع (فايكاونت) من شركة فيكرز ارمسترونغ  الانكليزية وصلت سنة 1955 ، وبوشر باستخدامها في الخطوط ما بين بغداد وعواصم الشرق الاوسط.
وفي نيسان 1956 قامت (مصلحة الخطوط الجوية العراقية ) بتسيير رحلة جوية بين بغداد ولندن وبين كراجي وبومباي وبغداد .
وهكذا فإن (مصلحة الخطوط الجوية العراقية) منذ عام 1956 سارت على الطريق الصحيح، ومما زاد من شهرة هذه الخطوط انها امتلكت تاريخا نظيفا من ساعات الطيران حيث لم تتعرض لأية مشاكل او كوارث وتميزت بسلامة السفر والدقة في المواعيد. 
واليوم ما زلنا نحلم بجهود الخيرين أن يعود الطائر الاخضر الى سابق عهده، بل أننا على يقين من عودته أقوى وأهيب بوصفه طائرا أصيلا يحمل جينات النجاح أينما حل وارتحل.