سعدية الزيدي فنانة اصيلة، ممثلة وشاعرة عراقية، ولدت في مدينة العمارة بمحافظة ميسان، وهي من الوجوه الفنية التي تتذكرها الشاشة العراقية، قدمت للسينما والمسرح والتلفزيون أدوارا عديدة ومختلفة في المسرح والتلفزيون والسينما والاذاعة. من أبرز أعمالها مقامات أبو سمرة / أطراف المدينة / الشريعة / خيط البريسم / مهب الريح / يد واحدة لا تصفق / السعادة بالملايين / كما ان دورها لا يمكن نسيانه في مسرحية “كلكامش” من إخراج سامي عبد الحميد، حيث جسدت فيها شخصية “سيدوري” صاحبة الحانة وزوجة الإله اتونابشتم.
يمر المسرح العراقي بفترة تجاوزتها المسارح العالمية منذ بدايات تأسيسها حين كانت المرأة غائبة ويؤدي دورها الرجل وهو ما تعيشه المسارح العراقية بالأمس من خلال تأدية الرجل لدور المرأة أو المرأة لأكثر مندور في المسرحية الواحدة، لقد عبر الأكاديميونالمسرحيين الذي لا تختلف آراؤهم عن الرأي الذي يذهب إلى أن طبيعة المجتمع هي التي شكلت عائقا يحول دون أن يكون للمرأة دور في الحركة المسرحية مبكرا والفنية بصورة عامة. القضية مرتبطة بأوضاع المجتمع كلما كان المجتمع مزدهر من الناحية الثقافية الاجتماعية الحياتية، عموما انفتاحات على الحياة فحقق للمرأة العراقية دور مؤثر في الحركة المسرحية ليس المسرحية فقط إنما الحركة الفنية عموما.. وهذه حقيقة لا تصنع أو تظهر للعيان أو الوجود بأمر إداري أو وزاري إنما هي تنمو هي جذور تنمو تترعرع ومن ثم تزدهر تورق وفي الأخير نقطف ثمارها بطريقة صحيحة وصحية وعقلانية. من جانبها لا تبدو وزارات الثقافة المتعاقبةللعمل أمام تغيير الواقع الفني في العراق إذ أنها تتهم قوى دينية لم تسمها بالعمل على تغييب المرأة عن الساحة الفنية.
فكانللفنانة الرائدة سعدية الزيدي فضائل في تعزيز دور المرأة في المسرح ومن ثم التلفزيون والسينما لذلك احتفظت الدراما العراقية (مسرح وتلفزيون) بملامح لا يمكن نسيانها مهما مرت السنوات، ومهما تعاقبت الأجيال، لأنها ضمن الوجوه التي حفرت في ذاكرة الناس بما قدمته من عمل جاد وصادق ووطني.
سعدية الزيدي بدأت حياتها كمقدمة برامج في الإذاعة والتلفزيون العراقي وتم ترشيحها بعد ذلك للمشاركة في أعمال درامية وكان أول علم لها مسلسل «النهيبة» ثم تلاها العديد من الاعمال الدرامية التي قدمت على شاشة التلفزيون، ثم شاركت في أول عمل سينمائي لها وهو فيلم «سنوات العمر» لكنه لم يتم عرضه، ثم كانت المشاركة الأبرز لها من المخرج العراقي الراحل محمد شكري جميل في فيلم «الأسوار»، كما شاركت في مجموعة من الأفلام البارزة منها فيلم «القادسية»، و»المسألة الكبرى»، و»طائر الشمس»، وكان آخر عمل شاركت فيه الفنانة العراقية المعتزلة هو فيلم «زمن رجل القصب» الذي عرض في عام 2002.
لقد اعتبرت الرائدة الكبيرة سعدية الزيدي واحدة من هؤلاء المسرحين الذين أعطوا للمسرح شبابهم وأفنوا حياتهممن اجله حيث تركت طاقتُها الإبداعية آثارَها في نفسية المشاهد والمستمع، لأنها حرصت على أن تحتل مكانة مرموقة بفضل منجزها الإبداعي. ولذلك فقد كانت من بين الأكثر تميزا في عطائها الفني. الممثلة سعدية الزيدي التي تحظى بمنزلة مرموقة لدى المشاهدين العراقيين لتقمصها شخصية الأم الريفية ذات العاطفة الجياشة ولدت جنوب العراق في مدينة العمارة عام 1939، لم تكن تعرف أنها ستواكب فيما بعد مرحلة تأسيس التلفزيون العراقي والمسرح الجاد وتشارك في أغلب الأفلام العراقية.
لذلك حظيت الفنانة القديرة والرائدة الكبيرة التي سعت لمسرح يهتم بالناس سعدية الزيدي الانسانة بمنزلة مرموقة لدى المشاهدين العراقيين لتقمصها شخصية الأم الريفية ذات العاطفة الجياشة، وشخصية الأم التي تسعى لأن تبوئ أبناءها المكانة المرموقة في المجتمع. ولدت في محافظة ميسان انخرط إخوتها في العمل السياسي وصاروا يتنقلون ما بين سجن “بغداد” ثم “الحلة” وصولا إلى “بعقوبة” و” نقرة السلمان”، تنقلت مع والدتها خلفهم، إلى أن قامت ثورة تموز في الخمسينات، وتم الإفراج عنهم، لتستقر في بغداد بعد العام 2003.
وطوال تاريخه العريق، كان المسرح العراقي يشكو من قلة حضور حواء ،لطبيعة مجتمعنا وتقاليدنا فان اقبال المرأة على ارتقاء خشبة المسرح ظل باهتا متواريا، برغم ان المرأة العراقية سجلت حضورا رائعا ومميزا في جميع مجالات الحياة وبرغم كل المصاعب والحواجز شهد مسرحنا العراقي وعلى مدى تاريخه الحافل مشاركات نسوية، حملت صاحباتها الشجاعة سلاحا ليقفن على خشبة المسرح بجانب اخوانها المبدعين المسرحيين ولتنثر حواء القها المطرز بالثقة والاقدام والجمال، وعلى مدى عقود كان حضور حواء العراقية مسرحيا متقلبا متناسبا مع حال المجتمع العراقي، وما يكتنفه من متغيرات وعلى كل الصعد، هؤلاء المبدعات اشتغلن بكل زوايا المسرح من تمثيل وتأليف واخراج وتقنيات ،وفي ظل دعم ورعاية هذه المواهب النسوية في معاهد وكليات الفنون الجميلة والمسرح المدرسي ومسارح المؤسسات كالمسرح العمالي والفلاحي والطلابي توهج الحضور المسرحي لحواء في بغداد بوصفها راعية الثقافة العراقية ثم امتد لمحافظاتنا العزيزة ومنها مدن اقليم كردستان، مبدعات واجهن الصعاب من اجل اثبات وجودهن الابداعي وبالتالي المساهمة بديمومة الالق المسرحي منذ اربعينيات القرن الماضي ومازلن يواصلن العطاء لغاية اليوم.ولم يكن التعبير في المسرح او السينما مجرد مهنة، بل كان شغفا شديدا بالعلاقة مع عامة الناس وطبقاتها، سواء أكان أصحاب تلك الوجوه من الممثلين أم من الممثلات في زمن صعب للغاية، زمن نهوض التغيير الاجتماعي والسياسي الشامل الذي رفع مكانة الإنسان، بينما نعيش في ذلك الزمن الذي حاول أن يحط من قدر ذلك الإنسان بأيّ وسيلة كانت.
القديرة سعدية الزيدي عملت أواخر الخمسينات من القرن العشرين في شركة الغزل والنسيج الصوفي كرئيسة لقسم مكائن الحاسبة الإلكترونية. ازدادت ثقافتها وكتبت الشعر، وكانت أول قصيدة تلقيها في الإذاعة من خلال برنامج “الشعر الشعبي”. وفي الإذاعة قدمت مع أختها زكية خليفة أوبريت إذاعي بعنوان “غيده وحمد”، إخراج (صادق علي شاهين)، وفي الحوار التمثيلي (جاسم الياسري) وفي الغناء (وحيدة خليل). كما عملت في الإذاعة العراقية معدة ومنفذة لبرنامج “الأرض لمن يزرعها” لوزارة الزراعة والإصلاح الزراعي وبرنامج إرشادي زراعي آخر مباشر، في التمثيل كانت انطلاقتها الفعلية من خلال التلفزيون في تمثيلية “النهيبة” من تأليف سلمان الجوهر وسيناريو والحوار لرمضان كاطع.
لم يقتصر عملها على الإذاعة والتلفزيون، بل قادتها خطوات النجاح لتدخل عوالم الفن السابع وتطل من شاشة السينما الكبيرة. فكان أول فيلم” سنوات العمر” الذي صُور قسم منه بألمانيا والقسم الآخر بالعراق، لكن هذا الفيلم لم يظهر للنور لأسباب سياسية او ربما إنتاجية، وهو من إخراج جعفر علي ومن تمثيل إبراهيم جلال وعبد الوهاب الدايني، شاركت كذلك في فيلم الأسوار لمحمد شكري جميل، و” بيوت في ذلك الزقاق” للفنان قاسم حول، و” القناص” لفيصل الياسري الذي تم تصويره ما بين سوريا ولبنان، وبالطبع شاركت أيضا في فيلم” طائر الشمس” و” القادسية” و” عمارة 3” والمسألة الكبرى”.
وكان لنجاحها في ذلك العمل أثر كبير لدى المعنيين بالإذاعة، فاستقرت فيها معدة ومنفذة لبرنامج “الأرض لمن يزرعها” لوزارة الزراعة والإصلاح الزراعي وبرنامج إرشادي زراعي آخر مباشر، ثمأخذت الأعمال التلفزيونية تنهال عليها بدءاً من ذلك الوقت، وكانت أول تمثيلية تجسدها “النهيبة” التي أثارت ضجة بين الناس لاعتبارات عديدة تخص الأعراف المجتمعية، وهي أول تمثيلية تكرم عليها بمبلغ قدره ثمانية دنانير يومذاك. وكانت القصة من تأليف سلمان الجوهر والسيناريو والحوار لرمضان كاطع.
نهضت الدراما العراقية في مقدمة الفنون في مرحلة الستينات والسبعينات من القرن العشرين في العراق. ولم يتوقف عطاء الزيدي عند حاجز معين، بل قدمت تمثيلية “فدعة”، ومسلسل “الدواسر” و” فتاة بالعشرين” الذي لا ينساه المشاهدون، وكان من إخراج عمانوئيل. شاركت أيضاً في تمثيلية “عشر ليرات” من إخراج كارلو هارتيون، و” جذور وأغصان” قصة وسيناريو صباح الزيدي وإخراج عبد الهادي مبارك، وكذلك” حلب حبيبتي” و” الأماني الضالة” ومسلسل “رجال الظل” الذي أخرجه صلاح كرم.
تألقت الزيدي في “ثلاثية الأم” و” المدن الثلاث” لمحمد شكري جميل، و” الدفتر الأزرق” إخراج فيصل الياسري، وفي “شقة مقابل شقة” لنبيل يوسف، و“شارع عشرين”، وغيرها من عشرات المسلسلات الراسخة في وجدان المتتابعين والعاشقين للدراما العراقية الشعبية والمحلية. هذا النتاج الكبير كان نقلة مميزة في تاريخ الدراما العراقية، وبفضله رسمت الزيدي لنفسها علامة فارقة بقيت عالقة بذهن المشاهد، لما تحمله من طابع عفوي.
كان لا بد لها من إكمال شوط مارثون الطريق الفني للوصول إلى الدرجات الأولى في سلم المجد والتألق، وللقاء جمهورها وجها لوجه اتجهت السعدي إلى المسرح الذي تعده أبا لكل الفنون والمواهب فقدمت مسرحية “الديلاب” التي كتبها طه سالم وأخرجها صبحي الخزعلي. وقد عرضت تلك المسرحية في كل قرى العراق، ثم قدمت مسرحية الأرض لنورالدين فارس وأخرجها عبد الوهاب الدايني، بعدها ظهرت في مسرحية “عروس بالمزاد” ونالت عن دورها فيها جائزة أفضل ممثلة لعام 1973 في فرقة “مسرح اليوم”، ووقفت على الخشبة لتبدع في مسرحية “الشهداء ينهضون” مع الفرقة القومية للتمثيل التي كانت من إخراج سليم الجزائري، وجسدت فيها الزيدي دور أم الشهيد، وعرضت في المسرح القومي ببغداد وفي دمشق.
ومن المسرحيات التي لا تنسى “الناس أجناس” ومسرحية “أبو سمرة”، و” أطراف المدينة” من إخراج الكبير محسن العلي. أما مسرحية “خيط البريسم” التي كتبها يوسف العاني، فقد سطعت فيها موهبة الزيدي، ومثل معها فيها خليل شوقي وسامي عبد الحميد ومقداد عبدالرضا وأخرجها فاضل خليل، وحصلت عن دورها فيها على جائزة أفضل ممثلة.
وهكذا لم يتوقف عطاؤها الفني في عوالم المسرح، فأبدعت في مسرحية “الشريعة” لفاضل خليل أيضاً، ومسرحية “الباب”، ومسرحية “الأرض والإنسان” التي كتبها وأخرجها قاسم محمد، ذلك النص الذي يتحدث عن مآسي الحروب. وقد عرضت بعد العراق في مصر حينها ولاقت نجاحاً باهرا.
وبعد ذلك الحضور الكبير، الذي جسدت فيه السعدي العشرات من النصوص المسرحية ووقفت على خشبة المسرح العراقي والعربي، مؤدية العديد من الأدوار الدرامية التي تسكن ذاكرتنا كانت فيها صوتا حميماً وبريقا ملتهبا، وبعد دخول قوات الاحتلال الأميركية بغداد هاجرت الزيدي مع أسرتها وزوجها المنتج التلفزيوني رمضان كاطع واستقرت في مسقط بعمان، لتعتزل الفن وتذرف دموع حنين على أناس تحبهم في بغداد وجنوب العراق وفي أعالي شمال العراق، وتتذكر كيف كانت تلك الوجوه البغدادية تحتفي بها حينما تراها في شوارع الكرادة وبغداد الجديدة والمنصور قبل فترة قصيرة من فقد ابنها. وقد ابيضت عيناها من الدمع حزنا على ابنها وعلى العراق.
لكن المؤكد أن الدراما العراقية تعاني من أزمة كاتب ونص حقيقيين، كما يرى آخرون، يستطيعان إظهار متناقضات الواقع، واستغلال الواقع العراقي المليء بالقصص اللافتة وإخراجه بطريقة إبداعية. وهذا ما لا يتوافر حاليا في البيئة المحيطة بالعمل الفني وظروف صناعته. ذلك المناخ الذي عاشت فيه سعدية الزيدي والذي يتوق إلى مثله مبدعو العراق في هذه الأيام. ولكون المسرح ظاهرة ثقافية، وفكرية، واجتماعية، وأداة فعّالة لتغيير هذا المجتمع عن طريق طرح المشاكل، والثيمات، الاجتماعية، والمفاهيم السائدة، وتقديمها بشكل يُساعد على إيجاد حلول لها من قبل الأخر، وذلك عن طريق ترجمة شخصيات، ومواقف النص التي خلقها المؤلف من خلال أداء الممثلين وحركاتهم بمساعدة المخرج. لهذا كان المسرح في صدارة اهتمام المثقفين والمبدعين، كونه لا يمكن النظر اليه خارج إطار المجتمع وبمعزل عن الظروف التي تُحيط به، والتي تؤدّي في النهاية إلى طبع بصماته العميقة على الواقع المسرحي. تقول الزيدي عن قوة حضور الفنانين العراقيين في مصر راعية الفنونوالبلدان العربية الأخرى “حين سافرنا لعرض مسرحية الأرض والإنسان تأليف وإخراج الراحل الكبير قاسم محمد تقديم الفرقة القومية للتمثيل.. وعرضت في الإسكندرية والمنصورة.. كان المشاهد المصري مندهش لجمال العرض والأسلوب الحديث الذي عمل عليه المخرج وأداء النخبة من ممثلي العراق الكبار، فكتب الأستاذ المرحوم سعد اردش وكان يشغل وكيل وزارة الإعلام في جريدة الأهرام: جاء العراقيون لنتعلم منهم. وتناولت الصحف انبهارها بالنص المسرح والتمثيل والإخراج”. وتضيف الزيدي أن الناقد الراحل رفيق الصبان “كتب عن دوري بالمسرحية؛ يقول شاهدت على المسرح راقصة باليه مذبوحة. ولأول مرة أشاهد أماً بحالات المخاض على خشبة المسرح، مخاض صعب يفوق الأمهات، حين ترى ابنها شهيدا يحمله الشباب، ومن صمت مطبق تستفيق الأم تغني بكلمات عراقية من موروث التراث العراقي الخالد”.
سعدية الزيدي وبذلك الحنين لبغداد والاهل والوطن تحدثت مؤخرا في الفيديو الذي ظهرت فيه وهي ترتدي الحجاب عن شوقها للعراق ولجمهورها هناك، كما أوضحت أن ظروفها الاجتماعية تمنعها من زيارة العراق في هذا الوقت، فقالت : «اشتياقي للناس من الصعب أن يوصف، واشتياقي للعراق لا استطيع أن أعبر عنه وجميع العراقيين يعرفون ذلك، وامنيتي أن أرى العراق، لكن هنا لدي وضع اجتماعي لا استطيع أن أتركه الآن، كل شيء صعب على شخصي لقد فارقت العراق من سنوات طويلة»، وقد نال فيديو الفنانة العراقية سعدية الزيدي اهتماما كبيرا من قبل الجمهور حيث وصل عدد مشاهداته لأكثر من 300 ألف مشاهدة، وقد غابت الفنانة سعدية الزيدي عن الظهور الإعلامي خلال السنوات الماضية إلا من خلال بعض الصور مع جمهورها.
سعدية الزيدي قدمت للفن العراقي أكثر من 47 عمل ما بين درامي وسينمائي ومسرحي، وتركت تأثيرا واضحا لدرجة جعلت الفنانة سعدية الزيدي تبقى في ذاكرة الجمهور العراقي كل هذه السنوات الطويلة على الرغم من ابتعادها عن عالم الفن منذ ما يقارب الـ 18عاما، لكن تأثر أدوارها وتحديدا دور الأم الريفية الذي قدمته في أكثر من عمل فني لا يزال حاضرا في وجدان جمهورها.
ربما ان الذكرى تنفع المؤمنين ويلتفت من هو اليوم بالمسؤولية من رئاسة الوزراء، وزارة الثقافة، نقابة الفنانين،دائرة السينما والمسرح الى الفنانة المغتربة وفي سنواتها هذه “طال الله في عمرها «ان يعيد لها اعتبارهاوالتي طالما اعتبرت الرائدة الكبيرة سعدية الزيدي واحدة من هؤلاء المسرحيين الذين أعطوا للمسرح العراقي شبابهم وأفنوا حياتهم.. ان يقام لها تكريم خاص يفخر به العراق والعرب جميعا.. ويعكس الوجه الحضاري للعراق.