رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
الذكاء الاصطناعي وفرص التوظيف في المستقبل


المشاهدات 1161
تاريخ الإضافة 2025/03/22 - 9:59 PM
آخر تحديث 2025/05/06 - 5:48 PM

يشهد العالم اليوم طفرة هائلة في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ تدخل خوارزمياته في قطاعات متعددة كالطب والصناعة والتعليم. ويفتح هذا التطور آفاقًا أوسع أمام الحكومات والمؤسسات لتحسين الخدمات، كما يخلق فرص عمل جديدة تتطلب مهارات متقدمة.
من المتوقع أن يشهد سوق العمل تحوّلًا عميقًا مع تزايد اعتماد الأتمتة على الأعمال الروتينية، ما يسمح للموظفين بالتركيز على مهام إبداعية واستراتيجية. ورغم أن بعض الوظائف قد تتأثر باستبدال مهام معينة بالتقنيات الذكية، فإن التجارب تؤكد أن ذلك يوفر فرصًا جديدة، خصوصًا في مجالات تحليل البيانات وتطوير البرمجيات.
تشير دراسات عديدة إلى أن التخصصات التقنية، مثل تعلّم الآلة والبيانات الضخمة والأمن السيبراني، ستتصدر قائمة المهارات الأكثر طلبًا، وسيتزايد احتياج الشركات للكوادر التي تتقن تصميم الأنظمة الذكية وتحليل كميات كبيرة من المعلومات، وهي مهام تُعد جوهرية لرفع الكفاءة وتطوير منتجات مبتكرة. لكن الفرص لا تقتصر على الذين يمتلكون معلومات عن التقنية فقط، إذ من المتوقع أن ينمو الطلب على المحللين والاستشاريين القادرين على ترجمة البيانات إلى استراتيجيات عمل واضحة، إضافة إلى المصممين القادرين على تطوير واجهات ذكية وأنظمة تفاعلية. وفي القطاعات الإبداعية، ستستفيد مؤسسات الإنتاج الإعلامي والتسويق من أدوات الذكاء الاصطناعي، مما يتطلب توظيف مواهب تجمع بين القدرات الفنية والمهارات التكنولوجية. وبالإضافة الى ذلك، يتوسّع الذكاء الاصطناعي ليلامس قطاعات أخرى مثل الزراعة والنقل والطاقة والإدارة الحكومية، وقد تظهر وظائف جديدة في مجالات كالطباعة ثلاثية الأبعاد، وإنترنت الأشياء، والتطبيقات الافتراضية، حيث ان  هذه المجالات تتيح للشباب فرصًا متنوعة، بشرط مواكبة التطور السريع وبناء ثقافة التعلم المستمر. يتعيّن على الحكومات والمؤسسات التعليمية مراعاة تنمية المهارات المستقبلية، بدءًا من التفكير البرمجي وتحليل البيانات، ووصولًا إلى ثقافة العمل الجماعي في بيئات رقمية. كما أن تعزيز الحاضنات التكنولوجية والمراكز البحثية يدعم المبتكرين لخلق حلول محلية تواكب التوجهات العالمية. وبالنظر إلى هذه المؤشرات، يبدو واضحًا أن الذكاء الاصطناعي سيعيد تعريف الكثير من الوظائف، وقد يمهّد لظهور تخصصات لم نعرفها من قبل، ومع تبني التقنيات الذكية بشكل مدروس، يمكن للأفراد والمؤسسات توجيه هذا التحول نحو تعزيز الاقتصادات المحلية ورفع كفاءة الأعمال.  وهكذا يبرز الذكاء الاصطناعي كأداة تمكينية تمنح المجتمعات فرصًا لا متناهية للتطوير والابتكار، ليصبح مستقبل التوظيف أكثر تنوعًا وإسهامًا في تحقيق الرفاه الاقتصادي والاجتماعي، وفي نهاية المطاف، سيكون الاستثمار في التدريب والتعليم والتنمية المستمرة مفتاحًا لاقتناص الفرص الواعدة التي يخلقها الذكاء الاصطناعي وتوجيهها نحو خدمة الإنسان والمجتمع.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير