رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
العلاقات المغربية الإسبانية في مواجهة امتحان صعب


المشاهدات 1144
تاريخ الإضافة 2025/03/22 - 9:53 PM
آخر تحديث 2025/03/31 - 2:55 PM

تتعمد بعض الأوساط الإسبانية  تحريك المياه الراكدة في لركة العلاقات المغربية الإسبانية التي تعيش أكثر مراحلها تفاهما و انسجاما ، بالإقدام على بعض التصرفات و نشر ركام هائل من الأخبار التي لا يمكن تجاهل خطورتها على مستقبل هذه العلاقات ، و تبدو هذه الأوساط مصرة على تكثيف العمل بهذه المنهجية تطلعا منها إلى تحقيق الهدف المطلوب بفرض أزمة جديدة بين البلدين ، بما يخدم ربما مصالح إسبانية داخلية و أخرى خارجية. و في هذا السياق يمكن تفسير محاولات متكررة لشخصيات إسبانية من أوساط سياسية و برلمانية و محاماة لزيارة محافظات الصحراء المغربية ، تارة بدعوى التقصي في مدى احترام تطبيق قرار محكمة العدل الأوروبية القاضي بإلغاء اتفاقية الصيد البحري بين المغرب و الاتحاد الأوروبي ، بما مثل تطاولا على صلاحيات  ومهام الجهات المختصة . و تارة أخرى للتضامن مع نشطاء انفصاليين ، لكن في كل مرة كان أعضاء هذه الوفود المسخرة تلقى مصير الطرد من السلطات المغربية ، في حين تكثف أحزاب إسبانية تجمع في ظاهرة مثيرة اليمين و اليسار المتطرفين من حملاتها ضد المغرب و استهداف مصالحه .بينما ارتأت أوساط أخرى تجريب محاولة التشويش على العلاقات و السعي إلى جرها نحو التأزيم من خلال نشر أخبار غير مؤكدة لا تخلو من شبهة الأخبار الزائفة ،التي تهدف إلى بث أجواء القلق  في أوساط الرأي العام الإسباني بالخصوص .و في هذا السياق ادعت وسائل إعلام إسبانية وجود مخاوف من أن تشكل عودة ترامب إلى البيت الأبيض و علاقته الجيدة مع المغرب فرصة للمغرب للحصول على دعم أمريكي رسمي فيما يخص مطالبة المغرب بخروج إسبانيا من مدينتي سبتة و مليلية المغربيتين التي تحتلهما إسبانيا  منذ قرون .و لم تستبعد هذه الأوساط وجود خطة مدعومة من البيت الأبيض لتنظيم مسيرة لتحرير هذين الثغرين المغربين مذكرة ي  هذا الصدد بالمسيرة الخضراء التي حرر بها المغرب صحراءه ،التي كانت تحتلها إسبانيا في منتصف سنوات السبعينيات من القرن الماضي  . و نبهت إلى أن المدينتين موضوع الخلاف غير محميتين بمظلة حلف الأطلسي  .و ذكرت هذه الأوساط بما أثاره الرئيس ترامب من جدل واسع بعد التصريحات التي أدلى بها و المتعلقة بغريلاند و قناة بنما و كندا.موازاة مع ذلك انبرت أوساط أخرى إلى الرفع من منسوب القلق لدى للرأي العام الإسباني من خلال الادعاء بأن الإدارة الأمريكية الجديدة قررت نقل القواعد العسكرية الأمريكية المتمركزة في إسبانيا إلى التراب المغربي ،و تحدثت بالخصوص عن القاعدة العسكرية الأمريكية ( مورون ) الموجودة بمدينة ( فيخير دي لا فرونتيرا ) الواقعة في الجنوب ،قريبا من المغرب ، و التي تم إنشاؤها سنة 1953 ، حيث رأت هذه الأوساط في بداية التسريح الكبير للعمال الأطر و الخبراء الإسبان العاملين بها ،و الذي و صل عددهم إلى اليوم ما يفوق 400 شخص ،دليلا قاطعا على أن الاستعدادات الفعلية لترحيل القاعدة انطلقت  .


كما لم يتردد عمدة مدينة ( روطا ) الإسبانية في التعبير عن قلقه إزاء مستقبل القاعدة العسكرية البحرية الأمريكية التي عمرت لحد الآن طيلة سبعين سنة في منطقة تكتسي أهمية استراتيجية بعد عودة الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض الذي قد يقرر في أية لحظة نقلها إلى خارج شبه الجزيرة الإيبيرية .
كما لم تغفل هذه الأوساط التنبيه إلى الصفقات العسكرية الضخمة التي أبرمها المغرب مع الولايات المتحدة الأمريكية ، و دخلت مرحلة التنفيد حيث تسلم المغرب الدفعات الأولى من الطائرات المروحية ( أباتشي ) و الطائرات العسكرية النفاثة ( F 35 ) و اعتبرت هذا التطور تهديدا مباشرا للتوازن العسكري التقليدي بين الجارين . 
من جهته يبدو إن المغرب لم يكترث لهذه الحملة التي تبدو منسجمة و متناسقة ، و لا يستبعد وجود جهات خارجية وراء محاولات  إشعال لهيب الأزمة بين البلدين ، لكن في الجارة الشمالية تبدو الأطراف المعلومة مصرة على تسميم الأجواء بين الجارين اللذين قررا أخيرا اختيار مسار التعاون و التكامل و الابتعاد عن جميع مسببات سوء التفاهم .
 


تابعنا على
تصميم وتطوير