رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
محتوى (خابط)!


المشاهدات 1109
تاريخ الإضافة 2025/03/22 - 9:52 PM
آخر تحديث 2025/04/01 - 5:59 PM

    قبل أكثر من نصف قرن كان توصيل المياه عبر الأنابيب إلى البيوت في بغداد ومدن عراقية أخرى يتم من خلال خطين لمديرية(إسالة الماء)، أحدهما للماء الصافي وثانيهما للماء الخابط، فالأول مخصص للشرب زلالاً نقياً معقماً، والثاني خابطاً غرينياً لسقي الحدائق وغسل السيارات والاستعمالات الأخرى، أما اليوم في القرن الحادي والعشرين فقد أصبح الماء كله خابطاً ملوثاً غير صالح للاستهلاك البشري،ولمعالجة هذه المشكلة وتلبية حاجة الناس للماء فقد أنشأت من قبل القطاع الخاص معامل لتنقية المياه وتوزيعها وازدهرت تجارة بيع الماء المعبأ بالعلب البلاستيكية، ولا تستغني أغلب العائلات العراقية اليوم عن شراء ماء الشرب،فلا أحد يشرب من(الإسالة) أو من النهر مباشرة كما كان يفعل آباؤنا وأجدادنا،طوال قرون، وكانت صحتهم أفضل ومناعتهم مرتفعة!
تلوث الماء وشحته ليست ظاهرة محلية بل أصبحت قضية عالمية،تنذر بحروب المياه،وظهرت معادلة غريبة في لغة السياسة(الماء مقابل النفط) لسد الحاجة المتزايدة للماء في كثير من البلدان، فازدياد أعداد البشر وزيادة استهلاك الموارد الطبيعية والتغيرات المناخية والبيئية جعلت من الماء مشكلة حياة أو موت،بعد أن جعله الباري عز وجل مصدراً لكل شيء حي، وهو سر الحياة على كوكب الأرض.
      نحن في العراق مشغولون عن هذا المصير الإنساني المرعب ب( المحتوى الخابط) في التصريحات الحزبية والطائفية التي تزرع الفتنة وتدعو للفرقة والتقسيم،ففي عصر المعلومات وشبكة الانترنيت أصبحت المعلومات، مثل الهواء والماء، وسيلة حياة أو موت، وانتشرت خلال السنوات الأخيرة التحذيرات من التفاهة والتلوث المعلوماتي والمحتوى الرديء والإدمان الرقمي، وغيرها من الظواهر التي جعلت نعمة الاتصال الالكتروني والإعلام الرقمي نقمة،وقد تكون أقرب إلى  الكارثة، نتيجة سوء التصرف وسوء الاستخدام، ورداءة القول والفعل عبر منصات التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية!
 نستطيع أن نصف بعض التصريحات والأقوال والحوارات والمنشورات بالمحتوى(الخابط) فهي تخلط الحق بالباطل، وتجمع الأسود والأبيض، ولا تميز بين الصدق والكذب، وتكشف عن تناقض فاضح بين الأقوال والأفعال،وكان الله في عون المشاهد والقاريء الذي يتجرع مرارة هذه الخلطات السياسية والإعلامية، غير النقية، وقد لايجد فيها ما يروي ضمأه للخبر الصحيح والمعلومة المفيدة والتجربة الإيجابية، فيعاني من سوء الفهم والهضم، ويجد صعوبة في العثور على جرعة نقية خالصة من المعلومات في ظل المعنى الخابط السائد،مع الأسف!


تابعنا على
تصميم وتطوير