في عصر تتسارع فيه الابتكارات الرقمية، لم يعد التعليم مجرد عملية نقل للمعلومات أو نصوص جامدة، بل أصبح تجربة تفاعلية نابضة بالحياة، تتناغم فيها الكلمات مع الصور، وتتآلف الأصوات مع الرسوم المتحركة، لتفتح أمام المتعلمين عوالم جديدة من المعرفة، مليئة بالمتعة والجاذبية.
تعريف بالكتاب وفكرته
يستعرض هذا الكتاب فكرة محورية تهدف إلى إعادة تشكيل البيئة التعليمية لتكون أكثر ديناميكية وتفاعلًا، تراعي الفروق الفردية بين الطلبة، وتدفعهم نحو المشاركة الفعالة، مما يُحوّل الفصول الدراسية إلى ساحات للإبداع والمتعة. يعتمد الكتاب على استراتيجية السرد القصصي الرقمي كأداة تعليمية حديثة، إذ يسعى لدمج التقنيات المتطورة وادوات الذكاء الاصطناعي مع السرد القصصي والأطر النظرية الفلسفية بأسلوب ممتع وجذاب، مما يُخرج العملية التعليمة عن النمط التقليدي المألوف ويتناسب مع ميول الأجيال الحالية ويُوقظ شغفهم بالتعلم والبيئة المدرسية .
يرتكز الكتاب على برنامج تربوي إرشادي بعنوان “معنى الحياة”، يتألف من 7 حلقات رقمية متوفرة على منصة يوتيوب، ومدعوم بدليل تدريسي مخصص له، يُلبي الاحتياجات النفسية والاجتماعية للطلبة في مرحلة المراهقة المبكرة، موجه للمرشدين التربويين. ويُعد هذا المشروع ثمرة دراسة أكاديمية للكاتبة نجم، بعنوان: “فاعلية برنامج قصصي وفق تطبيق Plotagon Studio لتحسين أساليب الحياة لدى طلاب الصف الأول المتوسط” (نجم، 2024). كما يُقدّم الكتاب خطوات منهجية مُوجهة للتربويين والباحثين الراغبين في تحويل مناهجهم إلى قصص رقمية مُلهمة، تُعزّز الفهم العميق وتُضفي على رحلة التعلم المزيد من التشويق، من خلال الأحداث المثيرة، والرسوم المتحركة، والموسيقى، والمؤثرات الصوتية.
نحو مستقبل تعليمي أكثر إبداعًا
من خلال هذا المشروع، تُفتح آفاق جديدة أمام المؤسسات التعليمية لتبني أساليب تدريس مبتكرة تتماشى مع متطلبات الجيل الرقمي، مما يُعزز من جودة التعليم. ويجعل العملية التعليمية أكثر تحفيزًا وفاعلية. في هذا السياق، يتناغم السرد الرقمي مع التكنولوجيا ليُقدّم تجربة تعليمية لا تُنسى، تُلهب خيال الطلاب، وتُثري عقولهم، وتُرسي أسسًا لمستقبل مشرق تتطلع إليه الأجيال القادمة.