وصفت الرئيس الأمريكي زيلنسكي في مقال سابق بانه «الرئيس المغلوب على امره». وهاهو اليوم في المكتب البيضاوي يجسد ماقلته بحذافيره، عدما جلس مع ترامب ونائبه ليلقناه درسا قاسيا لن ينساه أبدا فيما يتعلق بوقف الحرب مع روسيا والضغط عليه من اجل توقيع اتفاق المعادن، وما ادراك ما اتفاق المعادن. اللقاء العاصف الذي تابعناه على الشاشة لم نرَ ولم نشاهد مثله من قبل.
بصراحة؛ كان لقاءا مهينا بشكل كبير.
ولم يكن غريبا ماحدث بعد ذلك حيث تم طرد زيلنسكي من البيض الأبيض ليخرج ترامب بعدها ويقول ان زيلنسكي أظهر عدم احترام لأمريكا وانه لن يكون ممكنا له ان يعود للبيت الأبيض مجددا الا عندما يكون مستعدا للسلام.
وهذه اهانة لم تحدث مسبقا لاي رئيس دولة بالعالم.
عبثا حاول زيلنسكي ان يدافع عن موقفه ووجهة نظره، لكنه وكما قال له ترامب، بلهجة تفتقر إلى الاحترام، انت لا تملك الكثير من الأوراق وبلدك يخسر الحرب ولا خيار امامك سوى توقيع اتفاق المعادن لكي تقف امريكا بجانبك وتوقف الحرب.
زيلنسكي ليس لديه من الخيارات ما يمكنه من الحركة والمناورة، ومحاولته كانت مفضوحة عندما حاول ان يتعكز على موضوع الضمانات الأمريكية وان ترسل امريكا قوات لأوكرانيا للمساعدة في حماية أوكرانيا، ليرد ترامب فيما بعد ويقول ان زيلنسكي يعتقد أن دعمنا يمنحه امتيازا في المفاوضات.
مؤلم جدا هو الوضع الذي وضع زيلنسكي نفسه فيه. ومسكين لانه لا يمتلك من الأوراق الكثير تساعده في المناورة.زيلنسكي طُرد من البيت الأبيض وخرج من دون ان يرافقه احد، وهذا حدث معيب بل ومهين جدا في الدبلوماسية، وسيعود مرة اخرى مستنجدا باوربا عله يجد عندها ضالته التي سيبقى يبحث عنها، والمؤلم ان أوروبا لا تملك طوق النجاة التي يبحث عنها زيلنسكي، وهذا ماجسده لقاء ترامب مع رئيس الوزراء البريطاني ستارمر والذي عقد في المكتب البيضاوي قبل ساعات من لقاء زيلنسكي والذي لم يجد فيه ستارمر مايرد عليه عندما ساله ترامب هل اوروبا تستطيع مساعدة أوكرانيا الوقوف بوجه روسيا لوحدها من دون امريكا؟. ليكتفي ستارمر بالابتسام من دون ان يرد.
أوكرانيا في موقف صعب وخياراتها باتت محدودة جدا، والسبب هو سوء ادارة رئيسها وادارته لهذه الأزمة حتى قبل ان تبدا هذه الحرب.