رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
مشهد غير مسبوق في البيت الأبيض


المشاهدات 1529
تاريخ الإضافة 2025/03/02 - 9:32 PM
آخر تحديث 2025/03/23 - 5:21 PM

ما جرى في اللقاء العاصف بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي كان بمثابة صفعة دبلوماسية علنية، جسّدت بشكل واضح الوضع الهش الذي وصل إليه زيلنسكي. الرجل الذي راهن على الدعم الأمريكي بلا شروط وجد نفسه أمام حقيقة مرة: واشنطن لم تعد مستعدة لتمويل حربه إلى ما لا نهاية، ولا لإنقاذه دون تنازلات قاسية. خلال الاجتماع، الذي وصفته وسائل الإعلام بأنه “الأكثر إذلالًا لرئيس أجنبي داخل البيت الأبيض”، تعرض زيلنسكي لضغوط شديدة، خصوصًا فيما يتعلق بـ وقف الحرب مع روسيا وتوقيع اتفاق المعادن، الذي يمنح الشركات الأمريكية امتيازات واسعة في استخراج الموارد الأوكرانية. ترامب لم يكتفِ بالضغط، بل أنهى اللقاء بطرد زيلنسكي من البيت الأبيض، قائلاً له بلهجة حادة إنه لن يكون مرحبًا به مجددًا إلا إذا جاء مستعدًا للسلام. إهانة بهذا المستوى لم يتعرض لها أي رئيس دولة سابقًا.
ضيق الخيارات وسقوط الرهانات، زيلنسكي، الذي لم يملك أي أوراق ضغط حقيقية، حاول التمسك بفكرة الضمانات الأمنية الأمريكية بل وطالب بإرسال قوات أمريكية لحماية أوكرانيا، لكن الرد الأمريكي كان واضحًا: لا مزيد من التورط المباشر، وأي دعم مستقبلي مشروط بالتفاوض مع موسكو وفق الشروط الأمريكية. ما زاد الطين بلة، أن زيلنسكي لم يجد أي دعم حقيقي في أوروبا أيضًا. فقبل لقائه بترامب، كان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر قد زار البيت الأبيض، وعندما سأله ترامب صراحة: هل تستطيع أوروبا دعم أوكرانيا لوحدها دون أمريكا؟ لم يجد ستارمر جوابًا، بل اكتفى بالابتسام. هذه اللحظة كشفت أن أوروبا عاجزة عن أن تكون بديلاً استراتيجياً عن واشنطن، وهو ما يعمّق مأزق زيلنسكي أكثر.
النهاية المحتومة،حيث تبدو أوكرانيا اليوم في موقف بالغ الصعوبة، خياراتها محدودة جدًا، وزيلنسكي يواجه واقعًا لم يكن مستعدًا له. المأساة ليست فقط في موقفه الضعيف أمام واشنطن، بل في أن إدارته للأزمة منذ البداية كانت مليئة بالأخطاء الاستراتيجية، بدءًا من تجاهل الحلول الدبلوماسية قبل اندلاع الحرب، إلى الارتهان الكامل للدعم الغربي، دون خطة بديلة. مع كل هذه التطورات، يبدو أن نهاية الحرب باتت أقرب مما يتوقع البعض، لكن وفق شروط لن تكون لصالح أوكرانيا، بل وفق تفاهمات أمريكية – روسية، فيما سيظل زيلنسكي مجرد ورقة خاسرة في يد اللاعبين الكبار، وربما يواجه مصيرًا سياسيًا قاسيًا داخل بلاده أيضًا.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير