برز كنقطة محورية في صناعة الصحة المتطورة باستمرار، حيث يُروَّج له كعلاج لمجموعة متنوعة من المشكلات الصحية.
ومن الادعاءات المتعلقة بالمساعدة في وإنقاص الوزن إلى خفض مستويات السكر في الدم، أثار خل التفاح نقاشات واسعة.
ومع ذلك، بحسب تقرير نشره موقع ”آيرش إندبندنت“، فإن التدقيق العلمي يطرح تساؤلات حول مدى فعاليته الحقيقية.
ما هو خل التفاح؟
يتم إنتاج خل التفاح من خلال تخمير عصير التفاح المهروس، حيث تتحول السكريات إلى إيثانول، ثم إلى حمض الأسيتيك، وهو المكون الأساسي المسؤول عن طعمه اللاذع وتأثيراته المحتملة على الصحة.
أما المادة العكرة التي تظهر غالبًا في الأنواع غير المصفاة، والمعروفة باسم «الأم»، تتكون من البروتينات والإنزيمات والبكتيريا النافعة. وعلى الرغم من أن البعض ينسب فوائد خل التفاح الصحية إلى هذه المكونات، إلا أن الأبحاث لم تؤكد أهميتها بعد. ومن الناحية الغذائية، يمتلك خل التفاح تركيبة مشابهة لعصير ، حيث يحتوي على كميات ضئيلة من الفيتامينات والمعادن. ومع ذلك، فإن جاذبيته تكمن في محتواه من حمض الأسيتيك وخصائصه المفترضة كمعزز للبكتيريا النافعة.
فحص الادعاءات الصحية
يعتقد العديد من مؤيدي خل التفاح أنه يساعد في إنقاص الوزن، وتحسين تنظيم الجلوكوز، وخفض الكوليسترول وضغط الدم. ومع ذلك، أُجريت بعض الدراسات الصغيرة حول تأثير خل التفاح، لكن نتائجها لم تكن حاسمة.
عام 2004، على سبيل المثال، نشرت جمعية السكري الأمريكية دراسة صغيرة حول تأثير خل التفاح على مستويات الجلوكوز بعد تناول الطعام. ,تناول المشاركون وجبة مكونة من الخبز وعصير البرتقال والزبدة، تلاها 20 جرامًا من خل التفاح أو دواء وهمي.
وأظهرت النتائج انخفاضًا في مستويات الجلوكوز بعد الوجبة لدى من تناولوا خل التفاح. وعلى الرغم من أن هذه النتائج تبدو واعدة، إلا أن حجم العينة الصغير ونطاق الدراسة المحدود يتطلبان مزيدًا من الأبحاث للتأكد من فعالية خل التفاح على نطاق أوسع.
كما أظهرت دراسة أخرى أن حمض الأسيتيك قد يقلل من تراكم الدهون، إلا أن هذه التجربة أُجريت على الفئران، مما يثير التساؤلات حول قابليتها للتطبيق على البشر.
شهرة ومعلومات مضللة
يمكن إرجاع عودة خل التفاح إلى دائرة الضوء جزئيًا إلى اتجاهات وسائل التواصل الاجتماعي وتأييد المشاهير، مثل فيكتوريا بيكهام وجنيفر أنيستون، اللتين صرّحتا بفوائده الصحية.
كما أن مسلسلًا جديدًا على «نتفليكس»، يسلط الضوء على إحدى المدونات في مجال العلاجات الطبيعية، أعاد النقاش حول دور العلاجات البديلة في الصحة.
لكن ربما يكون أكثر الادعاءات إثارة للجدل هو ربط خل التفاح بعلاج السرطان. وتعود هذه الفكرة إلى فرضية طرحها عالم نوبل أوتو فاربورغ في أوائل القرن العشرين، حيث اقترح أن الخلايا السرطانية تزدهر في بيئات شديدة الحموضة ومنخفضة الأكسجين.
وقد أسيء تفسير هذا البحث، مما أدى إلى الاعتقاد الخاطئ بأن خل التفاح يمكنه تحييد الحموضة في الجسم ومنع السرطان. ومع ذلك، فإن السرطان أكثر تعقيدًا من مجرد مستويات الأس الهيدروجيني، ولا يوجد بحث علمي موثوق يدعم هذه المزاعم.
ويحذر اختصاصي التغذية والأداء الغذائي، إيفان لينش، من المبالغة في دور خل التفاح في تحسين الهضم. ويقول: «بيئة المعدة شديدة الحموضة بالفعل، حيث يبلغ مستوى الحموضة (pH) حوالي 2، وهو مستوى يمكنه إذابة المعدن. لذا، فإن إضافة خل التفاح لا تعزز عملية الهضم بشكل ملحوظ“.
وأضاف أن ”هناك مكملات أخرى أكثر فاعلية وأقل تكلفة للأشخاص الذين يبحثون عن دعم للجهاز الهضمي“.
طرق الاستهلاك الآمن والمخاطر المحتملة
على الرغم من أن خل التفاح آمن بشكل عام عند تناوله باعتدال، إلا أن الخبراء يحذرون من شربه مركزًا. فبسبب حموضته العالية، قد يؤدي استهلاكه على شكل جرعات مباشرة إلى تآكل مينا الأسنان، وتهيج الجهاز الهضمي، وتفاقم ارتجاع الحمض أو التهاب المعدة.
لذلك، يوصي المتخصصون بتخفيفه بالماء أو استخدامه في الطعام، مثل إضافته إلى صلصات السلطة، لتقليل تأثيره الحمضي. كما ينبغي للأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى المزمنة أو قرحة المعدة استشارة الطبيب قبل استخدامه بانتظام.