أبدأ يومي بعد الإفطار مع سمير عطا الله بـ “الشرق الأوسط”. عموده اليومي بالنسبة لي أشبه بدواء موصوف من طبيب محترف. مقال زميلنا الكبير يكاد يشبه الطقس اليومي الذي لابد منه للإعتياد على بقية اليوم مع الكمية المعتادة من توصيات الطبيب بشأن سلسلة الحبوب المعتادة “سكر, ضغط, قلب, مفاصل”. ولأني أقرأ مقال الأستاذ المفردة التي لم أضعها بين قوسين حتى لاتذهب الذاكرة الى أستاذ الجيل وزميل عطا الراحل محمد حسنين هيكل وبـ “صراحته” المعتادة في الأهرام, أقول لأني أطالع مقال الأستاذ عطا الله صباح كل يوم, فإن بقية مستلزمات اليوم الأخرى تنقضي طبقا للجدول المرسوم أو “التساهيل” إذا سمحت لنا زحامات العاصمة بغداد في أن نقدر المسافة بين عمل وعمل أو موعد وموعد.موضوع الخديعة مثلما هو في عنوان مقالي المخادع هو ماكتبه زميلنا الكبير عطا الله بالشرق الأوسط الأحد الماضي مقالا بعنوان “بديع المقرئين”, ويقصد به قارئ القران الكريم الشهير “محمد صديق المنشاوي” مثلما هو رسخ في ذاكرة جيل الأستاذ سمير وجيلي غير البعيد عن جيل عطا الله والأجيال اللاحقة بيننا نسبيا. زميلنا الكبير عطا الله يبدأ مقاله عما كتب عن المنشاوي قائلا “ كتب الأستاذ محمود عبد الراضي تحت عنوان «محمود صديق المنشاوي - صوت الطمأنينة» ما يلي”. لست في وارد نقل المقال لكني سوف أركز على خديعة الإسم بين محمود ومحمد. ينقل الأستاذ سمير عن الكاتب المصري قوله “ يطل صوت الشيخ محمود صدّيق المنشاوي، أحد أروع ما يمكن أن تسمعه آذاننا”. ثمة خطأ. أيعقل أن الأستاذ سمير لم يلتفت اليه؟ مع ذلك بقي يتابع بقية المقال وكأنه قد خدع بالتسمية أو إنه إختلط عليه الإسم مثلما أختلط علي بحيث لم أعد أصدق أن كاتبا بوزن عطا الله يخطئ في تسمية قارئ شهير أو يخدعه كاتب أيا كان ويمضي مع تسميته محمودا بدل من محمد. يواصل عطا الله تقييم الكاتب المصري قائلا “ما كنت لأكتب معلقاً على نص عبد الراضي الجميل. فهو نص كتب لأن يقرأ عالياً، أو في حالة من الحالات المفعمة بالخشوع”. لكن الذي حدث وهنا حصل فك الإشتباك بالنسبة لي عندما كتب الزميل عطاالله قائلا “ أن الكاتب الكريم سمى الشيخ «محموداً» بدل محمد. وهذه أول مرة أقرأ اسم المنشاوي يغير ما اعتدنا عليه رغم وحدانية الأسماء”. صحح عطا الله خطأ الكاتب المصري بشأن الإسم الصحيح للمقرئ المصري الشهير محمد صديق المنشاوي بدلا من محمود. بالنسبة لي لم أصدق أن سمير عطا الله يخطئ قبل أن يوضح آخر ثلاثة سطور في المقال. من جهتي كنت قررت عند نهاية المقال الإستعانة بغوغل .. وأمري لله ولسمير عطاء الله.