رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
حينما يجبر الجبناء على تكذيب أنفسهم


المشاهدات 1172
تاريخ الإضافة 2025/02/15 - 10:59 PM
آخر تحديث 2025/03/12 - 6:05 AM

فاجأ قنصل الاحتلال الإسرائيلي بولاية لوس أنجلس الأمريكية الرأي العام في المغرب في تصريح لقناة ( CBN TV ) الأمريكية بالادعاء بأن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الهادفة إلى التهجير القسري لفلسطينيي غزة، تقترح المغرب كمكان لاستضافة المهجرين. ورغم أنه زعم بأن الخطة لاتزال في مرحلة التطوير، وإن تفاصيلها لا تزال مجهولة، فإنه مع ذلك أقحم إسم المغرب في خطة لاقت معارضة شديدة من طرف مختلف الأوساط في المغرب، ولاقت اهتماما إعلاميا من طرف العديد من وسائل الإعلام .
السلطات المغربية لم تبدِ أية ردة فعل تجاه هذه المزاعم في حينه، رغم أن أصواتا عديدة ارتفعت في الأوساط السياسية والحقوقية المغربية مطالبة من الحكومة المغربية بالكشف على حقيقة هذه الادعاءات . 
بعد فترة وجيزة من إطلاقه العنان لهذه الادعاءات، عاد المسؤول القنصلي للاحتلال الإسرائيلي إلى نفي مزاعمه بأن نشر على صفحته على منصة ( X ) توضيحا بالقول إن “تصريحاتي المتعلقة بالمغرب لم تكن صحيحة”، مستبعدا بذلك أية علاقة للمغرب بقضية التهجير القسري للفلسطينيين من غزة. ومن جهته، سارع مدير مكتب دولة الاحتلال الإسرائيلي في الرباط بالتوضيح في تصريحات صحفية بالقول “يمكنني التأكيد على أن مسؤولنا القنصلي في لوس أنجلس قام بالتوضيح اللازم بأن إشارته إلى المغرب خلال استجوابه مع قناة ( CBN TV ) لم تكن دقيقة “ .
الأكيد أن الحكومة المغربية لم تبادر بالتعقيب على ادعاءات المسؤول القنصلي للاحتلال الإسرائيلي  لكن تراجعه على المزاعم التي أطلق لها العنان، وإسراع مسؤول دبلوماسي للاحتلال إلى نفي المزاعم المذكورة ، كل هذا لم يحدث من قبيل الصدفة ولا من فضيلة أخلاق دبلوماسيي الاحتلال، بل يكشف أن الحكومة المغربية تحركت في اتجاه آخر بأن أجبرت المسؤول الإسرائيلي على هذا التراجع ، ولا يستبعد أن تكون وزارة الخارجية المغربية سلكت المساطر الدبلوماسية لإجبار مسؤول دولة الاحتلال الإسرائيلي على نفي مزاعمه بنفسه، وقد تكون الحكومة المغربية اعتبرت إجباره على نفي ادعاءاته أكثر قوة من الإقدام على خطوة لنفي المزاعم التي تجهل أسبابها ودواعيها . 
لذلك فإن إطلاق العنان لمزاعم وادعاءات من طرف مسؤول دبلوماسي لدولة الاحتلال في هذه الظرفية الدقيقة و الصعبة لم يكن بريئا ولا من قبيل الصدفة ، بل يرجح أنها كانت متعمدة ومقصودة تتغيا تحقيق أهداف خبيثة ، لكن المهنية الدبلوماسية المغربية التي تنتقي بدقة أساليب المواجهة أجبرته على التراجع وتكذيب مزاعمه بلسانه، وفي ذلك كثير من الاحتقار والاستصغار للذين خططوا لإقحام المغرب في قضية مرفوضة بصفة قطعية من طرف جميع فئات الشعب المغربي.


تابعنا على
تصميم وتطوير