رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
سلوى حجازي .. سيرة الوجوه الثلاثة للمذيعة المصرية


المشاهدات 1180
تاريخ الإضافة 2025/02/12 - 8:24 PM
آخر تحديث 2025/03/13 - 7:30 PM

القاهرة/ متابعة الزوراء
يستكشف الكاتب كريم جمال ثلاثة وجوه للمذيعة المصرية الراحلة سلوى حجازي (1933 ــ 1973) في كتابه «سلوى: سيرة بلا نهاية»: مذيعة شهيرة، وشاعرة فرنكوفونية، وشهيدة مقدسة. أعاد كتاب «سلوى: سيرة بلا نهاية» (دار التنمية للنشر، 2025) للكاتب والباحث المصري كريم جمال قضية المذيعة سلوى حجازي إلى الأضواء بعد مرور 52 عاماً على استشهادها حين أقدم سلاح الجوي الإسرائيلي على ارتكاب مجزرة وأسقط طائرة مدنية متجهة من بنغازي إلى القاهرة كانت على متنها في فبراير/ شباط عام 1973. يقول كريم جمال إنه بدأ مشروع كتابه وهو «يبحث عن صورة سلوى حجازي المحفورة في الأذهان، ولكن في نهاية الطريق ومع اكتشاف أوراقها الخاصة وغير المنشورة، وجد نفسه أمام إنسانة لم تكتشف بعد، ولم يسطع وهج وجهها بقدر ما ينبغي له أن يكون». هكذا، حاول حل «اللغز»، فقصد معظم مؤسسات الأرشيف الصحفي لمطالعة ما كُتِب عنها. يضيف: «كان كل ما يشغلني هو إيجاد طرف خيط يقودني إلى فهم سلوى؛ فرغم ما كُتِب في حياتها وبعد رحيلها، ظل لغزها قائماً، وظل السؤال عنها مطروحاً: لماذا عاشت سلوى حجازي موتها قبل أن تموت؟».
بمناسبة صدور «سلوى: سيرة بلا نهاية»، تحدثت «العربي الجديد» مع كريم جمال الذي أفاد بأنه بدأ التفكير في الكتاب في إبريل/ نيسان 2023، بعدما قرأ ديوان الشعر الذي كتبته المذيعة المصرية الراحلة. كانت سلوى حجازي تقرض الشعر باللغة الفرنسية، وفازت بالميدالية الذهبية عام 1964 من أكاديمية الشعر الفرنسية وبالميدالية الذهبية عام 1965 في مسابقة الشعر الفرنسي الدولي. وكتب عنها الشاعر صالح جودت كتاباً سماه «سلوى: الشعر - الحب - الموت». كما شارك صالح جودت الشاعرين أحمد رامي وكامل الشناوي في ترجمة قصائد من ديوانها «ظلال وأضواء» من الفرنسية إلى العربية. وعام 2017، صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب «أيام بلا نهاية: ظلال وضوء» وهو قصائد لحجازي ترجمها وقدمها عاطف محمد عبد المجيد. وقال كريم جمال: «كان تأثري شديداً بأشعار سلوى حجازي. وعرفت من خلال قراءتي لشعرها إلى أي حد كانت تتنبأ الموت، وكانت تشعر دائماً أن هناك فاجعة ما قادمة أو حادثاً ما سيغيبها عن أطفالها الثلاثة الذين كان عمر أصغرهم خمس سنوات حين استشهدت». وأضاف: «لم تلاحظ أسرتها نظرتها التشاؤمية وترقبها للموت  عاشت موتها قبل أن تموت». لم تكن حياة سلوى حجازي كمذيعة تلفزيونية محور تركيز الكاتب كريم جمال بشكل كامل في فصول كتابه، لأنها أصلاً كانت لا تحب الأضواء وتفضل عيش حياة هادئة، وإن كان قد تطرق إلى حد ما إلى عملها الإعلامي لأنه كان يشغل جزءاً كبيراً من حياتها، فهي قدمت العديد من البرامج الناجحة مثل «شريط تسجيل»، و»العالم يغني»، و»المجلة الفنية»، و»عصافير الجنة». كما أنها أولى المذيعات التي سجلت حواراً تلفزيونياً مع أم كلثوم (1898 ــ 1975) ورافقتها في عدد من جولاتها.
من كواليس اللقاء التلفزيوني الأول لأم كلثوم الذي أدراته سلوى حجازي، في مقر إقامة البعثة المصرية في فندق جورج الخامس في باريس، نوفمبر 1967 (محفوظات عائلة سلوى حجازي/ صفحة كريم جمال على فيسبوك)
وأكد جمال أن الكتاب يركز أساساً على سلوى حجازي «الشاعرة والشهيدة». وعن المصادر التي لجأ إليها جمال لتوثيق معلوماته في الكتاب، قال: «فوجئت أنا وعائلتها، أثناء عملي على هذا الكتاب، بمجموعة ضخمة جداً من الأوراق بخط يدها، وكذلك قصائد مجهولة ويوميات وترجمات، وأوراق شعرية لم تنشر من قبل، وكذلك العديد من الصور التي لم تنشر لها من قبل». وأضاف أن مصدره الأساسي في جمع معلوماته كان مؤسسات الأرشيف، لا ذكريات أبنائها فقط، لأن «الإنسان قد ينسى أو تسقط من ذاكرته أمور، والدليل أن أفراد أسرتها أكدوا أنهم عرفوا الكثير عنها للمرة الأولى في هذا الكتاب».
أسرة المذيعة الراحلة رفعت دعوى قضائية على كبار المسؤولين في حكومة الاحتلال الإسرائيلي في الذكرى الـ30 للحادث عام 2003، وطالبت بتعويضات، تزامناً مع إقامة المواطنة المصرية سلوى عواد مصطفى دعوى مماثلة للتعويض عن مقتل والدها في الحادث نفسه، وكذلك عائلة وزير الخارجية الليبي صالح مسعود بويصير. وصرح كريم جمال بأنه «لم يتطرق إلى هذه القضية، وهي لا تزال قائمة حتى الآن، ولم يصدر الحكم فيها». وأضاف: «الجريمة تفاصيلها معروفة، كما أن هناك اعترافاً قدمه الطيار الإسرائيلي يفتاح زيمر في سبتمبر/ أيلول 2023».
كانت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية قد نشرت اعتراف الطيار الإسرائيلي بعد مرور 50 عاماً على الحادث. وشرح ملابسات تلقيه أمراً مع مساعده الملاح من قائد السلاح الجوي الإسرائيلي بإسقاط طائرة الركاب المدنية الليبية فوق سيناء في 21 فبراير عام 1973، والتي كانت سلوى حجازي على متنها، برفقة 106 أشخاص آخرين لم ينج منهم سوى اثنين. وقال إن أجهزة الأمن الإسرائيلية نصحته بالابتعاد عن الأنظار بعد ذلك اليوم. وأقر بأن زوجته كانت الوحيدة التي باح لها بهذا السر. وأكد أنه أثناء عمله طياراً لشركة إل عال واجه العديد من القيود، وحلق تحت اسم مستعار بسبب تحذيرات استخباراتية حول تهديدات اختطاف محتملة أو محاكمته، خاصة وأن هناك الكثيرين من أهالي الضحايا قد أقاموا دعاوى قضائية.
                      (عن/صحيفة العربي الجديد)


تابعنا على
تصميم وتطوير