إن كنت صاحب موقع أو علامة تجارية، فواحدة من الأمور التي يجب أن تفكر فيها لتعزيز علامتك التجارية هي العلامة التجارية الصوتية والتي تعني استخدام الصوت والموسيقى لتمثيل هوية العلامة التجارية صوتيا، تتضمن هذه العلامة عناصر مثل الجمل الموسيقية، الشعارات والتأثيرات الصوتية، والأصوات المميزة التي تُستخدم لتعزيز التعرف على العلامة التجارية وترسيخها في أذهان المستهلكين. تختصر فوربس تعريف الهوية الصوتية على أنها «الاستخدام الاستراتيجي للصوت كجزء من هوية العلامة التجارية».
باريس/متابعة الزوراء
أحد أسباب قوة العلامة التجارية الصوتية، أنها تخاطب حاسة السمع، وبذلك تجعل المستخدم أكثر ترابطًا مع علامتك التجارية مقارنةً بمن شاهدها فحسب، لأنه كلما استخدمت حواس المستخدم أكثر، كلما كان أكثر ترابطًا مع علامتك التجارية، والمطلوب من الحواس أن تخلق رد فعل حسي أو عاطفي على علامتك التجارية، لذا فإنّ استخدام الصوت لعلامتك التجارية أمر مهم في عالم اليوم المليء بالمشتتات والمعلومات الكثيرة.
«أصوات صغيرة، تأثير كبير» دراسة أجراها كل من سكوت شون من كلية ويتون، بالولايات المتحدة الأميركية، ودانيال شينين، الأستاذ بقسم التسويق في جامعة رود آيلاند، بالولايات المتحدة الأميركية، ولورين آي. لابريك الأستاذ بقسم التسويق، في جامعة رود آيلاند، كينغستون، بالولايات المتحدة، توضح كيف أن الشعارات الصوتية القصيرة لها نفس الصفات العاطفية التي تتمتع بها الموسيقى الطويلة المستخدمة كخلفية في الإعلانات، كما وجد الباحثون أنّ الشعار الصوتي السعيد يولد درجات أعلى في المواقف ويؤدي إلى استجابات أكثر إيجابية، بالإضافة إلى أن وضع العلامات التجارية الصوتية في الإعلانات أمر مهم، وهذا يمنح المسوقين أرضية صلبة لتجربة حملاتهم للحصول على أفضل نتيجة.
كذلك قام لويس ماس، الأستاذ بقسم الاتصالات، بجامعة بومبيو فابرا، ببرشلونة، إسبانيا، هو وفريقه بدراسة، حول القدرات الصوتية للشعار الصوتي، لجذب الانتباه وإثارة المشاعر المختلفة ونقل سمات شخصية العلامة التجارية، ووجدوا أن الشعارات الصوتية تتم معالجتها بشكل أفضل عندما تصمم على أن تتلاشى تدريجيًا، أي تبدأ قوية ثم تخفت. واعتمادًا على وتيرة اللحن، قد يحقق المسوقون أهدافًا مختلفة، مثلًا، تتلقى الوتيرة السريعة للنغمة، الاستجابة الموجهة وتزدهر في الترويج للتصميمات الجديدة، في حين أن الوتيرة البطيئة تنقل الهدوء وتجذب الانتباه في التصميمات الصوتية المعروفة بالفعل.
كما توصلت مجلة Branding Mag إلى أن الشعار الصوتي الجيد الصنع يجعل العلامة التجارية أكثر قيمة بنسبة 5%، وتُحدث هذه النسبة فرقًا كبيرًا في نية الشراء لأنها تؤثر على الجانب العاطفي للعملية، ويشتري العملاء عاطفيًا، علاوة على ذلك، فإن العلامة التجارية الصوتية تؤثر في وعي العميل، مما يجعلها خيارًا مفضلًا لدى الجمهور بدون منازع، كما كشفت الدراسات عن طبقة مخفية لهذا التفكير، وهي أن الشعار الصوتي الذي يتم تنفيذه بشكل سيئ والذي لا يتطابق مع هوية العلامة التجارية يدفع العملاء بعيدًا ويقلل من قيمة العلامة التجارية.
أمثلة لعلامات التجارية الصوتية
ماكدونالدز: جملة «I>m Lovin> It» الصوتية.
نتفليكس: الصوت المميز عند تشغيل المحتوى.
إنتل: النغمة الصوتية الشهيرة التي تُستخدم في نهاية الإعلانات.
كيف يؤثر التحفيز الصوتي على استراتيجية العلامة التجارية الصوتية؟
تشير التقارير إلى أن الشركات التي تستثمر في العلامات التجارية الصوتية تحقق قوة علامة تجارية أعلى بنسبة 76% وإدراك أعلى بنسبة 138% لقوة الإعلان، بالإضافة إلى أن هناك عدة فوائد ستعود على منصتك، عندما تنشئ علامة تجارية صوتية، منها:
تعزيز التعرف على العلامة التجارية: تساعد العلامة التجارية الصوتية في إنشاء هوية مميزة وفريدة لمنصتك، يمكن التعرف عليها فوراً، مما يعزز من ولاء الجمهور وتذكر العلامة التجارية بسهولة، لأن الهوية الصوتية تساعد على أن تنطبع في الذهن أكثر، وبالتالي يمكن تذكرها مباشرة من الصوت، بدون الحاجة لرؤيتها.
التفاعل العاطفي: الأصوات والموسيقى يمكنها إثارة استجابات عاطفية قوية، مما يساهم في بناء اتصال أعمق مع الجمهور.
التفرّد في السوق: في بيئة تنافسية، تساعد العلامة التجارية الصوتية على تمييز الشركة عن منافسيها بطرق جديدة ومبتكرة.
من يجب أن يستخدم العلامة التجارية الصوتية؟
1-المنصات الإعلامية: مثل منصات البودكاست، والراديو، والتلفزيون، حيث يمكن للعلامة الصوتية تعزيز تجربة المستخدم وزيادة التفاعل.
2-الشركات التكنولوجية: مثل شركات الهواتف الذكية والتطبيقات، حيث يمكن استخدام الأصوات لتعزيز واجهة المستخدم وتقديم تجربة مستخدم مميزة.
3-شركات التسويق الرقمي: التي تعتمد على الفيديو والإعلانات الصوتية كجزء من استراتيجيتها.
هل الهوية الصوتية مهمة لكل المنصات؟
هناك وجهة نظر ترى أنه يجب على جميع المنصات الإعلامية، بغض النظر عن حجمها أو نوع المحتوى الذي تقدمه، أن تهتم ببناء علامة تجارية صوتية قوية، فالهدف هو توفير تجربة مستخدم متكاملة ومميزة، والصوت يلعب دورًا حاسمًا في ذلك، إذ أنه حتى المنصات البسيطة التي تقدم محتوى نصيًا فقط يمكنها الاستفادة من إضافة لمسة صوتية بسيطة مثل صوت الخلفية أو التنبيهات، ولكن لنكن واقعيين فإن تكلفة إنشاء هوية صوتية قد لا تناسب جميع المنصات وقد تعتبر أمرًا ثانويًا مقابل أمور أخرى أساسية في المنصة، خاصة لدى الشركات ذات الحضور المحلي الصغير أو الأعمال التي تعتمد بشكل كبير على التفاعل الشخصي وجهًا لوجه مثل بعض هذه المنصات التي تقدم هذه الخدمات التقليدية، قد لا تستفيد كثيرًا من العلامة التجارية الصوتية، فيمكن تأجيلها لمرحلة لاحقة.
نصائح لاختيار العلامة التجارية الصوتية
فهم الجمهور: يجب أن تكون العلامة الصوتية متوافقة مع تفضيلات واهتمامات الجمهور المستهدف، لذا قم بإجراء أبحاث لتحديد أنواع الأصوات والموسيقى التي تلقى صدى لديهم.
التناسق مع الهوية البصرية: يجب أن تكون العلامة الصوتية متناسقة مع الهوية البصرية والعلامات التجارية الأخرى لضمان تجربة متكاملة.
العواطف المستهدفة: حدد العواطف التي تريد أن تثيرها في المستمعين واختر الأصوات التي تتناسب معها.
البساطة والتذكر: يجب أن تكون العلامة التجارية الصوتية سهلة التذكر ومميزة، وتجنب التعقيد الزائد.
الاختبار: قم باختبار العلامة التجارية الصوتية على مجموعة متنوعة من المستمعين للحصول على ملاحظاتهم وآرائهم.
مدة العلامة التجارية الصوتية تختلف حسب الاستخدام، ولكن بشكل عام يجب أن تكون قصيرة وموجزة حتى لا يمل المستمعون.
أين يجب أن أضع علامتي التجارية الصوتية في الموقع؟ وما مدتها؟
* مقدمة البودكاست أو الفيديو: يمكن استخدام الشعار الصوتي في بداية كل حلقة، مثلما تفعل نتفليكس.
* الفواصل الإعلانية: يمكن استخدام أصوات مميزة للفواصل الإعلانية.
* التنبيهات والإشعارات: يمكن استخدام أصوات مخصصة للإشعارات والتنبيهات على الموقع أو التطبيق.
* الشعارات الصوتية القصيرة: يمكن استخدامها عند بداية ونهاية الفيديوهات والبودكاست، وعادةً ما تكون مدتها بين 3 إلى 5 ثوانٍ.
* الخلفيات الموسيقية: يمكن استخدامها كخلفية للمواقع الإلكترونية أو التطبيقات، ويجب أن تكون هادئة وغير مشتتة لانتباه المستخدم.
* النغمات التنبيهية: يمكن استخدامها للإشعارات في التطبيقات، ويجب أن تكون قصيرة وواضحة.
نصائح إضافية
عند العمل على إنشاء شعارك الصوتي عليك الانتباه إلى الآتي:
تخصيص الأصوات: استخدام أصوات فريدة يمكن تخصيصها لتمثل هوية العلامة التجارية بشكل أفضل.
الاختبار والتعديل: تجربة العلامة الصوتية مع عينات من الجمهور المستهدف وتعديلها بناءً على ردود الفعل.
الانسجام مع الأنماط الأخرى: التأكد من أن العلامة الصوتية تتناغم مع الاستراتيجية العامة للعلامة التجارية من حيث الرسائل والأهداف.
حقوق الملكية: تأكد من امتلاكك الحقوق الكاملة لأي أصوات تستخدمها في علامتك التجارية الصوتية.
التوافق مع الأجهزة: يجب أن تكون العلامة التجارية الصوتية متوافقة مع جميع الأجهزة التي يستخدمها جمهورك.
التحديث: قد تحتاج إلى تحديث علامتك التجارية الصوتية من وقت لآخر لتتناسب مع التطورات في هوية العلامة التجارية.
أهمية العلامة التجارية الصوتية للمنصات الإعلامية
* التعزيز الوجداني: الأصوات قادرة على إثارة المشاعر والتأثير على المزاج، مما يخلق رابطة عاطفية عميقة بين المستمع والعلامة التجارية.
* التميز: في عالم مليء بالمحتوى، تساعد العلامة التجارية الصوتية على تمييز المنصة عن منافسيها وتجعل من السهل تذكرها.
* بناء الثقة: الصوت المتسق والمميز يعزز من مصداقية المنصة ويؤكد على هويتها.
* زيادة الوعي بالعلامة التجارية: عند سماع صوت العلامة التجارية، يرتبط المستمع تلقائيًا بالمنصة، مما يزيد من وعيهم بها.
(عن/شبكة الصحفيين الدوليين - وفاء خيري)