اسم الكاتب: ديميتري فيرهولست
جنسية الكاتب: بلجيكي
تاريخ إصدار الرواية: 2011
الرواية حققت شهرة واسعة لما تضمنته من كوميديا سوداء وسرد ساخر، واعتُبرت من الأعمال التي تجمع بين الفكاهة والعمق الفلسفي في تناول العلاقات الإنسانية والشيخوخة

ديزيريه، هو رجل في الرابعة والسبعين من عمره يعيش حياة غير سعيدة مع زوجة متسلطة وسطحية تُهيمن على حياته تمامًا.   بدلاً من اتخاذ قرارات حاسمة مثل الطلاق أو الهروب إلى مدينة أخرى، يلجأ إلى خيار عبثي وغير تقليدي: ادعاء إصابته بمرض الزهايمر والانتقال للعيش في دار للمسنين.
من هذه النقطة تبدأ الرواية في استكشاف أبعاد هروبه، مع طرح أسئلة عميقة حول العقل البشري، العلاقات الإنسانية، والحياة داخل دار للمسنين.
الرواية مكتوبة من وجهة نظر ديزيريه، الذي يروي الأحداث بطريقته الخاصة.
في نهاية الرواية، تبدأ الخدعة التي ابتكرها ديزيريه بالانكشاف تدريجيًا، سواء بسبب أخطاء منه أو بسبب سلوكياته التي تجذب الشكوك من حوله. 
ومع ذلك، الرواية لا تقدم إجابة واضحة حول ما إذا كان ديزيريه سيواجه عواقب خدعته أم أنه سيتمكن من الاستمرار في حياته الجديدة بعيدًا عن زوجته المتسلطة.
النهاية تترك القارئ في حالة من التساؤل:
•هل كان هروب ديزيريه يستحق كل هذه الجهود والمخاطرة؟
•هل هو بطل ضحية أم أنه شخص أناني اختار الخداع كوسيلة للهروب من مسؤولياته؟
محاور القصة/
•فخ السرد: نظرا لأننا نرى العالم من خلال عينيه فقط، يُصبح من الصعب معرفة الحقيقة الكاملة عن شخصيته. 
هل ديزيريه ضحية لزوجة متسلطة؟ أم أنه يُبالغ في وصفه لها ليبرر هروبه؟
•احتمالية الاضطراب العقلي: الرواية تفتح باب الشك حول القوى العقلية للبطل نفسه. 
قد يكون قد بدأ يفقد صلته بالواقع بالفعل، مما يجعل القارئ يتساءل: هل ديزيريه مصاب فعلاً بلوثة عقلية، أم أن تصرفاته مجرد سلوك غير تقليدي؟
الحياة في دار المسنين
بمجرد وصول ديزيريه إلى دار المسنين، يُصبح محاطًا بشخصيات أخرى تعيش ظروفًا مشابهة، أو على الأقل ظروفًا تفرضها الشيخوخة.
•السخرية من النظام: الكاتب يسلط الضوء على بعض التناقضات والحقائق المضحكة/المؤلمة حول دور المسنين، مثل الرعاية غير الكافية أو تعامل الناس مع كبار السن على أنهم عبء.
•الصداقة والإنسانية: 
رغم الخلفية السوداوية، يجد ديزيريه لحظات إنسانية وعلاقات جديدة في بيئته الجديدة، مما يُضفي بعدًا دافئًا إلى السرد.
الأبعاد النفسية والعاطفية
 1. الهروب كخيار: ديزيريه يمثل نموذجًا لشخص يهرب من المواجهة. لكن هل هروبه مبرر أم مجرد ضعف؟
 2. العبثية في القرارات: 
الرواية تنتقد قرارات الإنسان العبثية، وكيف يمكن أن تتحول مشكلات بسيطة إلى تعقيدات كبيرة بسبب الخوف من المواجهة.
 3. الشيخوخة والمجتمع: 
تسلط الرواية الضوء على كيفية تعامل المجتمع مع كبار السن، وكيف يشعر المسنون بالرفض أو التهميش.
الأسلوب الأدبي
•الكوميديا السوداء:
الرواية تستخدم السخرية لطرح مواضيع ثقيلة بأسلوب خفيف. 
الكاتب يعرض المواقف الطريفة التي يعيشها ديزيريه وسط محيطه الجديد، مع نكات تترك القارئ يضحك ويتأمل في نفس الوقت.
•لغة بسيطة وعميقة: 
رغم خفة الظل، يتمتع النص بتعليقات فلسفية وإسقاطات على الواقع تجعل الرواية ذات قيمة فكرية.
الرسائل التي تحملها الرواية
 1. عن العلاقات الزوجية: 
تسلط الضوء على تأثير الزواج غير المتكافئ على الشريك الضعيف، وكيف يمكن أن تدفع العلاقة السامة الإنسان إلى خيارات متطرفة.
 2. عن الشيخوخة: 
تكشف الرواية عن هشاشة الإنسان في الكبر، لكن دون الوقوع في الميلودراما، بل باستخدام السخرية كوسيلة للنقد.
 3. الهروب
الهروب بأبعاده النفسية والحياتية. 
توصية أخيرة/
الرواية هي مزيج ذكي بين المرح والتأمل. 
ستُعجب محبي الكوميديا السوداء، وأيضًا من يبحثون عن قصص تحمل رسالة عميقة وجوانب مجردة بشكل وأسلوب سلس وممتع. من الجدير قراءتها كعمل فكري وترفيهي على حد سواء.
الجوائز:
 حصلت على عدة جوائز أدبية مرموقة، منها:
•جائزة ليبريس الأدبية عام 2014.
•جائزة دي إنكتاب عام 2015.
•جائزة الأكاديمية الملكية الهولندية عام 2016.