اتصل بي احد الزملاء و طلب مني ان نلتقي وباقرب وقت..وهكذا تحقق اللقاء وحين جلوسنا في المقهى الذي كان محط لقائنا اخرج من حقيبته موضوعاً وطلب مني قراءته بعناية وابداء ملاحظاتي اذا كان لدي ملاحظات..
كان محور موضوعه هو الديمقراطية حيث اشار في مقدمته الى  أن البعض ينظر للديمقراطية على انها (وصفة جاهزة) مشيرا الى ان الديمقراطية لا تأتي (بعلب مسلفنة) وانما هي عملية معقدة واعادة بناء للبنية التحتية للمجتمع ..
لذلك لا يمكن لكائن من كان ان يستوعب الديمقراطية ويتعاطى معها بسلاسة..
وقد ساق مثلا على ماتقدم مفاده ان احد الاشخاص وفي اثناء جلوسه امام مأدبة الغداء مع زوجته واولاده على الارض وكان بالقرب منهم (قط) وحين حصلت مشادة بينه وبين زوجته انفعل وامسك بـ (العتوي) من رقبته وضرب به زوجته.. فما الذي سيفهمه هذا من الديمقراطية..؟!
فالدول (والكلام مايزال للزميل)  التي وصلت حدا تحسد عليه في ممارسة الديمقراطية قد قطعت عقودا واشواطا واعطت تضحيات كثيرة لكي تصل الى هذا الحد.. ان شعوب هذه الدول استلهمت المبادىء الرفيعة للديمقراطية والتي اصبحت جزءا لا يتجزأ من سلوكها اليومي في البيت والشارع والدائرة.. فالوزير في هذه الدول حين يوجه اليه صحفي النقد حول تقصير او عدم كفاءة او ما الى ذلك فأن هذا الوزير سينظر الى الصحفي بعين الاحترام لانه اشر لديه حالة ربما لم يكن منتبها اليها.. فلا يفكر قطعا برفع دعوى قضائية ضده..!
ومن بين ما جاء في موضوعه ايضاً.. ان المسؤول في هذه الدول لا يستغرب او يفاجىء حين يضرب بالبيض الفاسد او الطماطة ولكنه يستقبل هذا العمل برحابة صدر و(بروح رياضية) كما ان الصحافة حين تؤشر مكامن اخطاء واخفاقات هذا المسؤول قد تدفعه الى الاستقالة.  ولكن في الدول التي مازالت فيها الديمقراطية بـ (الكماط) فأن البيض والطماطة تعتبر من اسلحة الدمار الشامل..  بعد ان اكملت قراءة الموضوع توجهت الى الزميل الذي يرى ومن خلال ما ورد بإن الديقراطية  تزق زقاً بالقول: (يعني احنه جهالنه وجهال جهالنه لو يلحكون على الديمقراطية لو ما يلحكون..!!)
وهنا رن هاتفي من البيت لغرض تذكيري بإن الوقت المخصص للخروج قد شارف على الانتهاء.!